رفض المسؤولون الأفغان التكهنات بشأن إمكانية تولي المتعاقدين العسكريين الأجانب تدريب وتوجيه القوات المسلحة الأفغانية وذلك في أعقاب محاولة جديدة من مؤسس شركة الخدمات الأمنية الخاصة (بلاكووتر) الدفع بهذا الاتجاه.
وسعى إريك برنس - الذي برز اسم شركته أثناء الحرب في العراق - لحشد المسؤولين وراء مقترحه بخصخصة أجزاء من العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان لأكثر من عام.
وفي زيارة له مؤخرا إلى كابول استمال برنس عدة رموز سياسية أفغانية وأجرى مقابلات مع وسائل إعلام لمناقشة الخطة من بينها مقابلة مع تولو نيوز أكبر محطة تلفزيون أفغانية وكذلك صحيفة /نيويورك تايمز/.
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني - الذي يتطلع للانتخابات الرئاسية في أبريل المقبل - قد رفض المقترح مرارا.
وأصدر مستشاره للأمن القومي بيانا أمس الخميس ندد فيه بما وصفه بالجدل الهدام والمثير للانقسام.
وجاء في البيان "لن تسمح الحكومة والشعب الأفغاني تحت أي ظرف بتحول القتال لمكافحة الإرهاب إلى عمل خاص من أجل ربح مالي".
وفي أغسطس الماضى رفض أيضا وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الفكرة ، قائلا "عندما يضع الأمريكيون مصداقية دولتهم على المحك فإن الخصخصة ليست على الأرجح فكرة سديدة".
ويقول المسؤولون الأفغان إن أي تحرك لإحلال المستشارين العسكريين الأمريكيين بمتعاقدين من القطاع الخاص سيقوض شرعية الحكومة ويصب في صالح اتهامات حركة طالبان بأن الحرب تجري من أجل مصالح أجنبية.
وظهرت هذه الخطة في البداية العام الماضي عندما كان يفكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في استراتيجية جديدة بأفغانستان لكن لم يتم تبنيها بل أمرت واشنطن بإرسال المزيد من القوات الأمريكية لتعزيز القوات العاملة هناك.
وهناك حاليا نحو 14 ألفا من القوات الأمريكية في أفغانستان تعمل ضمن مهمة الدعم الحازم للتدريب والتوجيه بقيادة حلف شمال الأطلسي وتقوم بعمليات متفرقة لمكافحة الإرهاب في مواجهة جماعات متشددة مثل تنظيم داعش.