أكدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، حرص مصر على المشاركة في الاجتماع السنوي لدول حركة عدم الانحياز، حيث تولي مصر أهمية كبري لدور الحركة في تناول التطورات في مجال الصحة العامة على مدار الأعوام السابقة، علاوة على بنود جدول أعمال جمعية الصحة العالمية الحالية، وفي مقدمتها موضوع التغطية الصحية الشاملة والتحضير للاجتماع السياسي رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة حول التغطية الصحية الشاملة، إضافةً إلى موضوع النفاذ للأدوية وخطة التحول في عمل المنظمة، والمرتبطة بإصلاح منظومة الأمم المتحدة، ودور المنظمة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، ومشروع ميزانية المنظمة للفترة 2010/2021.
جاء ذلك خلال مشاركتها، أمس، بأعمال الجمعية العامة لاجتماع وزراء صحة دول حركة عدم الانحياز، بحضور السفير علاء يوسف ممثلاً عن مصر، والدكتور محمد حساني مستشار الوزيرة للمبادرات الصحية، والدكتورة نيفين النحاس وعدد من شباب الأطباء، على هامش مشاركتهم بالدورة رقم 72 للجمعية العامة للصحة العالمية بمقر الأمم المتحدة بالعاصمة السويسرية، جنيف.
وأوضحت وزيرة الصحة، أن الحكومة المصرية تضع في مقدمة أولوياتها تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في القارة الأفريقية يأتي على رأس الأولويات التي تسعى الحكومة جاهدة لتحقيقها في القارة الأفريقية خلال رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، مشيرةً إلى العمل على تعظيم الاستفادة من دور منظمة الصحة العالمية في هذا المجال، وذلك في إطار البرنامج الاستراتيجي لعمل المنظمة للفترة 2019/2023 والذي يتضمن من بين محاوره الثلاثة الرئيسية تعزيز استفادة مليار شخص حول العالم من التغطية الصحية الشاملة.
وشددت وزيرة الصحة، على أهمية استمرار المنظمة في دورها الهام في تقديم المساعدة الفنية خاصةً للدول منخفضة ومتوسطة الدخل، مع العمل على زيادتها باستمرار في ضوء تصاعد التحديات التي تواجهها هذه الدول وصعوبة قيام الحكومات بشكل منفرد ببلوغ غايات تحسين الصحة العامة في ظل محدودية الموارد الوطنية ونقص الخبرات.
وأضافت وزيرة الصحة، أنه مع الاعتراف بالدور الهام الذي تقوم به المنظمة في تطوير الصحة العامة وتعزيز الاستجابة للأزمات والطوارئ الصحية في مختلف أنحاء العالم فإنه يجب تشجيع المنظمة على مواصلة تطوير جهودها في هذا المجال وتوفير التمويل اللازم لذلك، مع توخي الحرص التام نحو الحفاظ على الطابع الحكومي للمنظمة.
وتابعت وزيرة الصحة والسكان قائلةً إن قضية النفاذ للدواء والمعرفة التكنولوجية المرتبطة به تعد محورية في عملية تعزيز التغطية الصحية الشاملة ولا يمكن لجهود الحكومات ومنظمة الصحة العالمية أن تؤتي ثمارها دون العمل على تيسير إتاحة الدواء وتكنولوجيا الصحة لشعوب الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.
وذكرت وزيرة الصحة، أن العمل الجاد الذي تقوم به المنظمة في احتواء فيروس الإيبولا يستحق منا كل تقدير، خاصةً في ظل الظروف بالغة الصعوبة التي تعمل فيها فرق الإغاثة الإنسانية، من حيث تردي الأوضاع الأمنية، والصعوبات اللوجستية في الوصول لبعض المناطق الموبوءة، مؤكدةً الثقة في أن المنظمة -وفي إطار حزمة الإصلاحات التي تم تبنيها لتعزيز استجابتها للأزمات والطوارئ الصحية- قادرة على وقف انتشار هذا الوباء.
وقالت وزيرة الصحة، إن مصر تعرب عن قلقها لتدهور الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية، في ظل القيود المفروضة على عملية تنقل الفلسطينيين، والعوائق التي تبطئ الحصول على الأدوية واللقاحات والإمدادات الطبية، وكذلك التردي البالغ في الأوضاع الصحية في قطاع غزة من جراء الحصار الإسرائيلي منذ سنوات عديدة، وتواصل مصر تقديم كافة التسهيلات الممكنة لمساعدة مواطني القطاع عموماً، وفي المجال الصحي بشكل خاص، من حيث فتح معبر رفح الحدودي وإرسال المساعدات الطبية، ونتطلع إلى قيام كافة الدول الأعطاء في الحركة بتقديم الدعم للفلسطينيين في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة، مشيرةً إلى التأكيد على أهمية مواصلة التصدي لأي محاولات لتغيير وضعية بند الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على جدول أعمال الجمعية العامة.
ووجهت وزيرة الصحة الشكر لجمهورية فنزويلا، الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز، على تنظيم هذا الاجتماع مقدرةً الجهد الذي تقوم به فنزويلا لتحقيق أهداف الحركة خلال رئاستها.
واختتمت الوزيرة كلمتها متمنيةً لجميع وفود دول الحركة التوفيق خلال الاجتماعات الحالية للجمعية العامة، وتحقيق النتائج التي تسعى لتحقيقها خلال هذه الاجتماعات في مجال تطوير الصحة العامة.