«الطويل»: دعوة الرئيس لزيارة جوبا
تعكس محورية الدور المصري.. وقمة السيسي وسلفاكير ناجحة
خبير
سياسي: دور مصري كبير لبناء القدرات البشرية بجوبا.. وزيارة الرئيس نقلة للعلاقات
رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي
بزيارة جنوب السودان في مايو المقبل، بعد دعوة سلفاكير له اليوم، وفي هذه الزيارة
المرتقبة سيزور الرئيس جوبا للمرة الأولى كأول رئيس مصري يزور جنوب السودان، وهي
دعوة وصفها خبراء بأنها تعكس محورية الدور المصري وستمثل نقلة هامة للعلاقات بين
البلدين، موضحين أن مصر تبذل جهدا كبيرا لدعم جنوب السودان سياسيا وكذلك لبناء
القدرات البشرية فضلا عن التعاون المائي والتنموي.
كان رئيس جنوب السودان سلفاكير، قد
وجه الدعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة جنوب السودان والعاصمة جوبا مايو المقبل
لكي يشهد تشكيل الوحدة الحكومية مايو المقبل، داعيا السيسي أيضا لتوجيه كلمة لشعب جنوب
السودان، وهو ما رحب به الرئيس السيسي، قائلا "إنني أتطلع إلى زيارة جنوب السودان
والعاصمة جوبا، ويسعدني ويشرفني تلبية هذه الدعوة".
محورية الدور المصري
الدكتورة أماني الطويل، الخبيرة
بالشأن الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، قالت إن القمة المصرية الجنوب
سودانية اليوم في القاهرة اليوم كانت ناجحة بكل المقاييس وعكست حرص الدولتين على
تعزيز العلاقات بينهما، مضيفة أن ذلك اتضح أيضا من خلال دعوة رئيس جنوب السودان
للرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة جوبا مايو المقبل.
وأوضحت الطويل، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن زيارة الرئيس في مايو ستكون للمشاركة في احتفال
جوبا بتشكيل الحكومة طبقا لاتفاق السلام الموقع بين أطراف النزاع في جنوب السودان،
مؤكدة أن القاهرة تقدم دعما تنمويا لجوبا تتسارع خطواته، وخلال السنوات الماضية
قدمت مصر الدعم في أكثر من مجال منها الصحة والتدريب والطاقة.
وأشارت إلى أن زيارة سلفاكير إلى
القاهرة في الوقت الراهن تحمل أهمية خاصة على مستويين، الأول هو العلاقات الثنائية
بين البلدين وأهمية تعزيزها إلى آفاق أرحب، والثاني هو المستوى الإقليمي لكون جنوب
السودان جزءا من شرق أفريقيا المؤثر على البحر الأحمر وكذلك حوض النيل.
وأضافت، إن هذا الموقع يجعلها
مؤثرة في منظومة الأمن في البحر الأحمر وكذلك الأمن المائي المصري وهي قضايا لا بد
من بحثها مع جنوب السودان في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين.
نقلة للعلاقات
ومن جانبه، قال الدكتور رمضان قرني، الخبير
بالشأن الأفريقي، إن زيارة رئيس جنوب السودان سلفا كير إلى القاهرة ولقاءه الرئيس
عبد الفتاح السيسي هما استكمال للعديد من اللقاءات السابقة بين زعيمي البلدين سواء في
مصر أو على هامش الاجتماعات الأفريقية أو المحافل الدولية.
وأوضح قرني، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن العلاقات بين البلدين قوية وكانت مصر من أوائل
الدول الداعمة لاستقلال جنوب السودان ويربط البلدين تعاون تنموي أبرزه الاتفاق
الموقع بينهما في نوفمبر 2014، مؤكدا أن هناك جالية كبيرة من جنوب السودان تعيش في
مصر والآلاف من الطلاب يدرسون في الجامعات المصرية.
وأشار إلى أن هناك العديد من أوجه
التعاون بين البلدين أبرزها الدور المصري على مستوى بناء القدرات البشرية في جنوب
السودان حيث أن العديد من وزرائها من خريجي الجامعات المصرية، مضيفا إن مصر تعمل
أيضا على رعاية الاتفاق السياسي والمصالحة بين أطراف النزاع والحرص المصري على
تفعيله.
وأكد أن هناك بعدا آخر للتعاون بين
البلدين وهو التعاون المائي وتطهير المجاري المائية والسدود ودعم مصر لبناء سد
مائي في جنوب السودان وهو سد "واو" متعدد الأغراض الذي يعد من أكبر المشروعات
التي تنفذها مصر هناك ويمثل نقطة مهمة للتنمية حيث يوفر مياها نقية للشرب ومستوى
معيشة جيد للمواطنين هناك.
ووصف قرني دعوة سلفاكير للرئيس السيسي
لزيارة جنوب السودان بأنها ستكون نقلة هامة في العلاقات بين البلدين لأن دبلوماسية
القمم يكون لها تأثير هام في دعم العلاقات بين الدول، مضيفا أن دعم استقرار
الأوضاع الأمنية في جوبا حال دون إجراء زيارات للرؤساء الأفارقة.
وأشار إلى أنه مع دخول اتفاق
السلام حيز التنفيذ ستستقر الأوضاع الأمنية بما يشجع الزيارات المتبادلة، مضيفا أن
مصر من خلال ما قدمته على مستوى بناء القدرات تمتلك رصيدا كبيرا في جنوب السودان
سواء لدى الشارع أو الحكومة والقيادة السياسية وستكون زيارة الرئيس السيسي نقطة هامة
في علاقات البلدين.
ولفت إلى أنها ستفتح المجال
لزيارات أخرى عديدة من القادة الأفارقة، مضيفا أن مصر في 2019 خلال توليها لرئاسة
الاتحاد الأفريقي ستفتح مركز القاهرة لإعادة إعمار الدول في مرحلة ما بعد النزاعات
وهذا سيكون له أهمية كبرى سواء لجنوب السودان أو غيره من الدول الأفريقية.