السبت 8 يونيو 2024

عقب عودته من أول رحلة علاج فى لندن .. عبد الحليم : المحنة التى مررت بها كشفت لى العدو من الصديق

2-4-2017 | 10:30

أعد التسجيل للنشر: محمد المكاوى

هذا التسجيل النادر الذى نسمعه لأول مرة ،كان مفاجأة لنا لأن مذيع البرنامج هو الإذاعى الراحل على فايق زغلول صاحب البرنامج الإذاعى الشهير "الغلط فين"، أما هذا البرنامج - اخترت لكم - فقد تم تسجيله مع عندليب الغناء العربى عبد الحليم حافظ عقب عودته إلى القاهرة عام 1954 إثر رحلة علاج فى لندن دامت 3 أشهر أجرى خلالها عملية جراحية بعدما هاجمه النزيف لأول مرة

المذيع: سيداتي سادتى يسرنا أن نقدم فى هذه الحلقة الفنان عبد الحليم حافظ بعد أن غاب فترة خارج القطر، وأى فنان يعيش دائما لفنه فياترى لو كان الفنان عبد الحليم حافظ عرف أن العملية التى أجريت له سوف تؤثر على صوته كان عملها وإللا كان فضل انه يغنى للناس وهو يتحمل الآلام؟.. ده سؤال من الأسئلة التى سوف يجاوب عنها عبد الحليم حافظ ضيف حلقة النهاردة.. سيداتي سادتى مع الفنان عبد الحليم حافظ .. حمد الله على السلامة ياأستاذ عبدالحليم

عبد الحليم: الله يسلمك

المذيع: إزي صحتك

عبد الحليم:الحمد لله ..عال

المذيع:أنا أعتقد مستمعين كثيرين مشتاقين إنهم يسمعون صوتك ويسمعون الدردشة ..ياترى انت تفضل انك تختار أغنية فى الأول واللا نبتدى ندردش فى الأول

عبد الحليم: أختار أغنية "آه منك ياجارحنى" لمحمد عبد الوهاب

المذيع: طيب إحنا نسمعها سوى

و"ينساب صوت عبد الوهاب البديع" ..آه منك ياجارحنى

المذيع: الأغنية دى يا أستاذ عبد الحليم إنت اخترتها ليه؟

عبد الحليم: والله أنا اخترتها لأن أولا فيها معانى جميلة جدا من ناحية الكلام ، ثانيا لأن لحنها ممتاز جدا ، ثالثا لأن الأستاذ عبد الوهاب يؤديها بروح طبعا كعادته ، لكن معرفش ليه الغنوة دى لما بسمعها بيسيطر على إحساس فعلا الإنسان المجروح.

المذيع: طيب إحنا نبدأ الدردشة بتاعتنا..ياترى قبل ماتعمل العملية مباشرة كان إيه الموضوع اللي كان بيشغل تفكيرك؟

عبد الحليم:الموضوع الذى كان يشغل تفكيرى عملى وفنى اللى دايما أحب أتقدم به ، خد مثلا عندك الأفلام بتاعتى بأبقى مسئول عن الناحية الموسيقية فيها كلها سواء التأليف أو التلحين أوالتسجيل أو مونتاج الأغانى كل الحاجات دى كانت بتشغل وقتى وتشغل تفكيرى ..ياترى ياواد وانت عيان دلوقت مين يقدر يقوم بالحاجات دى كلها؟ أنا لاأعتقد أن فيه إنسان يقدر يخدم المطرب فى هذه الناحية إلا هو

المذيع:طيب وصحتك ياأستاذ عبد الحليم مش أهم من الحاجات دى كلها فى الأول؟

عبد الحليم: صحتى مهمة لكن دى مسئولية برضه تساوى صحتى يعنى تصور إنت مثلا انى إنسان صحيح جدا ولا أسأل فى الحاجات دى ما الجمهور لن يسأل فى

المذيع: طيب لو كنت عرفت ان العملية دى هاتؤثر على صوتك قبل ماتعملها وانت فضلت فترة تغنى للناس وانت متحمل الآلام قبل ماتعمل العملية

عبد الحليم: أيوه

المذيع: لو كنت عرفت إنها هاتؤثر على صوتك كنت فضلت انك تعملها ومش مهم الشهرة والمجد وإللا كنت فضلت انك برضه تغنى للناس وتزاول الفن وتتحمل الآلام بينك وبين نفسك؟

عبد الحليم:أنا قعدت سنتين متحمل الآلام

المذيع: أيوه

عبد الحليم:وقعدت سنتين أدرس ..هل إذا عملت العملية هاتؤثرعلى صوتى وإلا لأ ؟ فلما لقيتها لن تؤثر على صوتى عملتها ..عملتها وأنا متأكد إنها لن تؤثر على صوتى

المذيع:أنا أسألك سؤالا افتراضىا.. لو كان -لاقدر الله- انها كانت سوف تؤثرعلى صوتك

عبد الحليم: كنت أفضل أن أظل أغنى لآخر أيام حياتى

المذيع: آه يعنى يهمك المجد والشهرة وتتحمل الآلام.

عبد الحليم:لالالالالالا مش مسألة مجد وشهرة أبدا ..أبدا ،المسألة مسألة مهمة الإنسان يؤديها فى حياته ، أنا مهمتى إيه فى الحياة دلوقت؟ ،إن أنا أغنى عشان أسعد الناس سواء انا متألم أوسواء أنا فرحان أوسواء أى فرض تفرضه أوعيان أو أى حاجة ، وأنا غنيت وأنا عيان ..هل الناس حست إنى عيان؟

المذيع:لا

عبد الحليم: أبدا ..الناس كانوا فرحانين أنى بأغنى ، كانوا سعداء وانا بأغنى لكن همه مش حاسين بألمى أبدا .. أنا وظيفتى فى الحياة فنان والفنان وظيفته يسعد الناس سواء كان "سعيد أو شقيان"

المذيع: المحنة التى مرت بك ياأستاذ عبد الحليم ..أعتقد أنها علمتك درس فى فلسفة الحياة ، مثلا علمتك حاجة عن علاقات الناس ببعضيها؟

عبد الحليم:أيوه

المذيع:ياترى ايه أكثر درس فى نفسك فى هذه المحنة؟

عبد الحليم:فعلا ياأستاذ على زى ما إنت بتقول المرض والألم والصدمات هى التى تعلم الإنسان مين همه الناس؟

المذيع: أيوه

عبد الحليم:واخد بالك وإيه هيه علاقة الناس ببعضيها ، يعنى مثلا عندك أنا قبل ماأسافر كان فيه ناس بيعارضوا فى سفرى أنا أعتقد أن هؤلاء الناس لا مصلحة لهم إلا إن أنا أفضل عشان يستفيدوا من ورائى ..واخد بالك

المذيع: ماهى صلتهم بك الناس دول مثلا ؟

عبد الحليم:كتير قوى ..صلتهم بى مثلا إنتاج سينمائى - واخد بالك - يحاولوا إنهم مايخلونيش أسافر ليه ؟ ماأنا لو سافرت وعدت إنسان صحيح ماهو ده نفع لى ولكم - واخد بالك - المسألة الثانية الأصدقاء بيبان منهم كتير قوى مين الكويس ومين الوحش

المذيع: أيوه

عبد الحليم: وأنا بان لى إن فيه أصدقاء كويسين قوى قوى قوى وفيه أصدقاء وحشين قوى قوى قوى مايستهلوش الصداقة ،ويجب على كل فنان أوعلى كل إنسان فى هذه الحياة إنه يبص جنبه عشان يقدريعرف مين صديقه ومين مش صديقه؟

المذيع:بالضبط المحن هى التى تكشف حاجات زى كده

عبد الحليم:دايما ..دايما يعنى لايكشف الصديق من العدو إلا المحن

المذيع: آه

عبد الحليم: يعنى فى وقت محنتك تبص تلاقى صديقك واقف جنبك بيسندك، فى وقت فرحتك تلاقى كل الناس حواليك

المذيع: آه

عبد الحليم: - واخد بالك .. لا.. وقت المحنة هو اللى يوريك مين الصديق ومين العدو

المذيع: أظن زيارتك إلى إنجلترا أتاحت لك ان تزور بعض الأماكن الفنية

عبد الحليم:آه .. أومال؟!

المذيع: والملاحظ أن المسرح الإنجليزى مزدهر ،فياترى أتيح لك مشاهدة بعض المسارح الغنائية هناك؟

عبد الحليم: لا فى إنجلترا مافيش مسرح غنائى وتقريبا معدوم ،لكن المسرح التمثيلى هناك مهم جدا جدا جدا ،يعنى المسرح اللى يمثل فيه "لورنس أوليفييه" والمسرح اللى تمثل فيه "فيفيان لى" وأنا شفت رواية تمثل فيها "فيفيان لى" وحاجة عظيمة جدا جدا والناس تبص تلاقيهم قبل المسرح مايتفتح بثلاثة أو أربعة أيام نايمين لأن عندهم هناك لازم كل واحد ياخد دوره

المذيع:آه..طيب لو قدر لك إنك اشتغلت على مسرح غنائى يا أستاذ عبد الحليم ياترى إيه الأغنية من أغانيك اللى تصلح انك تقدمها مثلا بعدما يضاف لها مناظر وشئ من الإخراج

عبد الحليم: أنا أعتقد أغنية "سمراء"

المذيع:ليه؟

عبد الحليم:أغنية "سمراء" لإن فيها صورة موسيقية وغنائية جميلة والأمير عبد الله لما أدى القصيدة للأستاذ كمال الطويل يلحنها ،فقال له أنا متخيل وأنا أؤلف القصيدة ان فيه قافلة ماشية وكلها تغنى "سمراء" وهذا الصوت بأسمعه من أعماق وادى وبعدين بأسمع واحد فيهم ينادى "سمراء ياحلم الطفولة يامنية النفس العليلة"

المذيع:يعنى قصدك إن القصيدة دى مثلا تربطها قصة ؟

عبد الحليم:قصة فى خيال الشاعر

المذيع:آه ..ممكن يعنى تعرض على مسرح بشكل غنائى؟

عبد الحليم:قوى ..قوى

المذيع:طيب إحنا نسمعها سوا ونترك المستمعين إنهم يتخيلون القصة اللى ترويها "سمراء"

عبد الحليم:أيوة .. وينساب صوت العندليب وهو يغنى أغنية رائعته "سمراء"

المذيع:تفتكر يا أستاذ عبد الحليم إن حياتك الخاصة لها تأثير على أغانيك بحيث إن تقريبا كلها تتسم بطابع الحزن ؟

عبد الحليم:والله أنا مش عارف كل واحد بيسألنى هذا السؤال ليه ،مع إن أنا عندى برضه أغانى مفرحة كتير - يضحك - لكن يمكن ياأستاذ على نشأتى هى التى أثرت على

المذيع:أيوه

عبد الحليم:يعنى انا مثلا كل اللى برضه بيسمع صوتى فى الكلام من غير غناء يقول إنه حزين،يمكن لإن أنا اتولدت ووالدتى توفيت على طول بعد ولادتى وأبويا مقعدش مدة كبيرة - يمكن على ما أعتقد شهر أو اثنين وتوفى بعدها - يمكن هذه النشأة وإحساسي إنى اتحرمت من أمى وأبويا بسببى فضلوا معايا لغاية دلوقت ،انا مش عارف رغم إن إخواتى وأهلى عوضونى هذا الفقد، لكن يمكن ده له تأثير كبير

المذيع:طيب ياترى مافيش فى حياتك قصة حب؟

عبد الحليم:والله ياأستاذ على لغاية دلوقت مافيش

المذيع: خالص

عبد الحليم: خالص

المذيع: بس أنا أعتقد أن الفنان دايما إلهامه يكون ناتج عن قصة حب أوعايش فى جو معين

عبد الحليم: أيوه والفنان برضه وهو بيصور صورة يقدر يعيشها ،زي أنا لما بغنى بحس بالكلام واللحن وأؤديه للناس بالصورة اللى أنا

المذيع "مقاطعا ": كأنك عايش فيها

عبد الحليم: وكأنى عايش فيها بالضبط

المذيع:طيب ده بيدفعنى إنى أسألك بعض الأسئلة الشخصية

عبد الحليم:قوى ..اتفضل

المذيع:كل إنسان طبعا بيحاول انه يعيش سعيد ويبحث عن الإنسانة التى تشاركه هذه السعادة ياترى إيه المقاييس اللى تطلبها فى الإنسانة دى؟

عبد الحليم:المقاييس اللى أطلبها فى هذه الإنسانة أنها أولا تكون إنسانة مؤمنة ..وإنسانة متعلمة ..متحضرة وتفرق بين الإيمان وبين التحضر يعنى تفهمه وتمزجهم مع بعض وبعدين كل الحاجات دى والمعانى اللى بحس بيها دى ،يمكن ربنا يوقعنى فى واحدة مش موجود فيها الصفات دى، لأن كل الحاجات دي قسم

المذيع:قسم مافيش شك

عبد الحليم:آه

المذيع:طيب فى الدقايق اللى فاضلة من البرنامج تحب تقدم أى أغنية لحضرات المستمعين؟

عبد الحليم:أغنية نجاة الصغيرة "طول عمرى أحبك وأشكيلك"

المذيع:ودى ليها ذكريات خاصة؟

عبد الحليم:أبدا هو لحن جميل بحب أسمعه

المذيع:طيب نسمعه سوا..وينساب صوت نجاة تغنى هذا اللحن البديع حتى نهايته

المذيع: متشكر قوى

عبد الحليم:العفو

المذيع: كانت هذه الحلقة أيها السادة مع الفنان عبد الحليم حافظ.