الثلاثاء 28 مايو 2024

بعد زيارة وزير الخارجية الروسي لمصر.. خبراء: مكافحة الإرهاب والأزمات الإقليمية تصدرتا مباحثات «لافروف» في القاهرة.. وتنسيق الجانبين مستمر لدعم التسوية السياسية واستقرار ليبيا

تحقيقات6-4-2019 | 17:14

أكد خبراء أن زيارة وزير الخارجية الروسي للقاهرة اليوم جاءت في توقيت هام في ظل تطورات الأوضاع الإقليمية، والتنسيق المصري الروسي المستمر لدعم التسوية السياسية للأزمات وخاصة الليبية لتحقيق الاستقرار هناك بعد إطلاق عملية تحرير ليبيا، موضحين أن قضايا مكافحة الإرهاب وسوريا والقضية الفلسطينية تصدرت المباحثات المشتركة وستعمل القمة المرتقبة بين رئيسي الدولتين على تعميق أوجه التعاون.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استقبل اليوم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، كما عقد لافروف مباحثات ثنائية مع وزير الخارجية سامح شكري، تناولت مجموعة من القضايا منها عودة الرحلات المباشرة بين مصر وموسكو، التعاون التجاري والاقتصادي والتقني بين البلدين، والقضايا الإقليمية وعلى رأسها الأوضاع في ليبيا والتطورات العسكرية بها، حيث أكد لافروف أن ومصر وروسيا تعملان من أجل التوصل إلى تسوية سلمية لأوضاع الشرق الأوسط .

وأضاف لافروف "ندعو جميع الأطراف الليبية إلى بدء الحوار دون شروط وندعوهم للاهتمام بحل الأزمة من الأساس، ونجري اتصالات مع جميع الأطراف لحل الأزمة، وندعو لوضع حد للاشتباكات والعمليات العسكرية"، مؤكدا "اتفقنا على التعاون الإستراتيجي، والتعاون بين مصر وسوريا".

وقال سامح شكري، وزير الخارجية، إنه تم استعراض أوجه العلاقات مع موسكو، خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف للقاهرة، وتم عقد جلسة مباحثات موسعة بين وفدى البلدين، تم فيها استعراض تفاصيل أوجه العلاقات الثنائية المتشعبة، لخدمة مصالح الشعبين، وتعزز من النمو الاقتصادي في مصر.

وأضاف شكري، خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الروسي أنه يتطلع إلى تنفيذ كافة الاتفاقيات الهامة التي تم إبرامها في هذا الصدد، وذلك يأتي على أرضية الاتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل الذي تم توقيعه خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكتوبر الماضي لموسكو.

 

التسوية السياسية واستقرار ليبيا

الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، قالت إن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى القاهرة ومباحثاته اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وسامح شكري وزير الخارجية جاءت في توقيت هام في ظل تطورات الأوضاع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأوضحت الشيخ، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الأزمة الليبية وإطلاق عملية تحرير طرابلس تشغل أهمية كبرى للدولتين إلى جانب تطورات القضية الفلسطينية والأزمة السورية والانسحاب الأمريكي منها وانتقال العناصر الإرهابية إلى مناطق أخرى بعد هزيمتهم هناك فضلا عن القرار الأمريكي بضم الجولان والزيارة المرتقبة للرئيس السيسي لواشنطن.

وأضافت أن مباحثات الجانبين المصري والروسي اليوم شملت كل تلك القضايا إلى جانب ملفات العلاقات الثنائية، حيث ستشهد سوتشي قمة مقبلة في الرئيس ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يونيو المقبل، مشيرة إلى أن تلك القمة تحمل أهمية كبرى نظرا للتطورات المتسارعة في الملفات الإقليمية التي تزداد سخونة وتحتاج للتشاور بشكل مستمر.

وأشارت إلى أن السياحة الروسية عادت بالفعل إلى مصر بعودة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو حيث توجد رحلة يومية على الأقل بين شركتي الطيران في العاصمتين، والسياح موجودين في شرم الشيخ والغردقة، أما بشأن الطيران العارض المباشر فهو عملية أمنية والجانبان يعملان على عودته في أقرب وقت.

وأكدت أستاذ العلاقات الدولية أن الملف الليبي هو أمن قومي لمصر وروسيا لها دور فاعل فيه ومن المهم التنسيق بين الدولتين، مشيرة إلى أن تنسيق المواقف بين مصر وروسيا مهم لأن الدولتان لهما مواقف متطابقة بشأن هذا الملف قائم على دعم استقرار ليبيا والقضاء على الإرهاب ودعم مسار التسوية السياسية السلمية.

 

مكافحة الإرهاب والأزمات الإقليمية

ومن جانبه، قال الدكتور نبيل رشوان، الخبير بالشأن الروسي، إن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للقاهرة استهدفت بحث مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية في إطار المشاورات المستمرة والعلاقات الإستراتيجية بين البلدين، مضيفا إن أبرز هذه الملفات كانت قضية مكافحة الإرهاب وتأكيد عودة الطيران الروسي العارض للمدن الساحلية المصرية قريبا.

 

وأوضح رشوان، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة جاءت في توقيت هام في الوقت الذي تشهد فيه الجبهة الليبية تطورات عسكرية بإطلاق عملية تحرير طرابلس، مضيفا إن الجانبين المصري والروسي أعلنا موقفيهما بأنه لا حل عسكري للأزمة الليبية وهو موقف ثابت منذ فترة طويلة والدولتان على علاقة طيبة بطرفي النزاع في ليبيا.

 

 

وأشار إلى أن مصر معنية بتطورات الأوضاع الليبية أكثر من أية دولة أخرى نظرا للحدود والمصالح المشتركة حيث تعتبر ليبيا عمقا إستراتيجيا لمصر، مضيفا إن التنسيق المصري الروسي يهدف لتهدئة الأوضاع والتسوية وكذلك الأمر في ما يخص الجزائر بعد تداعيات الأحداث الأخيرة عقب استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

 

وأكد أن هناك تنسيقا كاملا بين مصر وروسيا في قضية مكافحة الإرهاب والدولتان تستفيدان من خبرات بعضهما، مضيفا إن العلاقات الاقتصادية بينهما أيضا جيدة للغاية في ظل تصاعد حجم التبادل التجاري ، حيث غزت الحاصلات الزراعية المصرية السوق الروسية خلال العام الماضي.

 

 

ولفت إلى أن هناك أيضا مشروعات مشتركة بين البلدين كمشروع تنمية محور قناة السويس والمنطقة الصناعية وشرق بورسعيد ومحطة الضبعة النووية وعدد آخر من المشروعات الصناعية التي تساهم فيها روسيا بمصر، مضيفا إن لافروف بعد انتهاء زيارته بالقاهرة سيتوجه إلى الأردن لبحث ملفات اللاجئين والأزمة السورية.