الإثنين 10 يونيو 2024

السيسي يرسخ قواعد التلاحم الوطني.. و5 زيارات تاريخية للكنيسة الكاتدرائية.. وإصدار أول قانون لترميم وبناء الكنائس منذ 160 عاما.. وحماية الأقباط من الهجمات الإرهابية.. وتحقيق المساواة في العبادات

تحقيقات16-12-2018 | 14:45

لم تكن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح عدد من مشروعات الإسكان والصرف الصحي، السبت، بتنفيذ كنيسة في "مدينة أهالينا 2" الجديدة بمحافظة القاهرة، الأولى من نوعها بل حرص دائما على تحقيق العدالة والإخاء بين الأقباط والمسلمين والحفاظ على حقوق الجميع ليس في العبادات فقط بل في الحريات وممارسة الحقوق والواجبات دون التفرقة من أحد.

 

ودائما يحرص الرئيس على إقرار الحريات وحماية حقوق الأقباط وبناء بيوت العبادة لهم بما يحافظ على الوحدة الوطنية والنسيج الوطن في ظل الأزمات والفتن التي تواجه الدولة المصرية وتسعى إلى ضرب الوحدة الوطنية.

 

ودأب الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية على خلق التلاحم الوطني بين المسلمين والأقباط وتفعيل حوار الأديان، ومساندتهم في الأزمات التي تعرضوا لها والتوجيه بسرعة ترميم الكنائس التي تعرضت لهجمات إرهابية فضلا عن تواجده بين الأقباط خلال أعيادهم، فضلا عن إقرار قانون ترميم وبناء الكنائس باعتباره التحدي الأكبر الذي حقق به الرئيس مبدأ المواطنة وتحقيق النسيج الوطني.


5 زيارات رئاسية للكاتدرائية

وزار الرئيس السيسي الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية خمس مرات لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد، لتؤكد أهدافه بزيادة الترابط المجتمعي.

 

أوفى الرئيس السيسي بوعده الخاص ببناء الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية، بالإضافة إلى بناء مسجد، والتي تعد رسالة إلى العالم بأن مصر تتقدم إلى الأمام بخطوات ثابتة.

 

واستقبل الأقباط الرئيس السيسي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بحفاوة كبيرة خمس مرات، قام الرئيس السيسي بزيارة تاريخية لمقر الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد لأول مرة في السادس من يناير عام 2015، منذ أن زارها الرئيس جمال عبد الناصر.

 

وشارك الرئيس في قداس عيد الميلاد بكاتدرائية العباسية وكانت بشكل مفاجئ فاضطر البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إلى قطع الصلاة للترحيب به، ولم تستغرق كلمة الرئيس دقائق معدودة حرصا منه على عدم قطع الصلاة واستكمال قداس عيد الميلاد المجيد.

 

وحرص الرئيس خلال كلمته على تقديم التهنئة بمناسبة عيد الميلاد قائلا: "كان ضرورى أجيلكم عشان أقولكم كل سنة وأنتم طيبين وأرجو ألا أكون قد قطعت عليكم صلواتكم".

 

وجاءت الزيارة الثانية للرئيس السيسي إلى كاتدرائية الكرازة المرقسية في العباسية في السادس عشر من فبراير 2015 لتقديم واجب العزاء للبابا تواضروس في ضحايا العملية الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش بحق 21 قبطيا مصريًا في ليبيا.

 

ودعا الرئيس السيسي جموع المصريين إلى وحدة الصف الوطني والتكاتف لاجتياز الأحداث العصيبة، وجاء أداء الرئيس لواجب العزاء في الضحايا الأبرياء بدافع وطني وكمواطن مصري في المقام الأول قبل كونه رئيسا للجمهورية ولكل المصريين، حيث حرص الرئيس على التوجه إلى مقر الكاتدرائية دون انتظار لإجراء أي ترتيبات مراسمية أو إعداد موكب رسمي.

 

وكانت المرة الثالثة التي يزور فيها الرئيس السيسي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في يناير 2016؛ للمشاركة في تقديم التهاني للبابا تواضروس وللأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

 

وتعهد الرئيس خلال كلمته في الكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد ببناء وترميم الكنائس التي أحرقت وقال الرئيس السيسي، آنذاك: "تأخرنا عليكم في ترميم وإصلاح ما تم إحراقه وإن شاء الله يا قداسة البابا ها نخلص كل شيء هذا العام واسمحوا لي أن أقول لكم ياريت تقبلوا اعتذارنا في اللي حصل ده".

 

وتابع الرئيس: "العام القادم إن شاء الله مش ها يكون فيه بيت من بيوتكم أو كنيسة إلا وستعود مرة أخرى ولن ننسى لكم ولقداسة البابا مواقفكم الوطنية المشرفة والعظيمة خلال الفترة الماضية".

 

وزار الرئيس السيسي الكاتدرائية للمرة الرابعة الجمعة السادس من يناير 2017 ليهنئ الأقباط بعيد الميلاد المجيد ويعلن الوفاء بوعده بترميم الكنائس ويعد ببناء أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة.

 

وقال السيسي: "ربنا يحميكم كلكم وأوجه التهنئة والتحية والتقدير للحضور وكل عام وسنة سعيدة علينا كلنا إن شاء الله والمشاعر الجميلة تلك متبادلة وكلنا واحد ولازم تتأكدوا من ذلك، وزي دلوقتي السنة اللي فاتت وعدت بترميم الكنائس التي تضررت منذ 3 سنوات والبابا لم يتحدث معي ولم يطلب أو يذكر هذا المطلوب لي وهذا حق له ولكم، وأوفينا اليوم بأن كل الكنائس التي أضيرت تم ترميمها باستثناء كنيسة في المنيا وأخرى في العريش باقي بعض التشطيبات الخاصة بهما"، وهو الأمر الذي قابله الأقباط بالزغاريد والتصفيق".

 

وزار الرئيس السيسي البابا تواضروس الثانى في الثالث عشر من أبريل الماضي بالكاتدرائية في العباسية للمرة الخامسة؛ لتقديم واجب العزاء في شهداء مصر من المواطنين الذين سقطوا ضحايا الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستي "مارجرجس بطنطا" و"مارمرقس بالإسكندرية".


توفيق أوضاع الكنائس

في 17 أكتوبر الماضي، وافق مجلس الوزراء على توصيات اللجنة الرئيسية المنصوص عليها في المادة 8 من قانون تنظيم بناء وترميم الكنائس الصادر بالقانون رقم 80 لسنة 2016 بخصوص توفيق أوضاع 76 كنيسة و44 مبنى بإجمالي عدد 120 كنيسة ومبنى، والمقدم بشأنهم طلبات دراسة وتوفيق أوضاع من الممثلين القانونيين عن طوائف الكنائس المعتمدة، بشرط استكمال اشتراطات الحماية المدنية للكنائس والمباني، وذلك خلال مدة أربعة أشهر من تاريخ صدور هذا القرار.

وفي مطلع الشهر ذاته، تمت الموافقة أيضا على تقنين أوضاع 120 كنيسة ومبنى، ليبلغ بذلك عدد الكنائس والمباني التي تم توفيق أوضاعها 340 كنيسة ومبنى، وقــد تضمنت قرارات التقنين ضرورة قيام تلك الكنائس والمباني التابعة لها باستيفاء اشتراطات الحماية المدنية، وكذا استياء حق الدولة بالنسبة للكنائس والمباني المقامة على أراضى الدولة.

وفي مطلع شهر مايو الماضي، نشرت الجريدة الرسمية، قرار مجلس الوزراء بشأن تشكيل اللجنة المنصوص عليها في المادة 8 من قانون تنظيم بناء وترميم الكنائس الذي أصدره مجلس النواب في 2016.

ونصت المادة الأولى من القرار على أن "توفق أوضاع 35 كنيسة، و18 مبنى، بإجمالي 53 كنيسة ومبنى، مقدم بشأنها طلبات دراسة وتوفيق أوضاع من الممثلين القانونين عن طوائف الكنائس المعتمدة.

وفي شهر أبريل الماضي، وافق رئيس مجلس الوزراء رئاسة الدكتور مصطفى مدبولي على تقنين أوضاع 166 حالة (102 كنيسة و64 مبنى خدمي تابع) في عدد من المحافظات.


إصدار قانون بناء وترميم الكنائس

وبعد 160 عاما، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قانون رقم ٨٠ لسنة ٢٠١٦ بشأن تنظيم بناء وترميم الكنائس، وذلك بعد موافقة مجلس النواب عليه، علي أن يصدر بتنظيم أوضاع الأديرة وما تحويه من دور وأماكن عبادة قانون مستقل.

كما أصدر قرارًا جمهوريًا آخر بالترخيص لطائفة الأقباط الأرثوذكس بإنشاء كنيسة السيدة العذراء مريم والشهيد مارجرس بمدينة مدينتي في القاهرة الجديدة، وذلك بعد موافقة وزارة الداخلية.

ويمثل المصريون الأقباط، أكبر تجمع للمسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، وتشير تقديرات إلى أن عددهم يصل إلى 10 % من إجمالي عدد سكان البلاد، الذي يزيد على 90 مليون نسمة.


ترميم الكنائس التي استهدفها الإرهابيون

وفي منتصف أغسطس من عام 2013، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي آنذاك وكان يشغل منصب وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، الهيئة الهندسية بسرعة إعادة بناء وترميم جميع الكنائس على نفقة القوات المسلحة، التي تم الاعتداء عليها خلال أحداث التي أعقبت الإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية.

واعتدى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على كنائس وممتلكات الأقباط في عدد من المحافظات، من بينها المنيا، سوهاج، الفيوم، أسيوط، السويس، بعد ساعات من بدء قوات الأمن إجراءات فض اعتصامي ميداني رابعة والنهضة.

ورصدت غرفة العمليات المركزية لاتحاد شباب ماسبيرو وقتها، اعتداء عناصر الجماعة الإرهابية على حوالي 20 كنيسة بالمحافظات، وتمكنهم من حرق 17 كنيسة بالفعل، بالإضافة إلى عدد من المنازل والمحال التجارية المملوكة لمواطنين أقباط.


ترميم الكنيسة البطرسية

وفي شهر ديسمبر من عام 2016، بدأت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة في أعمال ترميم الكنيسة البطرسية بالعباسية، بعد الانفجار وقع داخلها، بعد أن وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بسرعة الانتهاء من عملية الترميم.

 

وطالب الرئيس بالاستعانة بالمتخصصين لإعادة الرسومات الزيتية التي كانت معلقة بالكنيسة التي يرجع تاريخها إلى 105 أعوام، ورد اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية قائًلا: "الرسومات اللي كانت موجودة بزيت فرنساوي، وهى رسومات خاصة جدًا، من أكثر من 105 سنين، وما عندناش مانع نستعين بأي حد".

 

وقع هجوم انتحاري داخل الكاتدرائية المرقسية في 11 ديسمبر  عام 2016 أدى إلى مقتل 29 شخصا بينهم أطفال.

 

كما تميز العام 2017 بتصاعد وتيرة العنف الإرهابي والهجمات المسلحة ضد الأقباط بدرجة كبيرة، وهي الهجمات التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 83 قبطيا، وفقا لبيانات رسمية.


منع الاعتداءات على الكنائس والأقباط

وعمل الرئيس السيسي على حماية الأقباط ومنع الاعتداءات المتكررة ضدهم ووصفهم بشركاء الوطن، وإعادة بناء الكنائس المتضررة من العنف والتخريب وكذلك إصدار قانون جديد عن "بناء دور العبادة الموحد" يرفع القيود عن حرية بناء الكنائس وترميمها.

وذكر تقرير سابق للجهاز المركزي للإحصاء والتعبئة، أن الكنيسة الأرثوذكسية لديها 405 كنائس في الوجه البحري و796 كنائس في الوجه القبلي، وجاءت محافظة القاهرة في المركز الأول بين محافظات الجمهورية، فيما جاءت محافظة الجيزة في المركز الثاني، بينما جاءت محافظة الإسكندرية في المركز الثامن، ومحافظتا شمال سيناء وجنوب سيناء في المركز الأخير باعتبارهما أقل المحافظات التي تضم كنائس أرثوذكسية.


    الاكثر قراءة