الإثنين 10 يونيو 2024

أكدن أن المعوقات كثيرة ولكن .. مخرجات المسرح : لسنا مقهورات

27-3-2017 | 09:38

كتب: حاتم جمال

المتتبع للمشهد المسرحى المصرى طوال تاريخه يجد أن المساحة التى تتمتع بها المرأة كمخرجة لا تكاد تذكر بالمقارنة بالمخرج بل و يكتشف أن الإخراج المسرحى من المهن الطاردة للمرأة ، فلم تظهر المرأة المخرجة كشريك كامل للرجل فى الحركة المسرحية ربما نافسته فى الكتابة والتمثيل وباقى العناصر الأخرى حتى المناصب الإدارية كانت منافسا قوياً له إلا أن الإخراج ظل حلماً بعيد المنال عليها حتى حصلت على حرية الإخراج فى النصف الثانى من التسعينيات عندما قامت سيدة المسرح العربى التى تولت العديد من المناصب القيادية بالمسرح المصرى الفنانة سميحة أيوب بإخراج عرضين فقط هما «مقالب عطية» و «ليلة الحنة» وهو ما شجع عددا كبيرا من المخرجات اقتحام المجال بقوة لدرجة انهم الآن اصبحن بالعشرات بعد أن كن بضعة افراد صحيح ان أغلبهن وجد ضالته فى المسرح المستقل والهواة إلا أن أخريات اقتحمن المجال واقتنصن نصيب الاسد من الرجال على رأسهن عبير على وريم حجاب ومروة رضوان وعبير لطفى وهنادى عبد الخالق وهايدى عبد الخالق وغيرهن الكثير.

الكواكب هنا تلقى الضوء على مجموعة منهم لنتعرف على مشاكلهن واحلامهن وطموحهن فى السطور التالية..

البداية مع المخرجة مروة رضوان التى قدمت العديد من العروض على مسارح الدولة المختلفة منها " ماك ولى " على مسرح مركز الابداع الذى قدمته على خشبته ايضا عرض "ليلة الزفاف "و" شيكايرو " على مسرح الشباب و "جميلة" على مسرح الغد.

تقول مروة عن تجربتها ان حلم الإخراج كان يراودنى من الفرقة الاولى فى كلية التربية منتصف التسعينيات و حاولت اخراج عرض لكن للاسف قوبلت بهجوم شديد و استمر الوضع فى الفرقة الثانية و الثالثة حتى اتيحت لى الفرصة فى الفرقة الرابعة و أخرجت عملا ساعتها كل نجوم الفرقة انسحبوا ومع هذا حقق العرض نجاحا كبيرا وحصل على اول جمهورية و حصد العديد من الجوائز.

وتضيف قائلة ان المرأة اثبتت نجاحا فى كل المجالات حتى الإخراج رغم ندرة المخرجات وهناك مخرجات طرحن رؤى وأفكارا متميزة فى قالب درامى مشوق ونافسنا الرجال فى العديد من المهرجانات وأعتقد أن ما يميز المرأة المخرجة الاهتمام بالتفاصيل اكثر من الرجل ولكن التحدى الذى تواجهه المخرجة هى نظرة الرجل لها وهى مشكلة مجتمعية أكثر منها فنية فمع ندرة المخرجات الا ان المجتمع يفرض عليهن قيودا تنصب فى الاسرة و العائلة ثم تكوين الرجل الشرقى الذى يرفض الانصياع لأوامر من امرأة فنحن نحاول الحصول على حقوقنا مع اننا قلة.

وتستطرد المشكلة ان من يتولى إخراج العروض الكبرى هم مخرجون كبار حتى أن الشباب بعيد عنها الا فيما ندر ومع هذا استعد لتقديم عمل كبير من انتاج الدولة وهذا يوضح اهتمام الدولة بنا.

إحساس بالمسئولية

أما المخرجة د هنادى عبد الخالق فتقول المرأة أكثر حساسية من الرجل في التعبير عن المشاعر والمشكلات.. الا انها الاقل استطاعة في تنفيذ رؤياها بشكل إبداعي وذلك يرجع لكونها أيضا الأكثر إحساسا بالمسئولية تجاه أولويات الحياة.. ولكونها أيضا كائناً غير أناني ليست متعته الذاتية في الإبداع أولي من أسرتها بالاهتمام.. أما اللواتي استطعن التوفيق وبذل تلك المحاولة في الإخراج.. فهن محاربات حقا..

اما عن استطاعة الرجال القيام بتلك المهمة.. فذلك بفضل وجود شريكات حياتهم اللاتي تحمل عنهم أعباء التفكير في العديد من أمور الحياة.. وتضيف المرأة ليست دوما تسعي لوصف نفسها في أعمالها بالمقهورة.. فأنا شخصيا لا أفضل المسرح النسائي.. وعندما أقوم بتجربة إخراجية أفضل الموضوعات الإنسانية وذلك بفضل أنني لا أستشعر شخصيا أنني كائن ضعيف أو لا يستطيع وتظل رؤي النساء في مسرحهن أعمق.. وحسهن الجمالي أرقي.. وأذنهن أكثر موسيقية..

وفي مصر تحديدا... المرأة تحمل صفات الرقة المسكينة.. إلي جانب الصلابة وقوة المواجهة.. وأعمالنا تشبهنا تماما و هذا لا ينفي أيضا أننا -نفسنا قصير - بمجرد ظهور جزء من إبداعنا نرضي.. ولا نسعي لتسليط الضوء عليه كما يفعل الرجل.. والذي لا يحقق ذاته سوي في عمله.. في الوقت الذي قد تري في المرأة نجاحها في ابتسامة صغيرها أو في مجرد تفريغ طاقتها الإبداعية.. فالإخراج للمرأة العربية.. لا يمكن أن نسميه عملا.. بل قل... طاقة.

أزمة ثقة

وتقول شقيقتها المخرجة هايدى عبد الخالق بوجه عام التحديات التى تواجه المخرجة هى نظرة المجتمع للسيدة انها لن تستطيع مع انها تتحمل اكثر مما يتحمل الرجل فهى مسئولة عن عائلة بالاضافة لعائلتها الفنية فى العرض والبيت لا يوفر لها المناخ المناسب للإبداع على عكس الرجل .

وتواجه نظرة ذكورية فى المجال خاصة خلف الكواليس من المساعدين لدرجة ان هناك من يحاول جعلها تأخذ رأيه فى العمل قبل وبعد الاتفاق على التفاصيل وهذا لا يحدث مع المخرج الرجل وعن نفسى اضع حدوداً فى التعامل من البداية ولو فشل أغير الكاست كاملا .

وتضيف المشكلة الأهم هى أزمة الثقة فى الاسماء الجديدة فمن الصعوبة ان ان تكسب ثقة المسئولين لاعطائك فرصة إخراج عرض الا بعد تجارب عديدة فى العروض الصغيرة ومن الصعب اختراق المسرح القومى بنجومه لدرجة انك تجد فنانين لا يرون نجوم المسرح القومى فما بالك بالمخرجات خاصة و ان معظم عروض المخرجات طرح أفكار مجتمعية معاصرة لا تحتاج لمسرح كبير .

    الاكثر قراءة