أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، أن مشاورات السويد أثبتت للمجتمع الدولي أن الحكومة الشرعية لم ولن تكون عائقا أمام أي جهد حقيقي للسلام في اليمن تحت سقف المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا والمدعومة دوليا، داعيا إلى تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه دون إبطاء.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن عبد الملك قوله، خلال ترأسه اليوم الأحد في العاصمة المؤقتة عدن اجتماع مجلس الوزراء، "تعاطينا بإيجابية كاملة انطلاقا من مسؤوليتنا التاريخية والوطنية تجاه شعبنا، لكن الطرف الآخر لا يعبئ بالمعاناة والكارثة الإنسانية التي تسبب بها انقلابه على الشرعية، لذلك أبدى تعنتا واضحا في الموافقة على الملف الاقتصادي وفتح مطار صنعاء ورفع الحصار عن تعز".
وأضاف أن ما تم التوصل إليه بخصوص الحديدة وميناءها خطوة أولى وتبقى العبرة في ضمان تنفيذه دون إبطاء، وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي تحمل مسؤوليتهم في هذا الجانب.
من جهته، استعرض نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري تقريرا حول الحالة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن، خلص إلى وضع آلية تدشين الحملة الشاملة لتنظيم حيازة السلاح في عدن والمحافظات المجاورة بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار وإنهاء المظاهر المسلحة.
وأكد أنه تم تشكيل لجنة مشتركة مصغرة من مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية لوضع تصور شامل وآلية تنفيذية مكتملة لحملة منع وتنظيم حيازة السلاح في عدن، داعيا وسائل الإعلام إلى ضرورة التفاعل الإيجابي مع الحملة.
من جانبه، استعرض نائب رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن صالح الزنداني تقريرا عن آخر المستجدات العسكرية والجاهزية القتالية، مؤكدا استمرار تبادل إطلاق النار في مجمل الجبهات وخطوط التماس في الحديدة وتعز وكرش ودمت ومأرب بين قوات الجيش الوطني ومليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وأكد الزنداني أن ميناء الحديدة شهد نهب مليشيات الحوثي لمعدات ووثائق وبضائع مملوكة لتجار ومستثمرين كانت في طريقها للشحن والنقل من الميناء وذلك بعد يومين فقط من الاتفاق على وقف إطلاق النار وانسحاب المتمردين من مدينة "الحديدة"، كما قامت المليشيات بمحاولة التسلل إلى مديرية "الجاح" وتم التصدي لها من قبل قوات الجيش الوطني.
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية اليمني خالد اليماني المبعوث الدولي مارتن جريفيث إلى ضمان تنفيذ "الانقلابيين الحوثيين" بنود الاتفاق الذي تم في السويد والانسحاب الكامل من "الحديدة".
ونقلت قناة "سكاي نيوز" العربية الليلة عن اليماني قوله، في خطاب للمبعوث الدولي، "يجب عدم استغلال الفترة الفاصلة بين إعلان اتفاق السويد وسريان عمل اللجنة العسكرية لنهب الحديدة وتهديد سكانها من جانب الحوثيين".
إلى ذلك، جدد نائب وزير الخارجية في الحكومة اليمنية محمد الحضرمي، خلال لقائه في مدينة الرياض سفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، حرص الحكومة على الاستمرار في الانخراط بايجابية في مساعي المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث بغية تخفيف معاناة اليمنيين التي تسببت بها الميليشيات الحوثية جراء انقلابها على الشرعية، وفقًا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وأكد المسؤول اليمني أهمية دعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن ومساعيه نحو السلام المرتكز على المرجعيات الأساسية الثلاث.
من جهته، أعرب السفير الروسي عن ارتياحه للإتفاقات التي أثمرت عنها مشاورات السلام اليمنية في السويد وقال إنها خطوة مهمة في الطريق الصحيح. وأكد السفير الروسي أن الالتزام بتنفيذ ما خرجت به المشاورات سيقود إلى المزيد من التفاهمات حول مختلف القضايا التي ستبحث في الجولات القادمة وصولًا الى تحقيق السلام الشامل في اليمن.