دنست مجموعات استيطانية يهودية متطرفة صباح اليوم الأربعاء المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال شهود عيان إن مجموعة من المستوطنين أدت صلوات وشعائر تلمودية علنية في منطقة (باب الرحمة) بين باب الأسباط والمصلى المرواني داخل المسجد الأقصى، وسط حراسة معززة من قوات الاحتلال، التي تمنع المصلين وحتى حراس وسدنة المسجد المبارك الاقتراب من المنطقة، تحت طائلة الاعتقال والإبعاد عن المسجد.
ولفتوا إلى أن المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في المسجد، واستمعوا إلى شروحات حول المعبد والهيكل المزعوم قبل مغادرة المسجد من جهة باب السلسلة.
وفي شمال الضفة الغربية، قال مسئول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس اليوم إن موقع (خربة القصر) الأثري، الواقع جنوب قرية جالود جنوب نابلس، يتعرض لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين.
وأوضح دغلس - في تصريح اليوم - أن صورا حديثة أظهرت حجم اعتداءات المستوطنين، التي أدت إلى تغيير معالم أثرية في الحوض رقم (18) من أراضي قرية (جالود).
وأشار إلى أن الصور تثبت قيام المستوطنين باقتلاع عشرات أشجار الزيتون والتين واللوز التي كانت مزروعة في (خربة القصر) منذ أكثر من 100 عام، وتجريف مساحات من الأرض وتسويتها وتحويلها إلى مواقع لتنظيم احتفالاتهم ومناسباتهم.
و"خربة القصر" محاطة بثلاث بؤر استيطانية "كيدا، احياه, إيش كودش"، وتضم عددا من الكهوف وآبار المياه القديمة، وتصل مساحتها والأرض التابعة لها إلى أكثر من 50 دونما، إضافة إلى مئات الدونمات من الأراضي الزراعية التي تحيط بها، وهي مملوكة لعائلة احمد محمود سلمان عباد.
كما يضم موقع (خربة القصر)، الواقع فوق تلة ترتفع عن سطح البحر نحو (800) متر، آثارا تعود للحقب الكنعانية والرومانية والبيزنطية والأيوبية، وهي عبارة عن أساسات مبان في مراحل مختلفة، وآبار وأحواض لجمع المياه وكهوف.
وأشار دغلس إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع المواطنين من الوصول إلى هذه المنطقة منذ عام 2001، بذريعة قربها من البؤر الاستيطانية.
يذكر أن الأمن الإسرائيلي كان قد أقر - بمعطيات مقلقة حول تصاعد عمليات (الإرهاب اليهودي) خلال العام المنصرم - بزيادة مضطردة بلغت 30% عن العام الذي سبقه.
ووفق المعطيات - التي نشرتها مواقع إعلام عبرية نقلا عن الأمن الإسرائيلي - فقد نفذت خلال عام المنصرم 300 عملية إرهابية على أيدي جماعات متطرفة يهودية، من بينها 50 عملية أدرجت تحت ما يسمى "دفع الثمن".
وتمثلت مجمل الاعتداءات اليهودية باقتحام قرى فلسطينية خلال ساعات الليل وإضرام النار بالممتلكات وإعطاب إطارات سيارات وخط شعارات عنصرية ومعادية للفلسطينيين.
وفي عام 2017 نفذت الجماعات المتطرفة 200 اعتداء مقارنة بعشر اعتداء في العام 2016 مما يعكس ارتفاعا كبيرا في عمليات الإرهاب اليهودي.
وقال الأمن الإسرائيلي - الذي نشر المعطيات في ضوء انتقادات توجهها له جماعات متطرفة تتهمه باستخدام وسائل غير قانونية مع المعتقلين اليهود - إن الأمن شدد قبضته على هذه الجماعات بعد حادثة إحراق عائلة (الدوابشة) في دوما قرب نابلس، إلا أن المتطرفين اليهود ازدادوا جرأة وعنفا في اعتداءاتهم بسبب انخفاض الاستدعاءات والإفراج عن الذين يتم اعتقالهم على خلفية الاعتداء على الفلسطينيين.
واعتقل الأمن الإسرائيلي - قبل أيام - مستوطنين متطرفين يتهمهما بقتل امرأة فلسطينية بحجر جنوب نابلس، الأمر الذي واجه استنكارا واتهامات لجهاز (الشاباك) الإسرائيلي من قبل جماعات يهودية متطرفة باستخدام العنف خلال التحقيق.