ذكر أحدث تقرير صادر عن البنك الدولي أن التعليم يتمتع بإمكانات واسعة لتحديد مسار التنمية في الدول، وزيادة معدلات النمو، ونشر الرخاء، لكنه لا يُحقِّق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما ينطوي عليه من إمكانات.
وأوضح التقرير - الصادر اليوم الثلاثاء بعنوان (توقعات وتطلعات: إطار جديد للتعليم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) - أنه على الرغم من الاستثمارات الكبيرة للمنطقة في مجال التعليم، فإن الشباب لا يتعلمون المهارات التي يحتاجون إليها للمنافسة في سوق العمل، وهو ما يسهم في أحد أعلى معدلات البطالة في صفوف الشباب في العالم.
ويُحدَّد التقرير الجديد التحديات التي تعوق عملية التعليم في المنطقة، ويدعو إلى بذل جهود جماعية لإطلاق العنان لقدرات التعليم لاستغلال إمكانيات الأعداد الكبيرة من الشباب في المنطقة، والإسهام في تحقيق النمو والاستقرار في المستقبل.
من جانبه، قال فريد بلحاج نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "التعليم هو مفتاح تحويل همم وتطلعات الشباب في المنطقة إلى مُحرِّك للنمو، وما يُعتبر الآن مصدرا للإحباط وخيبة الأمل لملايين الخريجين العاطلين قد يصبح منطلقا لابتكارات يمكنها إحداث تحوُّل نحو الأفضل في اقتصادات المنطقة، وليس الهدف اللحاق بالأنظمة التعليمية الأخرى، إنما الهدف هو استغلال التكنولوجيات الجديدة وقوة الإبداع لدى الشباب في تحقيق قفزة ثلاثية إلى المستقبل".
ويشير التقرير إلى أن المنطقة حقَّقت زيادة كبيرة في معدلات الالتحاق بالمدارس، لكنها الآن تحتاج إلى التركيز على عملية التعلُّم، وفي الاختبارات القياسية الدولية، يتخلف طلاب المنطقة الذين يبلغون من العمر 15 عاما عن المتوسط العالمي بمقدار سنتين إلى أربع سنوات من الدراسة.
بدوره، قال خايمي سافيدرا المدير الأول بقطاع الممارسات العالمية للتعليم بالبنك الدولي: "سنوات الدراسة المتراكمة لا تكفي، إنما المهم هو مقدار ما يتعلَّمه الأطفال فعلا، وسوف تتضاءل قيمة الحصول على مؤهل أو شهادة إذا لم تصاحبه المهارات التي يحتاج إليها الشباب حتى يكونوا أكثر إنتاجية، وينبغي للمنطقة أن تعمل لتحقيق تحسُّن جذري في جودة التعليم، وسيتطلب هذا جهودا متضافرة لتزويد المعلمين والمدارس بالأدوات اللازمة لتزويد الطلاب بالمهارات الأساسية، وفي الوقت ذاته تشجيع العقول المحبة للبحث، وهو ما يعد أمرا أساسيا في عالم يزخر دائما بالتحديات".
وأوضح سافيدرا أن الأعداد الكبيرة من الخريجين العاطلين في المنطقة تشكل إهدارا لموارد رأس المال البشري القيمة، ومؤشرا واضحا على الانفصال بين الأنظمة التعليمية وأرباب العمل المحتملين، ويصدق هذا بدرجة أكبر على الشابات اللاتي يفقن الرجال عددا في الجامعات، في حين تبلغ معدلات البطالة في صفوفهن الضعف مقارنة بأقرانهن من الذكور.