رغم أن متحف الشمع، كان المزار الذي يعشقه الكبير، والصغير، على حد سواء، حتى وقت قريب؛ فإنه الآن صار ضحية للإهمال، بجدرانه المتصدعة، وتشققات دهانه الذي سقط معظمه على الأرض.
باب المتحف موصد بسلسلة، وقفل متين، أكله الصدأ، واستقر الحال به إلى مشهد عبوس، لا يبتسم أبدا لزائريه، وعلي يمين الباب لافتة تأبى الاستقامة، وتفضل الميل، والانحناء، ومكتوب عليها: «متحف الشمع، تم إنشاؤه عام 1934».
يجلس خلف باب المتحف، اثنان من رجال الأمن، لا يعرفون سوى جملة واحدة: «عندنا تعليمات بعدم الإدلاء بأي معلومات تخص المتحف، دون الرجوع للقيادة العليا».
تاريخ عريق
عندما يمتد بصرك إلى داخل المتحف فستجد تمثالا لفرعون مصري، لم تتضح معالمه؛ بسبب عدم ترميمه، وتركه لأشعة الشمس، التي أكلت ملامحه بحرارتها، بينما يخيم السكون على المكان، كأنه تحول إلى قبر مغلق على موتاه.
الخبراء يصنفون متحف الشمع، باعتباره متحفا تعليميا، يحكي من خلال عشرات التماثيل، التي نحتت بدقة شديدة، تاريخ مصر في شكل مجسم، الأمر الذي جعله قبلة الآلاف من الطلاب، والسائحين، على حد سواء.
ويعد متحف الشمع المصري، هو الرابع على مستوى العالم، بعد نظرائه في متاحف فرنسا، وإنجلترا، وأستراليا، من حيث ما يضمه من مقتنيات، لكنه يحتل المركز الثاني من حيث الشهرة، عالميا.
ويضم المتحف 116 تمثالا، و26 منظرا يحكون تاريخ مصر بدءا من الأسرة الـ18 الفرعونية، حتى ثورة 23 يوليو.
8 سنوات من الإغلاق
ويؤكد خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، أن المتحف مغلق لأنه في حاجة إلى أعمال ترميمات، لا تتوفر لها الميزانية اللازمة، حتى الآن؛ إذ أنه لم يدرج في ميزانية العام الحالي، فضلا عن عدم وجود خطة لتطويره.
وأضاف أن المتحف مغلق بالنسبة للجماهير؛ لأن التماثيل الموجودة به ليست بحالة جيدة، وتحتاج هي الأخرى إلى ترميم شامل، مؤكدا أنه سيتم النظر بشأن ترميمات المتحف في اعتماد ميزانية العام المالي الجديد؛ لأنه لم توضع له ميزانية في العام الحالي.
من جانبه أيضا قال محمد الطويل، المتحدث الأعلامي لقطاع الفنون التشكيلية، أن هناك مشاريع مقدمة لدعم المتحف، إلا أنه ليس هناك اتفاق معين إلى الآن.
وأضاف أن المتحف مغلق منذ ما يقرب من ثماني سنوات، مؤكدا أنه لا توجد ميزانية لترميم المتحف في العام المالي الحالي، مشيرا إلى أن الوزارة لديها طموحات لإعادة هيكلة المتحف، تشمل رؤية جديدة تليق بالتماثيل الموجودة فيه، من حيث تاريخها، وعراقتها.