أعلن السفير الروسي لدى واشنطن، اناتولي انطونوف، أن روسيا ترى إمكانية جعل معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى متعددة الأطراف من خلال ضم الصين بالإضافة إلى فرنسا وبريطانيا.
وقال انطونوف للصحفيين تعليقا على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضم الصين إلى المعاهدة: "انطلق من أن الجانب الروسي أيد ويؤيد لجعل المعاهدة متعددة الأطراف. لكي تضم إليها ليس فقط جمهورية الصين الشعبية، بل جميع دول حلف شمال الأطلسي، أولا وقبل كل شيء ، فرنسا والمملكة المتحدة".
يذكر أن جلسة عقدت بين روسيا والناتو في بروكسل على مستوى السفراء على خلفية إعلان واشنطن نيتها الانسحاب من معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وأنها لن تلتزم بالمعاهدة زاعمة أن موسكو تقوم بانتهاكها. وعقد الحلفاء مشاورات داخلية في هذا الشأن خلال الأيام الماضية، داعين روسيا لإظهار الشفافية لتجنب سباق تسلح جديد.
يذكر أن معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى "معاهدة القوات النووية المتوسطة"، "أي إن إف"، تمَّ التوقيع عليها بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي في العام 1987، ووقعت المعاهدة في واشنطن من قبل الرئيس الأمريكي رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر.
وبحلول مايو/آذار 1991، تم تنفيذ المعاهدة بشكل كامل، حيث دمر الاتحاد السوفياتي 1792 صاروخا باليستيا ومجنحا تطلق من الأرض، في حين دمرت الولايات المتحدة الأمريكية 859 صاروخا. وتجدر الإشارة إلى أن المعاهدة غير محددة المدة، ومع ذلك يحق لكل طرف المعاهدة فسخها بعد تقديم أدلة مقنعة تثبت ضرورة الخروج منها.
ومن حين إلى آخر تتبادل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية الاتهامات بانتهاك المعاهدة المذكورة، حيث تتحدث الولايات المتحدة عن تطوير في روسيا فئة جديدة من الأسلحة وتخصص الأموال لتطوير الأسلحة المضادة، أما روسيا فتعترض على تطوير أميركا طائرات بدون طيار الهجومية ونقل منصات إطلاق المسموح بها من نوع "إم كي- 41" من السفن إلى البر، كما حدث في رومانيا وبولندا.