السبت 18 مايو 2024

عبد الله حسن: زيارة السيسي لروسيا تفتح آفاقا جديدة في العلاقات المشتركة

أخبار20-10-2018 | 13:16

أكد عبد الله حسن وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة أن الزيارة الناجحة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا، تفتح آفاقا جديدة في العلاقات بين البلدين وتعكس الرغبة الحقيقية للرئيسين السيسي وبوتين في إقامة شراكة إستراتيجية بين البلدين تحقق مصالحهما المشتركة، وتتجاوز أي خلافات أو محاولات خارجية لعرقلة هذه المسيرة.

وأضاف حسن - في مقال نشرته مجلة الأهرام العربي - أن علاقات التفاهم المتبادلة بين الرئيسين السيسي وبوتين تسهم في إعطاء دفعة قوية لمجالات التعاون المختلفة بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين، وتعيد إلى الأذهان العصر الذهبي للعلاقات المصرية ـ الروسية في ستينيات القرن الماضي بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس نيكيتا خروتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي، التي شهدت بناء السد العالي في أسوان بعد أن رفض البنك الدولي بإيعاز من الولايات المتحدة تمويل بنائه، لافتا إلى أن الموقف الروسي كان حاسما إلى جانب مصر لتنفيذ هذا المشروع الضخم الذي تطلع إليه المصريون لتحقيق برنامج التنمية الطموح، لتوفير المياه اللازمة لزراعة ملايين الأفدنة وتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة للصناعة في مصر.

وعدد وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة مظاهر التعاون بين مصر وروسيا والتي تمثلت في مساهمة الخبراء الروس في إقامة الصناعات الثقيلة في مصر وإقامة مصانع الحديد والصلب ومصنع الألومنيوم، إضافة لدور الاتحاد السوفيتي - سابقا - في تسليح الجيش المصري، وتزويده بالطائرات والأسلحة المتطورة في وقت كانت الولايات المتحدة وهي القطب الثاني في القوة الدولية على مستوى العالم تتراجع عن دعم مصر، خصوصا في المجال العسكري حتى يظل التفوق العسكري دائما لصالح إسرائيل، وكانت القوتان العظميان في -أمريكا وروسيا- في ذلك الوقت تتنازعان مناطق النفوذ فى أنحاء العالم.

وأشار إلى أن العلاقات المصرية ـ الروسية ظلت على مدى 75 عاما تعكس عمق علاقات التعاون المشترك بين البلدين، وعلى الرغم من التقلبات التي تعرضت لها هذه العلاقات لفترات معينة في ظروف معينة، فإنها ظلت دائما راسخة في أعماق قيادات البلدين والشعبين الصديقين، وظلت روسيا دائما حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 في عهد الرئيس جورباتشوف وانفراد الولايات المتحدة بالقوة العظمى في العالم، تنظر لمصر على أنها صاحبة الحضارة والتاريخ والموقع الإستراتيجي المتميز في منطقة الشرق الأوسط، ومن هنا كان موقف روسيا المؤيد لثورة الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو ومساندتها لهذه الثورة الشعبية التي أطاحت بجماعة الإخوان التي كانت تسعى لتنفيذ مخطط لتقسيم المنطقة بدعوى نشر الديمقراطية والربيع العربي.

وأوضح أن الموقف الروسي كان له أكبر الأثر في دعم مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان اللقاء الأول بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والفريق عبد الفتاح السيسي، عندما كان وزيرا للدفاع قبل انتخابه - بإرادة شعبية - لرئاسة مصر بداية جيدة للتفاهم بين الرئيسين وتنسيق المواقف بينهما، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب حتى تمكنت مصر بجيشها وشرطتها، وجموع الشعب المصري من القضاء على المخطط الإرهابي الذي استهدف مصر.

وأكد أن اللقاءات بين الرئيسين - السيسى وبوتين - وكبار المسئولين فى البلدين تواصلت، وكان من ثمار هذه اللقاءات المزيد من اتفاقيات التعاون الثنائي، لعل أبرزها اتفاقية إنشاء أول محطة نووية في مصر في منطقة الضبعة بالخبرة الروسية المتقدمة في هذا المجال المهم، الذي تنعكس آثاره ونتائجه على مستقبل التنمية فى مصر، وفى نفس الوقت إقامة المنطقة الصناعية الروسية في شرق بور سعيد.

واختتم عبد الله حسن مقاله بالقول: "في لفتة رائعة للرئيس بوتين عشية زيارة الرئيس السيسى لروسيا وقبل لقاء القمة الناجحة بينهما، أصدر الرئيس الروسى مرسوما بتوقيع اتفاقية شراكة شاملة وتعاون استراتيجي على أعلى المستويات مع مصر، ليتجاوز بذلك الجدل الذي أثير حول تأخر عودة السياحة الروسية إلى مصر، بعد حادث الطائرة الروسية التي سقطت بالقرب من شرم الشيخ العام الماضي، ويتطلع الجانبان - المصري والروسي - بعد هذه الاتفاقية إلى تعاون أشمل وأوسع بين البلدين في مختلف المجالات، بما يحقق مصالحهما المشتركة وتطلعات الشعبين الصديقين لجنى ثمار هذا التعاون في المرحلة المقبلة".