الجمعة 28 يونيو 2024

السلطات الجزائرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة الكوليرا

28-8-2018 | 20:51

بعد مضي أكثر من عشرين عاما من الغياب، تعود "الكوليرا " إلى الجزائر، حيث تسابق السلطات الزمن للقضاء على الوباء، عقب تسجيل عدد من الوفيات والإصابات، بعد اكتشاف 27 منبعا مائيا موبوءا، بمختلف أنواع بكتيريا الكوليرا.


وتجتاح حالة من الهلع والقلق البلاد، بعد أن أعلنت السلطات حالة وفاة ثانية بسبب وباء الكوليرا، وتسجيل نحو مائة وخمسين إصابة بالمرض المعدي، في أربع ولايات قريبة من (الجزائر) العاصمة.


وسجل أكثر من نصف الحالات المؤكدة في ولاية "بليدة" المحاذية للعاصمة، كما سجلت حالات في "تيبازة " غرب العاصمة، وفي "عين بسام بولاية "البويرة " جنوب شرق العاصمة.


ويعد وباء الكوليرا من الأمراض الخطيرة والمعدية، ويسبب الوفاة، بسبب بكتيريا تؤدي إلى إسهال حاد، وعادة ما يكون ناجما عن غياب شروط السلامة الصحية في استهلاك المياه أو الطعام.


وأكد مدير معهد "باستور" المختص بالأمراض الوبائية في (الجزائر) العاصمة عدم تسجيل أية حالات جديدة منذ عشرة أيام.


كما وعد وزير الصحة الجزائري مختار حسبلاوي بالقضاء على الوباء في غضون ثلاثة أيام، وقبل بداية العام الدراسي، المقرر الأسبوع المقبل.


ووفقا لـ "سكاى نيوز عربية " فإنه يبدو أن هذه التطمينات لم تنجح في تبديد مخاوف الرأي العام الغاضب من تأخر الحكومة في الإعلان عن ظهور الوباء، حيث وُجهت انتقادات لمسئولين في الحكومة، بسبب ما اعتبره الشارع الجزائري فوضى رافقت التعاطي الرسمي مع الداء، ويزداد القلق والمخاوف كلما أعلن عن إصابة جديدة بالكوليرا.


وفي قطاع التعليم وحرصا على سلامة الطلاب والعاملين في القطاع، دعت النقابة الوطنية لعمال التربية إلى تأجيل العام الدراسي في الولايات "الموبوءة " بالكوليرا حتى التحكم النهائي في الوباء.


وأصدرت وزارة الصحة تحذيراتها للمواطنين، تشمل ضرورة الامتناع عن شرب المياه من مصادر غير مأمونة، واتباع شروط السلامة الصحية.


وتأتي التحذيرات وسط مخاوف في الشارع من عدم تمكن الجهات المعنية من السيطرة على انتشار الوباء.


ووصلت "فوبيا " الكوليرا أيضا إلى جيران الجزائر، حيث سارعت تونس والمغرب بالإضافة إلى ليبيا، إلى رفع حالة التأهب لمواجهة أي احتمال لانتقال هذا الداء إلى أرضيها.


واتخذت السلطات التونسية إجراءات وتدابير وقائية، مع دخول آلاف الجزائريين يوميا إلى أراضيها من المعابر الحدودية البرية.


كما طالبت الخارجية الفرنسية رعاياها بتوخي الحذر خلال زيارتهم الجزائر، واتباع التوصيات الوقائية لمنظمة الصحة العالمية.


وأثبتت التحقيقات والتحريات الوبائية وجود جرثومة الكوليرا في نبع مياه "سيدي الكبير" بولاية تيبازة القريبة من العاصمة، لتكون هي السبب المباشر لانتشار الوباء.


وفي المقابل يرى أطباء أن المجال يبقى مفتوحا أمام كل الشكوك، ما لم توفر السلطات الجزائرية هيئة وطنية للوقاية.