الإثنين 1 يوليو 2024

أحاسنكم أخلاقًا الاعتراف بالفضل (٤)

29-3-2017 | 14:09

بقلم –  أ.د أحمد كريمة

صفة جليلة القدر، لما يعود من أثرها على المجتمع كله من تعاطف وتكاتف وتآلف أفراده، وتشجيع ذوى الفضل على الاستمرار فى فضلهم على الآخرين وأن يكونوا قدوة لغيرهم، والإقرار بالفضل أن يقر المتفضل عليه من الناس بفضل من يصدر عنه الفضل ولا يجحده ولا يتناساه، وكفاه قيمة وقدرا ومنزلة «من لا يشكر الناس لا يشكر الله».

ووردت آى وأخبار وآثار وشواهد ووقائع فمن ذلك قول الله- عز وجل - «ولا تنسوا الفضل بينكم»، «ذلك من فضل الله علينا» وقال «ذلك هو الفضل الكبير»، وقال سيدنا محمد رسول الله- صلى الله عليه وسلم «من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه، «من صنع إليكم معروفًا فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ فى الثناء»، وكان- صلى الله عليه وسلم- يذكر مواقف عديدة لمن له فضل، فمن ذلك قوله عن سيدتنا خديجة بنت خويلد- رضوان الله عليها:- «صدقتنى حين كذبنى الناس، وواستنى بمالها حين منعنى الناس، وآمنت بى عندما كذبنى الناس، ورزقنى الله منها الولد»، وعن سيدنا أبى بكر رضى الله عنه:- «وواسانى بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لى صاحبى»، وعن الأنصار- رضى الله عنهم- والوصية بهم والدعاء لهم وإيثاره للحياة معهم حتى مماته بين أظهرهم ومما قاله عنهم «لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادى الأنصار وشعبها»، وأوصى -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه- رضى الله عنهم:- «لا تسبوا أصحابى، فو الذى نفسى بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه»، وما قاله أهل العلم: الواجب على المرء أن يشكر النعمة، ويحمد المعروف على حسب وسعه وطاقته، أن قدر فبالضعف، وإلا فبالمثل، وإلا فبالمعرفة بوقوع النعمة عنده، مع بذل الجزاء له بالشكر، ومما قاله الأدباء: ومن يسد معروفًا إليك فكن له شكورا يكن معروفه غير ضائع ولا تبخلن بالشكر والقرض فاجزه تكن خير مصنوع إليه وصانع.

أكرمنا الله بواسع فضله وهو صاحب كل فضل.

المرجع: نضرة النعيم- بتصرف.