الأربعاء 27 نوفمبر 2024

أخبار

نشاط الرئيس السيسي خلال أسبوع

  • 25-1-2019 | 10:33

طباعة

تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعا لمتابعة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل، واستقبل وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، وتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما افتتح الرئيس معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يحتفل بيوبيله الذهبي هذا العام، وفي ختام نشاط الأسبوع شهد الرئيس السيسي الاحتفال بعيد الشرطة، وألقى كلمة أشاد فيها بذكرى يوم 25 يناير من عام 1952.

واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية، والدكتور إيهاب أبو عيش نائب وزير المالية للخزانة العامة.

تناول الاجتماع متابعة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل، ومؤشرات الأداء المالي خلال النصف الأول من العام المالي 2018/ 2019 (يوليو-ديسمبر 2018)، التي أظهرت تحقيق فائض أولي قدره 20.8 مليار جنيه، بنسبة 0.4% من الناتج المحلي، وذلك مقارنة بعجز أولي قدره 0.3% من الناتج المحلي خلال نفس الفترة من العام المالي السابق.

كما تم تحقيق تحسن ملحوظ في السيطرة على معدلات العجز الكلي للموازنة، حيث انخفض العجز إلى 3.6% من الناتج مقارنة بـ 4.2% خلال الفترة المناظرة من العام المالي السابق، وارتفعت كذلك الاستثمارات الحكومية خلال نفس الفترة بمعدلات غير مسبوقة بلغت 64% لتصل إلى 55.7 مليار جنيه.

ووجه الرئيس بالاستمرار في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتنفيذ الناجح لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، على النحو الذي يعزز التحسن المضطرد في المؤشرات الاقتصادية والمالية، خاصة معدلات التشغيل وتوفير فرص العمل، وخفض عجز الموازنة والدين العام، فضلا عن زيادة معدلات النمو الاقتصادي وحجم الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير موارد إضافية للدولة لتمكينها من المساهمة في رفع مستوى معيشة المواطنين وجودة حياتهم، فضلا عن تخفيف الأعباء عن كاهل الفئات الأكثر احتياجا في المجتمع.

وفيما يتعلق بتطوير المنظومة الضريبية، عرض وزير المالية جهود تطوير مصلحة الضرائب، والتي تتضمن تبسيط الإجراءات، وبناء قواعد بيانات متكاملة، وتطوير المقار الضريبية لتوفير بيئة عمل مناسبة، وتنمية قدرات العنصر البشري وتحديث الهيكل التنظيمي لمصلحة الضرائب، بالإضافة إلى تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة بالضرائب.

وفي السياق، شدد االرئيس السيسي على أهمية تطوير العنصر البشري باعتباره العامل الحاسم في إنجاح جهود التطوير، وكذا تحديث وتطوير المقار الضريبية وتوفير بيئة عمل ملائمة لتحفيز العاملين وتقديم خدمات مميزة للممولين، فضلا عن تعظيم دور التكنولوجيا الحديثة في العمل الضريبي، بما يحقق سرعة الأداء وكفاءته.

كما وجه الرئيس بمواصلة الجهود المبذولة لإنهاء وفض المنازعات الضريبية؛ بما يسهم في ترسيخ جسور الثقة مع الممولين واستقرار مراكزهم الضريبية مع صون موارد الدولة لما فيه الصالح العام.

واستقبل الرئيس السيسي برونو لومير، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، الذي نقل تحيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكدا اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة والمتميزة التي تربطها بمصر، باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك حرص بلاده على دعم تلك العلاقات بما يضمن تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين وتطويرها على مختلف الأصعدة.

كما أكد الوزير الفرنسي التقدير الكبير الذي تكنه فرنسا للرئيس السيسي وقيادته الواعية للعبور بمصر من حقبة صعبة إلى مرحلة الاستقرار الذي تنعم به البلاد حاليا، مشيدا في هذا الصدد بالقرارات الحكيمة التي أفضت إلى التطور الإيجابي الملحوظ في مؤشرات الاقتصاد المصري، وكذلك معدلات الإنجاز غير المسبوقة للمشروعات الوطنية العملاقة التي تشهدها مصر مؤخرا، بما فيها العاصمة الإدارية الجديدة التي تعد بوابة مصر نحو العبور إلى المستقبل، بالنظر إلى كونها إحدى أبرز المشروعات العمرانية الكبرى والجاذبة على مستوى العالم.

وطلب الرئيس السيسي نقل تحياته - بالمقابل - إلى نظيره الفرنسي، مؤكدا ما توليه مصر من أهمية لعلاقاتها مع فرنسا، معربا عن التطلع لمواصلة العمل المشترك خلال المرحلة المقبلة من أجل تحقيق نقلة نوعية في تلك العلاقات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب في كافة المجالات، بما في ذلك تعظيم التنسيق والتشاور بين مصر وفرنسا، حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، من أجل مواجهة التحديات القائمة في هذا الخصوص، وعلى رأسها الأزمات الراهنة بالشرق الأوسط والتي تمتد تداعياتها إلى منطقة البحر المتوسط.

وتم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية وسبل تعظيم الشراكة بين البلدين، خاصة على مستوى قطاعات الصحة والطاقة الجديدة والمتجددة والنقل واللوجستيات، فضلا عن مناقشة إمكانية تعزيز منصة الشراكة بين فرنسا والقارة الأفريقية تحت مظلة الرئاسة المصرية المنتظرة للاتحاد الأفريقي، من خلال استكشاف فرص التعاون الثلاثي في هذا الصدد لخدمة أغراض التنمية في أفريقيا.

كما أكد الرئيس أولوية ملف التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر وفرنسا وتعزيز حجم الاستثمارات الفرنسية في السوق المصرية، لا سيما وأن ركائز هذا التعاون باتت أكثر رسوخا وصلابة، خاصة في ظل النتائج الإيجابية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل الذي تطبقه مصر، والسوق المصرية الواعد والواسع والذي يمثل بدوره نقطة انطلاق للصادرات الفرنسية لمختلف أسواق المنطقة، بالنظر إلى الموقع الجغرافي المتميز واتفاقات التجارة الحرة التي تربط مصر بها، وكذلك محفزات ومميزات الاستثمار المرتبطة بمناخ الأعمال الآخذ في التطور، والفرص الاستثمارية الهائلة أمام قطاع الأعمال الفرنسي في المشروعات القومية المصرية كتنمية محور قناة السويس والمدن الجديدة الجاري تشييدها في أنحاء الجمهورية.

وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول التباحث بشأن عدد من موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذا سبل تعزيز تلك العلاقات المتميزة علي كافة الاصعدة، فضلا عن آخر مستجدات الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيس الفرنسي حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون والصداقة التاريخية مع مصر، خاصة في ظل دورها الهام والمحوري في ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط. 

من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن التطلع لتعزيز التعاون القائم مع فرنسا والاستمرار في تطويره بمختلف المجالات، خاصة وأنه شهد خلال الفترة الأخيرة نموا مطردا في العديد من المجالات علي نحو ساهم في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. 

وبعث الرئيس السيسي برقية تهنئة إلى "فيلكس تشيسيكيدي" بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية الكونغو الديمقراطية، وللثقة التي منحها إياه الشعب الكونغولي الشقيق، والتي تعكس إيمانهم في قدراته القيادية ورؤيته الثاقبة لتحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار للكونغو الديمقراطية.

وأكد الرئيس السيسي الحرص على مواصلة تعزيز علاقات الأخوة بين مصر والكونغو الديمقراطية وترسيخ قواعدها، لا سيما من خلال التعاون مع الرئيس "تشيسيكيدي"، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويضمن للشعبين الشقيقين المزيد من الخير والنماء والتقدم.

كما أعرب الرئيس عن تمنياته لتشيسيكيدي بالتوفيق في قيادة الكونغو الديمقراطية نحو مستقبل مشرق، وكذلك عن تطلعه للقائه في أقرب فرصة للاستمرار في تطوير روابط الشراكة المتميزة التي تجمع البلدين.

وافتتح الرئيس السيسى معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يحتفل بيوبيله الذهبى هذا العام، وجاء افتتاح الرئيس للمعرض ليؤكد حرص الدولة واهتمامها بنشر الوعي والثقافة والعلم، في ضوء تبنى الرئيس لاستراتيجية بناء الإنسان المصرى من كافة الجوانب، ودعوته بانتهاج المسار العلمي ونشر الثقافة والمعرفة.

كما يعد افتتاح الرئيس للمعرض ترسيخا لمحورية الدور المصري في التثقيف والتنوير، باعتبار القاهرة منبرا للثقافة ونشر العلم في المنطقة.

وشهد الرئيس السيسي - في ختام نشاطه الأسبوعي - الاحتفال بعيد الشرطة، وألقى كلمة أشاد فيها بذكرى يوم 25 يناير من عام 1952، باعتبار أنه ظل رمزا لبطولة وفداء رجال الشرطة، الذين رفضوا تسليم أسلحتهم، لقوة الاحتلال التي تفوقهم عددا وعتادا، فلم يحنوا رؤوسهم، وقاوموا حتى آخر طلقة لديهم، بكل بسالة وتضحية، حتى سقط المئات منهم، بين شهداء ومصابين، حافظين جميعا لشرف الوطن وكرامته.

وقال الرئيس إن ذلك الموقف من رجال الشرطة، يعبر بكل صدق، عن الشخصية الوطنية للشعب المصري العظيم، تلك الشخصية التي تنشد السلام، ولكنها قادرة على القتال بكفاءة، إذا تطلب الأمر وحان الوقت. شخصيةٌ تتميز بالصبر، ولكنها تفيض كذلك بالإصرار في الحق، والصمود في وجه الأزمات.

وأشاد الرئيس بدور رجال الشرطة ووصفهم بأنهم يحملون داخلهم قيم الأسرة المصرية ومبادئها، يحفظون عهد حماية أسرهم وأخواتهم ومواطنيهم، من كل من تسول له نفسه، المساس بأمن واستقرار المجتمع والدولة، يتصدون، جنبا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة الباسلة، للإرهاب وعناصره الآثمة، يسقط منهم الشهداء والمصابون، فلا يزيدهم ذلك إلا إصرارا، على صون الوطن.. وحماية المواطنين.

وقال إن التحديات التي واجهتها مصر خلال السنوات الماضية، سيكتب التاريخ أنها كانت من أصعب ما واجه هذا الوطن، على مدار تاريخه الحديث، وسيكتب التاريخ أيضا، بحروف من نور، أسماء وبطولات كل من ساهم خلال تلك الفترة القاسية، في حماية وطنه، والدفاع عن مقدارت شعبه، فلم يُرهبه الخوفُ من عدو، ولم تر عيناه سوى مصلحة الوطن وأمنه واستقراره.

وأضاف الرئيس "لهؤلاء أقول، ولكل من يعتقد أنه بمقدوره هزيمة إرادة مصر وشعبها: إن هذا الشعب كريم الأصل، يمتلك بداخله حكمة تكونت عبر آلاف السنين، ولديه بصيرة نافذة، تمكنه من التمييز بين الحق والباطل، وهو قادر، بمشيئة الله، وبقوة الحق، وبكفاءة جيشه وشرطته، على التصدي لكل مخططاتكم، والمضي قدما بثبات، في معركته الكبرى للتنمية والإصلاح، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الأمل في المستقبل، ولا شيء يعطل جهود التنمية والبناء والتقدم".

وتابع الرئيس قائلا: لا يفوتني في هذا اليوم أن أوجه لكم التحية، بمناسبة ثورة 25 يناير عام 2011، تلك الثورة التي عبرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن، ينعم فيه جميع أبناء الشعب، بالحياة الكريمة.

واستطرد" ننتقل بثبات، بعد سنوات عاصفة ومضطربة، من مرحلة تثبيت أركان الدولة وترسيخ الاستقرار، إلى مرحلة البناء والتعمير، نستكمل بجدية واجتهاد، ما بدأناه من مشروعات تنموية كبرى، انطلقت في جميع أنحاء البلاد، لتغيير الواقع المصري إلى ما نطمح إليه، من تنمية شاملة ومستدامة، وتسير خطوات إصلاح الاقتصاد، طبقا للبرامج المدروسة بدقة وعناية، وبمنهج علمي متكامل، ونحصد ثمار هذا العمل الدؤوب، في مؤشرات تتحسن باضطراد، سواء فيما يتعلق بزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي، ونصيب الفرد منه، واحتياطي النقد الأجنبي، وتحسن معدلات التشغيل، وتضييق عجز الموازنة".

وأردف "سنستمر بإذن الله - تعالى وتوفيقه - شعبا وحكومة، في تأدية واجبنا الوطني على جميع المسارات: التصدي للإرهاب وكسر شوكته، وتحقيق التنمية الشاملة، وترسيخ بنيان الدولة المؤسسي والقانوني، ومواصلة الحرب الحاسمة على الفساد أينما وجد، ونشر الوعي والتنوير وثقافة التسامح ومبادئ المواطنة، ليخرج من مصر في قلب الليل نور، يضيء المنطقة، ويقدم للعالم نموذجا ملهما، في التعايش.. والسلام الاجتماعي".


    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة