الأربعاء 26 يونيو 2024

برنامج سما المصري الديني يثير جدلا.. خبراء إعلام: فوضى تلزم التدخل

29-3-2017 | 01:32

كتبت : أماني محمد

مفاجأة إعلامية فجرتها الفنانة سما المصري بإعلان عزمها تقديم برنامج ديني على شاشة إحدى الفضائيات المصرية لم تسمها حتى الآن خلال شهر رمضان المقبل، وهو ما أثار جدلا واسعا حول معايير اختيار القنوات والمحطات التلفزيونية للوجوه الإعلامية لها، ومدى قبول المشاهدين لمثل هذه النوعية من البرامج.
هذا البرنامج المزمع عرضه رمضان المقبل ليس الظهور الإعلامي الأول للراقصة المثيرة للجدل دائما، فكانت قبل سنوات متصدرة للشاشات بقناتها الإعلامية "فلول" لتظهر بها مقدمة فقرات استعراضية وأغنيات معارضة لفترة حكم الإخوان، قبل أن تقرر بيعها والبعد عن العمل الإعلامي، كما واجهت المصري اتهامات بالتحريض على الفجور والفسق.

وفي مقطع مصور على صفحتها الرسمية قالت المصري إنه بعد اتفاقها مع القناة المزمع إذاعة برنامجها عليها سترتدي الحجاب، قائلة:"هم أقنعوني بارتداء الحجاب لكي لا تفاجأوا بظهوري به"، مطالبة معارضي الفكرة بالصمت وانتظار البرنامج إن لم يعجبهم فليقاضوها فيما بعد.

"غياب المعايير والرقابة والمحاسبة يجعل أي شخص يقدم على أي شيء" بهذا يعلق الدكتور حسن علي رئيس جمعية حماية المشاهدين على الفكرة، مضيفا أن الهدف ربما يكون للإثارة، وليس بشكل جدي وإن حدث بالفعل فلن يندهش لأنه ينطوي تحت لواء الإثارة لجلب الإعلانات.

وقال إن سما المصري كإعلامية فاقدة للمصداقية ولكل مقومات العمل الإعلامي، لكن بعض القنوات تلجأ لهذه الوجوه لجذب الإعلانات بشكل كبير، وهو ما يتضح جليًا في حالة سما المصري، مضيفا "هي ليس لها علاقة بالموضوعات الدينية وتلجأ لتقديم هذا النوع من البرامج، وهذا كله تدبير شركات الإعلان بهدف جني المزيد من الأرباح".

ورأيي أن الأمر الآن بيد نقابة الإعلاميين التي بصدد التشكيل بالإضافة إلى الهيئات الإعلامية الثلاثة ومنها المجلس الوطني للإعلام وإدارة الشكاوى وحينها سينضبط المشهد أكثر، موضحا أنه حتى إنشاء نقابة الإعلاميين رسميا فلنراهن على وعي الجمهور الذي هو الفيصل في تلك الحالات.

وأشار إلى أنه إذا قدمت ما تريد أن تقدمه دون أن يشاهده الجمهور وقاطعها فستخسر ويقف البرنامج، أما إذا قبلنا بهذا النوع من الإثارة فستنتعش وتتوسع في انتشارها في القنوات وسيزيد الإسفاف، "عقل المشاهد المصري وقدرته على الفرز والتصنيف والقدرة على مقاطعة هذه النوعية ستموت حينها والرهان عليهم" ويختتم رئيس جمعية حماية المشاهدين حديثه، مؤكدا أن الجمهور بيده إحياء أو موت هذا النوع من البرامج.

فيما طالب الدكتور عصام فرج أستاذ الإعلام بجامعة 6 أكتوبر بمخاطبة حمدي الكنيسي باعتباره رئيس اللجنة المؤقتة لنقابة الإعلاميين في أول محك له في التعامل مع الفوضى والانفلات منذ نشأة النقابة لأن هذا دورها، مضيفا أنه يجب اتخاذ خطوة قبل أن يصبح برنامجها أمرا واقعا ونجدها تتحدث في الشئون الدينية، فيجب وضع حد لهذا الانفلات في أن يقدم أي شخص موضوعا غير متخصص فيه، بل ويكون مخالفا تماما لأخلاقيات ما سيقدمه.

وقال إن الوضع اليوم مختلف بعد وجود نقابة للإعلاميين هذه هي مسئوليتها فلا يستطيع أي شخص الظهور في أي فضائية مسموعة أو مرئية إلا بعد الحصول على تصريح وعلى النقابة أن تتصدى لتلك القضية، مضيفا أنه يجب إحالة الأمر إليها لوضع حد لهذا الانفلات.

وأضاف فرج أن الفضائيات تسعى بأي شكل لجذب الجمهور بالشخصيات التي يراها حتى وإن كانت غير مناسبة للموضوع الذي يقدمه وترتفع المشاهدات ونسبة الإعلانات، وينبغي التعامل مع هذا الأمر بجدية لأن هذا يتعارض مع وضع الضوابط والمعايير التي تحول دون هذه الفوضى، قائلا إنه يجب الأخذ في الاعتبار العادات والتقاليد والدين خلال التناول لكي لا يتحول الأمر إلى شيء من السخرية أكثر من كونه للتوعية.