تحل اليوم الذكرى 67 على استقلال ليبيا
الشقيقة والتي عانت في الماضي من استعمار إيطاليا لها طويلاً، ولم تكن إيطاليا
وحدها الطامعة في أراضي ليبيا بل كانت هناك أيضاً فرنسا وبريطانيا ، فبرغم هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، إلا أنها ظلت فارضة سيطرتها على مستعمراتها
السابقة ومنها ليبيا، وعندما تخلت ايطاليا عن مطالبتها بليبيا سارعت بريطانيا بوضع
يدها على برقة وطرابلس من عام 1943 حتى عام 1951، بينما خضعت فزان للسيطرة
الفرنسية عام 1947.
ظهر تنافس شديد من الولايات المتحدة
والإتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا على أرض ليبيا حتى أصبح من المستحيل الوصول
إلى اتفاق يحسم الوصاية عليها وقد أحال الأربعة الكبار مسألة ليبيا إلى الأمم
المتحدة لمناقشة أمرها في عام 1949 ، وفي تلك الأثناء لم تهدأ إيطاليا التي تقدمت
باتفاق سري سمي بمشروع "بيفن سفورزا" وبمقتضاه تحصل ليبيا على استقلالها
بعد عشر سنوات تكون خلالها مدن ليبيا الهامة تحت وصاية الدولتين وأن يترك لفرنسا
الوصاية على فزان ، وبالفعل قدم المشروع للتصويت عليه في 17 مايو 1949 بالأمم
المتحدة، ولنجاح ذلك المشروع الخبيث وتمريره للموافقة عليه ، كان يستلزم ثلثي
الدول وعددهم 48 دولة، وهنا انتفض أحد أعضاء الوفد الليبي واستطاع أن يكسب تأييد ممثل
دولة هايتي، وبذلك الصوت سقط مشروع التقسيم.
اقترحت الولايات المتحدة والهند
والعراق وبكستان وهم وفود الدول في الأمم المتحدة قراراً بحصول ليبيا على
استقلالها قبل 1 يناير 1952، وصوتت 48 دولة لصالح القرار لتنال ليبيا استقلالها
ويعلنه الملك إدريس السنوسي في 24 ديسمبر 1951، وشهدت تلك الفترة عمق العلاقات بين
مصر والمملكة الليبية آنذاك، حيث زار الملك السنوسي مصر عدة مرات التقى فيها مع
الرئيس محمد نجيب بعد قيام ثورة ثوليو وزار الكلية الحربية المصرية، وقد حضر ولي
العهد الحسن الرضا نيابة عن والده إلى مصر في 4 أكتوبر 1964 ليمثل بلاده في مؤتمر
دول عدم الانحياز واستقبله الرئيس جمال عبد الناصر
لم تنقطع علاقة الملك السنوسي بمصر
حتى بعد أن تولى العقيد معمر القذافي الحكم في 1 سبتمبر 1969 وأنهى عهد الملكية في
ليبيا، وعاش الملك السنوسي في القاهرة وقد حضر زفاف نهى كريمة الرئيس السادات في 7
يوليو 1974 وظل بالقاهرة حتى وافته المنية في 25 مايو 1983 عن عمر يناهز 94 عاماً.