الثلاثاء 28 مايو 2024

التعاون الدفاعي والمخابراتي مع ليتوانيا يعزز فرص تمدد واشنطن في منطقة البلطيق

9-5-2019 | 08:02

تتجه واشنطن من خلال التعاون الدفاعي والمخابراتي لتعزيز وجودها فى منطقة البلطيق فى مواجهة النفوذ الروسى ، فقد انتهت جمهورية ليتوانيا ( إحدى دول البلطيق و جمهورية سوفيتية سابقة ) من صياغة إطار تعاون مشترك مع الولايات المتحدة فى الشئون الدفاعية و الاستخباراتية ، وينظر المراقبون فى موسكو بعين القلق إلى هذا التطور ، لا سيما و أنه أعقب توقيع اتفاق تعاون دفاعي فى أبريل الماضي بين الولايات المتحدة و ليتوانيا وهو الاتفاق الأول من نوعه الذي يتم إبرامه بين واشنطن ودولة من إقليم البلطيق . 

وينص إطار التعاون الذي تم التوصل إليه على " خارطة طريق " لشكل التعاون الليتوانى الأمريكى فى الفترة من 2019 و حتى 2024 ويشمل التعاون في مجالات الدفاع و التسلح و التخطيط الدفاعي من جانب و كذلك التعاون في مجالات الأمن و تبادل المعلومات الاستخبارية و مكافحة الإرهاب . 


ويأتي اتفاق التعاون الليتواني الأمريكي كثمرة أولى لتحرك قامت به الولايات المتحدة العام الماضي لمواجهة تمدد النفوذ الروسي في منطقة البلطيق و المزاحمة فيما تعتبره موسكو " مجالا حيويا لها " ففي نوفمبر الماضي ، بدأت واشنطن ما عرف بالحوار الاستراتيجي الأمريكي البلطيقي مع ثلاث من دول هذا الإقليم وهى ليتوانيا و استونيا و لاتفيا ( وهي جمهوريات سوفيتية سابقة ) ، واستهدفت واشنطن من هذا الحوار الاستراتيجي الوصول إلى اتفاقات تعاون للدفاع و الاستخبارات و مكافحة الإرهاب مع الدول الثلاث و جميعهم أعضاء في حلف شمال الأطلنطي. 

و جاء التوصل الى خارطة الطريق بين واشنطن و ليتوانيا نتاج جولات من التباحث بين كاترين ويلبيرجر القائم بعمل مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشئون الأمن القومى و روبرتس سامبروناء مدير السياسات فى وزارة الدفاع الوطني الليتوانية ، ويعد التدريب العسكرى المشترك أحد أبرز معالم خارطة طريق التعاون بين ليتوانيا والولايات المتحدة وبالإضافة إلى ذلك التعاون المشترك فى مجالات الأمن الرقمي والمشاركة في عمليات تدريبية تحاكى المعارك الحقيقية بصورة ثنائية أو متعددة الأطراف و تبادل الوفود المخابراتية و مسئولي أجهزة المعلومات من الجانبين الليتواني و الأمريكي ، كذلك تشمل خارطة الطريق تبادل المعلومات و الاستثمار في عمليات التدريب والتنفيذ المشترك لعمليات مكافحة الإرهاب و التطرف . 


وطبقا للبيانات الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية بنتاجون فقد استثمرت الولايات المتحدة قرابة 80 مليون دولار منذ العام 2014 في مشروعات للتعاون الدفاعي و الأمني مع ليتوانيا ، كما لم يغب عن هذا التعاون اعتبارات التجارة ، إذ باعت واشنطن أسلحة للجيش و قوى الأمن الليتوانية بقيمة 200 مليون دولار منذ هذا التاريخ .