استقبلت تل أبيب نبأ الاستقالة المفاجئة للسفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي بالصدمة كونها أشرس المدافعين عنها في إدارة الرئيس دونالد ترامب ولدورها الكبير فى قطع الدعم الأمريكى عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، واعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما طالما حلمت به حكومات تل أبيب المتعاقبة.
ففي إشارة للدعم الكبير الذي قدمته نيكي هيلي لتل أبيب وصف رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين هيلي بأنها "سفيرة الحقيقة" معتبرا ولايتها "نقطة فاصلة" في السياسة الخارجية الأمريكية. ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشكر لهيلي لـ "قيادتها لنضال لا يلين ضد نفاق الأمم المتحدة ولدفاعها عن الحقيقة والعدالة" .
وتحت عنوان (السفيرة الأمريكية إلى الأمم المتحدة.. نيكي هيلي حليفة إسرائيل القوية تستقيل)، قالت صحيفة (هاآرتس) اليوم الثلاثاء إن هيلي بزغ نجمها العام الماضي كواحدة من أكثر المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعما لإسرائيل وطالما وقفت كحائط صد أمام انتقاد الحكومة الإسرائيلية بل أنها انتقدت الفلسطينيين في عديد من المناسبات.
وقالت الصحيفة إن هيلي تحدثت - مرتين خلال الـ 18 شهرا الماضية - في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (الأيباك)، حيث حظت كلمتها بتصفيق حار.
وأشارت الصحيفة إلى أن دفاع نيكي هيلي المستميت عن إسرائيل في الأمم المتحدة دفع السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إلى إصدار بيان "تمجيدي" فور علمه بنبأ الاستقالة، وجه فيه الشكر لها على ما قدمته لتل أبيب إذ قال "شكرا لك يانيكي هيلي! شكرا لوقوفك مع الحقيقة دون خوف.. شكرا لطرحك لقيم إسرائيل والولايات المتحدة.. شكرا لصداقتك الوثيقة ستظلين دائما صديقة حقيقية لدولة إسرائيل".
ولا يُنسى لهيلي كلمة قالت خلالها لدى بداية توليها للمنصب داخل الأمم المتحدة إن عصر ما وصفتها بـ "بلطجة" الأمم المتحدة على إسرائيل قد "انتهى" وإنه بات "للبلدة" فى إشارة إلى الأمم المتحدة "شرطى" جديد.
وسارع وزير التعليم الإسرائيلي نافتالي بينيت بالولوج إلى (تويتر) لكيل المديح لهيلي، حيث قال لها "عزيزتي هيلي .. نيابة عن شعب إسرائيل .. أشكرك على ما فعلته لنا ولن ننسى ".
وتحت عنوان (نيكي هيلي تستقيل من منصبها كسفيرة في الأمم المتحدة في إعلان صادم)، قالت صحيفة (جيروزاليم بوست) إن استقالة هيلي أذهلت عواصم العالم وكذلك مسؤولي الإدارة الامريكية انفسهم بما في ذلك كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي ووزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون وكذلك موظفيها في نيويورك الذين علموا لأول مرة بشأن قرارها صباح اليوم الثلاثاء.
وقالت هيلي - في تعليق على قرارها بالاستقالة - إنها تعتقد أنه من المهم للغاية لمسؤولي الحكومة أن يتفهموا الوضع عندما يتعين على أحد الاستقالة مشيرة إلى أنه "كان شرف عمرها".
وقالت (جيروزاليم بوست) إن هيلي اعترفت بـ"خلافات" مع ترامب بشأن قضايا سياسية عديدة - مؤخرا - لكن البيت الأبيض لم يوفر أي تفسير لقرار هيلي بترك منصبها أكثر من مجرد رغبتها في الرحيل بعد عامين في منصبها.