عقد معهد التخطيط القومى لقاء الخبراء الأول للعام الأكاديمي الحالي
2018/2019 حيث تناول اللقاء مناقشة الدور المستقبلي لمدن المعرفة الذكية
فيما يخص تعزيز التنمية المستدامة واقتصاد المعرفة، كما تضمن اللقاء استعراض
عدد من التجارب لخبرات مصرية وأخرى دولية فضلاً عن مناقشة تعدد وتشابك
المفاهيم ذات الصلة بمدن المعرفة الذكية والسياقات المتعددة لتعاظم أدوار
تلك المدن لدعم التنمية.
ومن جانبه أشار د.علاء زهران رئيس معهد التخطيط القومي إلى تزايد التحديات
الحضرية وتشابكها، مشيراً إلى زيادة عدد سكان المناطق الحضرية الفقيرة في
العالم من 807 مليون نسمة إلى 833 مليون نسمة فضلاً عن المشاكل البيئية
للتحضر حيث يستنشق حوالي 91% من سكان المناطق الحضرية هواءاً غير مطابق
لمعايير جودة الهواء لمنظمة الصحة العالمية.
كما لفت زهران إلى أهمية إعادة هيكلة وتطوير المدن القديمة والتقليدية من
خلال النظم البيئية الذكية، نظم التحضر الأخضر إلى جانب نظم الذكاء
الاصطناعي مؤكداً على ضرورة التوسع في إنشاء وتطوير مدن المعرفة والمدن
البيئية الذكية في ظل ثورة صناعية ومعرفية من شأنها إحداث تغييراً في
الكثير من أنماط الحياة والاقتصاد في العالم.
وأضاف د.علاء زهران أن تلك المدن تسهم في تنمية أشكال متعددة من الصناعات
والاقتصاد المستند إلى المعرفة وتنمية أنماط جديدة من قوة العمل والمجتمعات
البشرية المبتكرة إلى جانب تحسين آليات وأدوات التخطيط الحضري الاستراتيجي.
كما ناقش د.علاء زهران التجربة المصرية في إنشاء المدن الجديدة والذكية
مؤكداً على اهتمام الدستور بالتخطيط العمراني الشامل من خلال المادة 78
فضلاً عن استراتيجية التنمية المستدامة وخطة التنمية متوسطة المدى
2022/2018 بعامها الأول 2018/2019 تتضمن زيادة مساحة المعمور المصري من
7%إلى 10% وإنشاء مدن وتجمعات عمرانية لاستيعاب 10 مليون نسمة مع إنشاء مدن
صغيرة ذات طابع خاص ومدن الجيل الرابع.
ولفت رئيس معهد التخطيط القومي إلى أن برنامج عمل الحكومة جاء متضمناً
إنشاء جيل من المدن الجديدة بتكلفة 150مليار جنيه وبدء تنفيذ حوالي 13مدينة
عمرانية متكاملة جديدة منها مدينة رفح الجديدة وبئر العبد الجديدة
والعلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة والمنصورة الجديدة وتوشكى
الجديدة وغيرها.
وتناول اللقاء استعراض عدد من الخبرات والتجارب العالمية الأخري فى إنشاء
المدن الذكية كتجارب مدن دبي وفانكوفر بكندا واستكهولم بالسويد وغيرها.
واستعرض الخبراء المشاركون مشروع العاصمة الإدارية والذي يعادل مساحة
سنغافورة حيث تتميز بكونها متصلة داخلياً وخارجياً فضلاً عن كونها صديقة
للبيئة وجاذبة للسكان بمخطط استيعاب 6.5 مليون نسمة.
كما أكد الخبراء أهمية دراسة العلاقات والفجوات بين كلاً من المدن
الجديدة والقديمة وبداءل وأشكال التمويل كما أشار الخبراء إلى دور قطاع
الأعمال وآليات الحوكمة والإدارة في ظل نظم الإدارة المحلية فضلاً عن توزيع
وترتيب الأولويات اقتصادياً واجتماعياً لتلك المدن مع الربط بينها وبين
مناطق التنمية الجديدة مثل منطقة قناة السويس ومنطقة المثلث الذهبي ومشروع
المليون ونصف فدان وبعض المدن ذات الطابع الخاص.