أكد مسؤولون في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) أهمية (الحوار المتوسطي) بين الحلف وعدد من دول البحر المتوسط في مقدمتها مصر لما لها من ثقل سياسي متنامي وبما يسهم في تحسين التفاهم وبناء الثقة بين الجانبين ويظهر أهمية العمل بشكل مشترك إزاء القضايا محل الاهتمام المشترك وبخاصة فى قضايا مكافحة الإرهاب، والتعاون في إطار برنامج الناتو للعلوم من أجل السلام والأمن، والدفاع السيبراني.
جاء ذلك خلال مناقشات أجراها وفد صحفي مصري في مقر الحلف ببروكسل بدعوة من الحلف بمناسبة الذكرى السبعين على تأسيس الحلف الذي يضم في عضويته الآن 29 دولة .
ويشير موفد الوكالة ضمن الوفد الصحفي إلى أن اللقاءات والجلسات النقاشية المعمقة التي جرت خلال زيارة الوفد مع العديد من مسؤولي الحلف تركزت حول التعاون بين الحلف ومصر فى إطار الحوار المتوسطي، وتضمنت تأكيدهم على أهمية قياة مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي للاتحاد الإفريقي للعام الحالي لتعزيز الاستقرار والأمن ومكافة الإرهاب في أنحاء القارة، مشيدين بما تقوم به مصر من جهود تحظى بتقدير المجتمع الدولي في مجال مكافحىة الإرهاب.
وأضاف الموفد أن النقاشات عكست كذلك تناميا ملحوظا في إدراك مراكز صنع القرار في حلف (الناتو) لتعاظم ثقل مصر دوليا وإقليميا فى ضوء تنامى قدرات الدولة المصرية في المجالات المختلفة واتساع دوائر التأثير المصرى إفريقيا وعربيا.. مشيرا إلى ما عكسته المناقشات من حرص الحلف على تعزيز التعاون والحوار وبناء جسور مستحدثة لتعزيز الثقة مع مصر في ظل تزايد وتنوع التهديدات.
وفى ضوء تنوع علاقات مصر مع مختلف القوى الدولية فقد أظهرت النقاشات إدراكا واضحا من مسئولى الحلف لاستقلالية القرار السياسى المصرى ورغبة متوازية فى البناء على لبنات المصالح المشتركة وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب، ومع الاهتمام بعمليات ومهام الحلف فى إفريقيا ودور مصر النشط بالقارة فقد عرض مسئولوه خلال جلسات النقاش أركان سياستهم فى إفريقيا وتقييم دوافع ونتائج عمليات الحلف التى تمت وتتم فى مناطق القارة.
وقال إن مسؤولي الحلف أشاروا كذلك خلال المناقشات إلى ما يمثله الحوار المتوسطى بين الناتو وعدد من دول البحر المتوسط من أهمية حيث يسهم فى تحسين التفاهم وبناء الثقة بين الحلف والشركاء مثل مصر ويظهر أهمية العمل بشكل مشترك فيما بين الجانبين.
وتطرقت النقاشات أيضا الى تنامى مخاطر التهديدات السيبرانية على دول الحلف فى وقت يستعد فيه الناتو لتدشين وتفعيل مركز قيادة عمليات بالغ التطور والتجهيز بشريا وتقنيا لتعزير قدراته على المواجهة والتصدى للحروب السيبرانية التى قد تتعرض لها أى من الدول الـ ٢٩ أعضاء الحلف فى المرحلة المقبلة اتساقا مع تنامى مساعى وقدرات العديد من الاطراف على الساحة الدولية لشن حرب سيبرانية .
وسوف يتخذ مركز قيادة عمليات حلف الناتو لمواجهة الحرب السيبرانية من مدينة "مونس" البلجيكية مقرا له، ومن المنتظر أن يبدأ العمل بحلول العام المقبل..وينتظر أن يعمل فى المركز قرابة مائتى خبير وعنصر يتمتعون بقدرات فائقة فى تتبع مصادر الحروب السيبرانية وإجهاضها.
وفيما تفرض الرؤية الأمريكية نفسها على سياسات الناتو بوصفها الدولة الأقوى والأكبر داخل الحلف إلا أن تقييمات مسئولى الناتو إزاء ملف صعود اليمين الشعبوى فى أوروبا والعالم تغلب عليها الضبابية بعكس رؤية الاتحاد الأوروبى الذى تسوده على العديد من المستويات تخوفات من مغبة وصول احزاب اليمين الشعبوى لمقاعد السلطة..علاوة على أن الإرهاب ومكافحته يظل هاجسا للحلف مع وجود قدر كبير من الثقة فى القدرة على هزيمته.
ويطور الحلف بشكل مستمر سياساته وآلياته للتصدى للتنظيمات الإرهابية، ويعول على التنسيق مع شركائه ومن بينهم الشركاء المتوسطيون في مختلف عناصر الحرب على الإرهاب وفى مقدمتها تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون العسكري.
وتطرق مسئولو الحلف إلى أهداف وآليات برنامج العلوم من أجل السلام والأمن الخاص بالناتو والتعاون البناء الذى يتم مع مصر فى إطاره فى مجال الكشف عن الألغام بتقنيات حديثة للغاية.
يذكر أنه كان قد تم الإعلان عن الحوار المتوسطي ما بين دول حلف شمال الأطلسي وسبع دول ليست عضوا في الحلف عام 1994 بهدف تأسيس علاقات جيدة وتفاهم ثنائى أفضل عبر البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب الترويج للأمن والاستقرار الإقليمي.