الجمعة 28 يونيو 2024

بيروت .. مدينة الحب والجمال

25-3-2017 | 10:56

بقلم : ماجدة محمود

مرة أخرى يتجدد اللقاء وأعود إلى لبنان وتحديدا العاصمة بيروت، مدينة الحب والجمال، الضباب والأمطار والثلوج التى تضفى عليها سحرا خاصا، جبال الأرز والصنوبر المغطاة بالثلوج تعزف سيمفونية من الألوان يمتزج فيها الأبيض والأخضر .. التليفريك يغرد فى سماء «جونية» على أجراس وترانيم كنيسة «حريصا» المعلقة أعلى الجبل والزائر للمكان يحمل فى يده شمعة يشعلها فى الفناء ملقيا بأحلامه وآماله علها تتحقق .  

بيروت وجوه صبوحة وقلوب صافية، ما إن تتحدث إلى أحد إلا ويكون الرد «يعطيك العافية» إذا أكلت أو شربت «صحتين» وإذا طلبت أى مساعدة «يالا» لا ضيق أو زهق أو عصبية، الزحام المرورى عندهم يسمى «عجأة» ووجبة الإفطار «ترويقة» وكما نحب لهجتهم، يعشقون هم أيضا لهجتنا وينصتون لما نقول، فهم بطبعهم محبيون للمصريين ومهتمون بأخبارنا.  هذا الاهتمام يبدو واضحا فى حوارتنا معا، فى كل مرة أذهب إلى لبنان يكون السؤال، كيف الأحوال ؟ والرد.. فى نعمة والحمدلله، ومن باب الاهتمام الذى أتحدث عنه يأتى حرص مجلس المرأة العربية الذى تترأسه صديقتى العزيزة لينا مكرزل كل عام على دعوتى للمشاركة فى أعمال المهرجان الذى يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى للمرأة كما تحرص لينا على عقد صالون ثقافى فى بيتها بعد نهاية المؤتمر للمقربين من المشاركات يجمع صفوة النساء من جميع الدول المشاركة إضافة إلى زوجات عدد من سفراء الدول الأجنبية ،وهو بحق ملتقى ثقافى يجمع عددا من الحضارات المتباينة .  هذا العام استكمل مجلس المرأة العربية المرحلة الثانية من مبادرة برنامج «نحن أيضاً مبدعون» التى أطلقها العام الماضى لدعم وتعزيز قدرات ذوى الإعاقة ودمجهم فى المجتمع وتنمية مواهبهم الإبداعية، هذا العام تنافسوا فى مسابقة «القصة القصيرة» ومن بين أكثر من مائة متسابق تقدموا للمسابقة حصد الفائزون المتميزون الثلاثة جوائز الأولى. وكان للطفلة رفقا إحدى الفائزات كلمة مؤثرة حيث تحدّثت عن أهمية وجود الله فى حياتها لإكمال رسالتها فى الحياة، ورغم أنها حرمت نعمة البصر إلا أنها تعتبر أن القلب هو مصدر عطاء من دون حدود، وكان لإطلالة الإعلامية داليا فريفر التى تخلب العقل بجمالها وعذوبة صوتها وصبرها على محنتها بفقدها بصرها استحسان الحاضرين خاصة بعد أن أعلن القائمون على المهرجان أن تكريمها ليس فقط لنجاحها وتغلبها على محنتها بل أيضا لدخولها موسوعة چينيس للأرقام القياسية هذا العام .  احتضان مجلس المرأة العربية لذوى الإعاقة رسالة واضحة وجديرة بالاحترام بأن هذه الفئة هى الأولى بالرعاية وهى القادرة على التحدى والنجاح أضف إلى هذا تقديرها الرجل فى يوم الاحتفاء بالمرأة حيث قالت لينا مكرزل: أن مجلس المرأة العربية يفخر بأن يحتضن الرجل شقيقته المرأة لأهمية دورهما فى الحياة العامة وأضافت: لن نطلق الصرخات فى هذا المهرجان، ولن نركز على السلبيات ولن نكون من فريق المتشائمين، فليكن هذا المهرجان مهرجان الأمل بمستقبل واعد للبنان أوّلاً وللمرأة اللبنانية ونضالها على مر السنين. رعاية جان أوغاسبيان وزير الدولة لشئون المرأة للمؤتمر وافتتاحه له أضافا للمهرجان نكهة خاصة حيث تحدث فى البداية عن استغراب كثيرين من وجود وزير رجل لوزارة إمرأة وقال: لقد فوجئت بتعيينى مثل كثيرين لكن هذا أعطانى حافزا وتحديًا على مواصلة النضال والتأكيد على مسئولية الرجل فى الدفاع عن المرأة وحماية حقوقها، مشدداً على أن المرأة ومن دون منّة من الرجل أثبتت نفسها فى تحملها مسئوليات عديدة متسائلاً: لماذا لا تكون هؤلاء السيدات الناجحات شريكات أساسيات فى صنع القرار؟  وإذا كان مطلوبًا من المرأة أن تأتى بما يمكن تسميته شهادة حسن سلوك كى تصبح عضوًا فى الحكومة، فلم لا يتم مطالبة الرجل بهذه الشهادة أيضاً ؟ اعتدنا فى ثقافتنا على أن المرأة هى التى تهتم بشئونها وهى التى تطالب بحقوقها إلا أننى أسعى منذ توليت وزارة الدولة لشئون المرأة إلى أن أقول للرجل إنه مسئول عن هذه القضية بالدرجة الأولى .  وبمناسبة حديث وزير شئون المرأة اللبنانية وتأكيده فى حوارى الجانبى معه على أهمية أن تمثل المرأة فى البرلمان وتنال كافة حقوقها، ولأننى كما ذكرت فى بداية مقالى ومن خلال متابعتى المرأة اللبنانية أرى أنها بحاجة ماسة إلى تمثيلها فى البرلمان للمشاركة فى رسم الحياة وطرح رؤى قريناتها خاصة وأنه على سبيل المثال لا الحصر تعتبر قضية الاغتصاب من القضايا ذات الأولوية خاصة وأن القانون لا يجرم الفاعل إذا تزوج الفتاة، أيضا مشاكل المرأة اللاجئة هى أيضا من أبرز وأهم القضايا لديهم، وقد أسعدنى جداً ما سمعته من استحسان لما آل إليه وضع المصرية خاصة بعد حصولها على مقاعد مجلس النواب وتعيينها محافظ. اللبنانية ترى وعن حق أن المصرية دائماً النموذج والقدوة لها ولشقيقاتها العربيات ونحن نسعد أيضا بتكامل الأدوار وتبادل الخبرات معهن، فتحية لكل امرأة فى يوم عيدها.