"إفريقيا في قلب مصر وفي عقلها أيضًا".. حقيقة أكدها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه قيادة مصر، قبل خمس سنوات، ليعيد لمصر ريادتها ومكانتها الإفريقية لتحتل الدائرة الإفريقية المكانة الأولى مجددا جنبا إلى جنب مع الدوائر العربية والإسلامية ، التي يغذي كل منها الآخر، من خلال منظومة من التاريخ المشترك والقيم والتقاليد والعادات والموروثات الثقافية والفنية التي تربط شعوب دول القارة التي تتطلع إلى مصر بوصفها الشقيقة الكبرى وتنتظر منها الكثير والكثير خاصة بعد تسلمها رسميًا اليوم /الأحد/ رئاسة الاتحاد الإفريقي من الشقيقة رواندا.
وتحفل الأجندات المصرية، بالعديد من المفاجئات للأشقاء الأفارقة، خاصة على الصعيد الثقافي، ومن المقرر أن تعلن وزارة الثقافة غدًا /الاثنين/ برنامج فعالياتها خلال عام 2019، بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي والاحتفال بأسوان عاصمة للشباب الإفريقي، كما سيتم الإعلان عن تفاصيل الدورة السابعة من مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون الذي يقام في الفترة من 17 إلى 22 فبراير الجاري.
ويتضمن البرنامج الثقافي المصري لإفريقيا تخصيص 7 منح دراسية بمعاهد أكاديمية الفنون لمبدعي الدول الإفريقي، إلى جانب دورة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها مدتها عام بالإضافة إلى معاملة الأفارقة زائري المتاحف الفنية والقومية التابعة للوزارة معاملة المصريين فيما يخص أسعار التذاكر، وأيضًا إصدار 10 أعمال مترجمة لأبرز الكتاب والمفكرين الأفارقة، وموسوعة تاريخ إفريقيا العام، مع إقامة ندوة للكاتب النيجيري محمد ممداني ودعوة الجاليات الإفريقية بمصر للحضور والمشاركة في مختلف العروض الفنية على مسارح الدولة.
وتضم الاحتفالات أيضًا إعلان دولة السنغال ضيف شرف الدورة الـ51 عام 2020 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وإقامة مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون الإفريقية، وملتقى القاهرة الدولي للرسوم وتخصيص جزء كبير للأفلام الإفريقية، ومهرجان الموسيقى الإفريقية بأكاديمية الفنون، والمؤتمر العلمي الدولي الثاني للقصور المتخصصة الدورة الإفريقية بعنوان "الموروث الفني والحرفي لغة تواصل بين الشعوب" في أسوان، ومهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.
وتشارك الدولة الإفريقية كذلك في العديد من الأنشطة الثقافية المصرية مثل بنالي القاهرة الدولي الـ13، ومهرجان دمنهور الدولي السابع للفلكولور، ومهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، ومهرجان الطبول والفنون التراثية.
وتنظم وزارة الثقافة في عام 2019 فعاليات أخرى بمشاركة إفريقية واسعة مثل: مهرجان السيرك الإفريقي المصري الثاني، والمهرجان العربي الإفريقي الأول للفنون الشعبية بالغردقة، ومهرجان قلعة صلاح الدين الدولي الدورة الـ28، ومهرجان سماع للإنشاد الديني بالقاهرة وبعض المحافظات، والملتقى الدولي السابع للمأثورات الشعبية بعنوان "التفاعل بين التراث العربي والإفريقي"، وملتقى القاهرة الدولي للخط العربي، ومؤتمر مديري المكتبات ودور الأرشيف الوطني في إفريقيا، ومهرجان الحرف التقليدية الدورة الـ12، والملتقى الدولي الرابع لتفاعل الثقافات الإفريقية، ومهرجان مسرح الطفل الإفريقي الأول بالقاهرة والإسكندرية وبورسعيد وشرم الشيخ وأسوان.
ويشهد عام 2019 إطلاق ملتقى الأقصر الدولي للتصوير بفعاليات تبادلية بين مختلف البلدان الإفريقية حول ورش السيناريو والتصوير والصوت في عدد كبير من الدول الإفريقية، وتشارك مصر في معرض نيجيريا للكتاب بالإضافة إلى استضافة مجموعة من معارض الفنون التشكيلية لفنانين أفارقة، مع تنظيم مسابقة لإبداعات الشباب الإفريقي، ومؤتمر إفريقيا قلب مصر النابض، ومنتدى الطفل الإفريقي.
وتشهد العلاقات المصرية الحالية مع القارة السمراء انتعاشا ملموسا، من خلال التعاون الإفريقي المشترك في كافة المجالات، والتواجد الفعلي في المحافل الدولية الإفريقية.
ويأتي عام 2019 لتستعيد مصر معه دورها الرائد في القارة السمراء، وذلك من خلال الأنشطة الدولية التي من شأنها أن تقرب المسافات بين أبناء القارة الواحدة بالإضافة إلى ترؤسها بعض الكيانات الإفريقية وعلى رأسها "الاتحاد الإفريقي" تحت قيادة الرئيس السيسي.
وكان وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي قد أطلق شعلة إعلان مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقي، في الحفل الختامي لمنتدى شباب العالم الماضي استعدادا لاستقبالها ملتقى الشباب العربي والإفريقي الذي سينطلق في 18 مارس المقبل في عروس النيل، بمشاركة شباب القارة السمراء.
وبدورها..أعلنت الهيئة العامة للكتاب بوزارة الثقافة إصدار كتاب بعنوان "مصر في إفريقيا"، مترجم لـ3 لغات، هي العربية والإنجليزية والفرنسية، ويهدف إلى شرح التاريخ السياسي المصري لكل الأفارقة.
وجاء توقيت إصدار الكتاب بالتزامن مع تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي هذا العام ، ويحكي سياسة مصر الشاملة تجاه إفريقيا منذ عام 1952 وحتى الآن، ويتضمن 8 أبواب عن العلاقات المصرية الإفريقية في المجالات السياسية، والاقتصادية، والمائية، والأمنية، والثقافية، وتم توزيعه في عدة جهات مثل سفارات الدول الإفريقية في مصر وخارجها، والمراسلين الأجانب وبعثات مصر الدبلوماسية في الخارج، وعدد من أعضاء لجان مجلس النواب المصري بالإضافة إلى مراكز البحوث والدراسات والجامعات.
وفي الوقت ذاته..تولت مصر منصب نائب لجنة الأمم المتحدة لبناء السلام في إفريقيا، في مطلع فبراير الجاري، بانتخاب السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك نائبا لرئيس اللجنة لعام 2019، وذلك خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية للجنة الأمم المتحدة المعنية ببناء السلام، ومن شأن هذا المنصب أن يدعم جهود مصر في نشر السلام في دول القارة السمراء من خلال حشد الجهود متعددة الأطراف، والعمل على تعزيز وتطوير التنسيق بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في مجالات دعم وبناء السلام.
وفي سابقة من نوعها..أعلنت وزارة الشباب والرياضة تنظيم أول أولمبياد تجمع الطالبات الإفريقيات من كافة جامعات دول القارة السمراء، في الفترة من 28 فبراير الجاري وحتى يوم 5 مارس المقبل، في خطوة لتوطيد التعاون الدولي بين شعوب القارة السمراء، واهتماما بدور المرأة في المجتمع بهدف تحسين مستوى الصحة العامة للفتاة الإفريقية، من خلال مشاركة 15 طالبة من كل جامعة، وفازت مصر بشرف تنظيم بطولة "كأس أفريقيا للأمم" في 8 يناير الماضي، والتي من المقرر عقدها في 21 يونيو القادم بمشاركة 40 دولة لأول مرة.
وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قد أسند تنظيم الكأس لمصر عوضا عن الكاميرون لعدم جاهزيتها لاستقبال البطولة، وفشل جنوب إفريقيا في التصويت أمام مصر، بعد أن حصلت على صوت واحد بينما حصلت مصر على 16 صوتا، وامتنع آخر عن التصويت.
ومن أهم نجاحات العام الماضي ، إعلان الرئيس التنفيذي للوكالة الإقليمية للاستثمار في إفريقيا (الكوميسا) الدكتورة هبة سلامة أن مصر أصبحت تحتل المرتبة الأولى بين الدول الإفريقية الأكثر جذبا للاستثمار الأجنبي، باستثمارات بلغت قيمتها 4ر7 مليار دولار، كما فازت مصر أكتوبر الماضي بعضوية المجلس الإداري للاتحاد الدولي للاتصالات عن قارة إفريقيا في الفترة ما بين 2019 حتى 2022.