قال الدكتور عزالدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي : إن الظروف الحالية تتطلب من الجميع بذل المزيد من الجهد لتوفير الغذاء الآمن للمواطنين .. مشيرا إلى أن هذا لا يتأتى إلا باستغلال كل ما هو متاح من تقدم علمي وتقني لزيادة الإنتاج الذي تعطيه الوزارة الأولوية في منهج عملها لمواجهة تحديات محدودية الموارد الزراعية وندرة المياه والطلب المتزايد على الغذاء.
وشدد أبوستيت - في كلمته أمام المؤتمر السابع للمحاصيل الحقلية اليوم الثلاثاء الذي ينظمه معهد بحوث المحاصيل الحقلية - على ضرورة الاهتمام بالتنمية الرأسية والأفقية من خلال زيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية بالأراضي القديمة والجديدة حديثة الاستصلاح بمشروع المليون ونصف المليون فدان.
وقال : إن إقامة تلك المؤتمرات العلمية بصورة دورية يعتبر أحد الوسائل الجوهرية لنشر وتبادل الخبرات بين الباحثين وأساتذة الجامعات والمزارعين وكل المهتمين بقطاع الزراعة؛ لذلك يجب تشجيع جميع الباحثين على إجراء البحوث التطبيقية ذات المردود الاقتصادي والتي تعالج المشاكل الزراعية بصورة مباشرة وكذلك إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل تسويق وتصدير الحاصلات الزراعية خاصة الحاصلات النقدية ذات العائد الاقتصادي المرتفع ذات الميزة النسبية العالية.
وأكد على ضرورة التركيز على المشاركة في الشبكات والمراكز العلمية العالمية، وزيادة حجم التمويل للاستثمار الزراعي والعمل على جذب الأموال من جانب مؤسسات التمويل العالمية المختلفة، وترتيب المعوقات التي تواجه إنتاج المحاصيل طبقا لأهميتها مع توجيه البحوث لحل تلك المعوقات وإقامة الندوات وورش العمل للتوعية، ورفع كفاءة الباحثين والمرشدين الزراعيين عن طريق ورش العمل والدورات التدريبية بصفة دورية.
كما أكد على ضرورة استخدام التقنيات الحيوية الزراعية للمساعدة في حل المشاكل المتعلقة بإنتاج المحاصيل مع وضع الضوابط الخاصة بالأمان الحيوي والمحافظة على التنوع الحيوي الذي يعتبر أحد أهم المصادر الوراثية لتحسين المحاصيل والمحافظة عليها من التدهور والمحافظة على نقاوة الأصناف النباتية عن طريق المتابعة الحقلية وعمليات التخزين المناسبة، وكذلك العمل على سرعة إجراءات تسجيل الأصناف.
وأوضح أبوستيت أن هذه المؤتمرات سوف تؤتي ثمارها من خلال إعطاء الفرص لشباب الباحثين للمشاركة فيها للتعلم واكتساب الخبرات وتبادل الأفكار والمعلومات لنهضة وتنمية القطاع الزراعي.
من جانبها ..قالت الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة : "إننا نفخر جميعا بمعهد المحاصيل الحقلية والذي حقق إنجازات كبيرة ويرفع اسم مصر عاليا في العالم كله عن طريق استنباط أصناف جديدة تحقق أعلى جودة وانتاجية وتمتع بسمعة عالمية متميزة"..مطالبة المعاهد الأخرى بأن تحتذي بمعهد المحاصيل الحقلية في استنباط أصناف وسلالات جديدة تحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء واللحوم.
كما طالبت باستنباط أصناف جديدة من الأعلاف غير التقليدية تسهم في زيادة الإنتاج الحيواني والداجني والأسماك وتقلل من الاستيراد.
وبدوره..تناول الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية الدور الهام الذي يقوم به مركز البحوث الزراعية منذ إنشائه في مجال التنمية الزراعية المستدامة، والإنجازات التي يقوم بها، خاصة في زيادة إنتاجية المحاصيل الحقلية من خلال معهد بحوث المحاصيل الحقلية بالتعاون مع معاهد ومعامل المركز الأخرى ذات الصلة.
وقال سليمان : إن مركز البحوث الزراعية تأسس في أوائل السبعينات بهدف تحقيق السياسات والاستراتيجيات الخاصة بتنمية البحث العلمي الزراعي مع التركيز على زيادة إنتاجية وإنتاج المحاصيل والإنتاج الحيواني بصورة مستدامة للمحافظة على المصادر الطبيعية من التدهور مع ترشيد استهلاك الأرض والمياه .. مشيرا إلى أنه قد تم تحقيق العديد من الإنجازات من خلال البحوث التطبيقية واستنباط أصناف وهجن عديدة عالية الإنتاجية مقاومة ومتحملة للظروف البيئية المعاكسة ولها قدرة عالية على التأقلم تحت ظروف البيئات المختلفة.
وأضاف : إن البحث العلمي يقوم على حل المشاكل والتحديات التي تجابه الإنتاج النباتي والحيواني جنبا إلى جنب مع إقامة البحوث الأساسية والتطبيقية بهدف تعظيم العائد الاقتصادي من وحدتي الأرض والمياه.
ومن ناحيته..قال الدكتور علاء خليل مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية إن الدور الرئيسي للمعهد يتمثل في استنباط الأصناف والهجن الجديدة عالية الإنتاجية والمقاومة لظروف الإجهادات الحيوية وغير الحيوية .. مشيرا إلى أنه في هذا الصدد، قام المعهد بتسجيل أكثر من 230 صنفا وهجينا للمحاصيل الحقلية المختلفة، وذلك بالتعاون مع المعاهد البحثية الأخرى.
وأضاف خليل : أنه جاري حاليا تسجيل عدد من الأصناف والهجن الجديدة عالية الإنتاجيه مبكرة النضج ذات الاحتياجات المائية المنخفضة والمقاومة للأمراض والحشرات وتلائم الزراعة في الأراضي القديمة والجديدة .. لافتا إلى أن المعهد نظم أكثر من 2000 حقل إرشادي للمحاصيل الصيفية بالإضافة إلى ما يقرب من 800 ندوة تدريبية، و700 يوم حقل، و150 يوم حصاد للمحاصيل المختلفة وفي العام الماضي، تم تنفيذ 6301 حقل إرشادي من خلال برنامج نقل التكنولوجيا لمحصول القمح.
أما في مجال إنتاج التقاوي.. أوضح خليل أن المعهد يحافظ على نقاوة الأصناف وإنتاج تقاوى المربي والأساس للأصناف والهجن التجاريه المتداولة، وفقا لخطة محددة بالتنسيق مع الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي وشركات إنتاج التقاوي بالقطاع الخاص، في إطار السياسة العامة لوزارة الزراعة.
وقال : إن هناك تعاونا مع المراكز البحثية والمؤسسات العلمية الدولية مثل إيكاردا، السيميت، إيكريسات، أكساد، الأيرى، أفريكا رايس، الفاو، الجايكا، وعلى المستوى الإفريقي فإن المعهد يقدم الدعم الفني والتقاوي اللازمة للمزارع المصرية المشتركة بالدول الأفريقية كما هو الحال في زامبيا والنيجر وزينزبار ومالي والكونغو الديموقراطية وكذلك المزمع إنشاؤها في إثيوبيا وتنزانيا وتوجو وزيمبابوى وتشاد.
وأشار إلى أن استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030 وخطتها التنفيذية الأولى تهدف إلى زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح إلى 70% وخفض الواردات من الذرة الصفراء بنسبة 70% والتوسع في زراعى أصناف الأرز الجديدة وقليلة الاستهلاك المائي والأرز الهجين، وكذلك زيادة إنتاج الذرة الرفيعة ومضاعفة إنتاج الشعير وذلك من خلال نشر زراعة الأصناف والهجن الجديدة المتميزة عالية الإنتاجية المبكرة والمتحملة للظروف البيئية المعاكسة.
ونوه مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية بأنه تم وضع خطة لنشر زراعة أصناف البرسيم المصري المحسنة عالية الإنتاجية، مما يؤدي إلى زيادة متوسط إنتاجية الفدان من 29 إلى 40 طنا مما يؤدى إلى توفير نصف مليون فدان من مساحة البرسيم توجه لزراعة القمح، وكذلك خفض الفاقد من محاصيل الحبوب وتشجيع الزراعة التعاقدية للقمح والذرة الصفراء والفول البلدي والمحاصيل الزيتية وزيادة نسبة التغطية بالتقاوي المعتمدة لتعظيم الناتج المحلي.