الجمعة 17 مايو 2024

مؤتمر الأوقاف يشكر جهود السيسي في مواجهة الإرهاب وتبني تجديد الخطاب الديني

أخبار20-1-2019 | 20:58

بعث المشاركون في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، برقية تأييد وشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على رعايته للمؤتمر، وتقديرًا لمواقفه وجهوده في مواجهة الإرهاب، وتبني قضايا تجديد الخطاب الديني ونشر الفكر الوسطي المستنير.


وأصدر المؤتمر "وثيقة القاهرة للمواطنة وتجديد الخطاب الديني" في نهاية جلساته التي عقدت برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بعنوان "بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها".


وأكدت الوثيقة على أهمية التفرقة بين الثابت والمتغير، لمنع الانزلاق في طريق التخلف عن ركب الحضارة والتقدم، وكذلك التفرقة بين ما هو مقدس وغير مقدس، ورفع القداسة عن غير المقدس من الأشخاص والآراء البشرية والشروح المتعلقة بالأحكام الجزئية والفتاوى القابلة للتغير بتغير الزمان أو المكان أو أحوال الناس وأعرافهم وعاداتهم وواقع حياتهم مما لم يرد فيه نص قاطع ثبوتًا ودلالة، وقصر التقديس على الذات الإلهية وكتاب الله وسنة نبيه.


وأوصى المؤتمر بضرورة الانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل والتأمل والتفكير بالتعمق في دراسة مفاتيح العلم وأدوات الاجتهاد والفهم بدراسة علم أصول الفقه، وقواعد الفقه الكلية، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات، وفقه الواقع، للتعامل مع الجزئيات المستجدة والمستحدثة برؤية عصرية مستنيرة واعية. 


ونبه المؤتمر على ضرورة العمل الجاد على تكوين إمام عصري مستنير من خلال برامج تدريب وتأهيل الأئمة والخطباء والواعظات، بحيث لا تقف عند حدود التأهيل الشرعي واللغوي، إنما تشمل إلى جانبهما أساسيات علوم المنطق والنفس والاجتماع، ومفاهيم الأمن القومي وحروب الجيل الخامس والتحديات المعاصرة، وعلوم الحاسب، ودراسة إحدى اللغات الأجنبية، وفنون التواصل إعلاميًا، وتكنولوجيًا وإلكترونيًا، وفنون الدعوة والخطابة والتواصل المباشر. 


وشدد المؤتمر على مشروعية الدولة الوطنية وترسيخ مفهوم المواطنة المتكافئة، وبيان أن مصالح الأوطان لا تنفصل عن مقاصد الأديان، وأن حفظ الأوطان أحد أهم المقاصد المعتبرة شرعًا، لا سيما أن الفقهاء أقروا أن العدو إذا دخل بلد من بلاد المسلمين صار الجهاد ودفع العدو فرض عين على أهل هذا البلد رجالهم ونسائهم.. كبيرهم وصغيرهم.. قويهم وضعيفهم.. مسلحهم وأعزلهم.. كل وفق استطاعته ومكنته، حتى لو فنوا جميعًا ولو لم يكن الدفاع عن الديار والأوطان مقصدًا من أهم مقاصد الشرع لكان لهم أن يتركوا الأوطان وأن ينجوا بأنفسهم وبدينهم.


كما أكد المؤتمر ضرورة تعزيز دور المؤسسات الوطنية في خدمة أوطانها ودعم جهودها في مختلف المجالات، بما يحقق أمن واستقرار وتقدم وازدهار الوطن وأهله، والخير والسلام للإنسانية، وتعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية وتحويلها إلى واقع وثقافة مجتمعية راسخة، والتأكيد على احترام الآخر المختلف عقديًّا، أو فكريًّا، وعلى ترسيخ أسس العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، والعمل على نشر السلام العالمي بما يحقق صالح الإنسانية.


كما طالب المؤتمر بأهمية التركيز في مناهج التعليم على الجانب القيمي التطبيقي، كقبول التعددية والتعايش السلمي والتفكير الناقد وثقافة الحوار، وترسيخ ثقافة المشاركة المجتمعية وخدمة المجتمع، و تعزيز دور الأسرة في بناء الشخصية المتوازنة في فهم أمور الدين والدنيا بما يؤدي إلى وجود أجيال قوية قادرة على حمل الأمانة، والوفاء بحقوق الوطن عليهم.


وأكد المؤتمر أهمية الدور الفاعل لوسائل الإعلام في مجال دعم قيم الانتماء والولاء للوطن، والتصدي لكل محاولات الهدم، والتصدي للقوى التي تعمل على زعزعة أمن الوطن واستقراره، وكذلك أهمية تدريس مادة التربية الوطنية بأسلوب علمي عصري بما يحقق الربط القوي بين الناشئة وأوطانهم. 


واعتبر المؤتمر هذه التوصيات وثيقة عمل مشترك نحو ترسيخ الولاء والانتماء الوطني وبناء الشخصية الوطنية، مع العمل المشترك لنشر الفكر الوسطي المستنير وبناء السلام.


وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الدين الإسلامي سيظل دائمًا وأبدًا داعيًا للسلام يحمل الخير لشعوب العالم كله، وأن الوزارة كانت حريصة خلال الفترة الماضية على إعداد جيل جديد من الأئمة القادرين على حمل تعاليم الدين الإسلامي الوسطي للعالم كله.