ناشدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي البرلمان، اليوم الأربعاء، دعمها في خطتها الجديدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أن حزب المحافظين وأحزاب المعارضة المؤيدة لبريكست عارضت بشدة مسعاها الأخير للتوصل إلى تسوية لحل الأزمة السياسية المستمرة منذ أشهر.
وعشية تصويت بريطانيا في الانتخابات الأوروبية التي لم يكن يُتوقع أن تشارك فيها بعد ثلاث سنوات من الاستفتاء بشأن بريكست، دعت ماي النواب إلى التصويت على الخطة الجديدة مطلع يونيو حتى تتمكن البلاد من مغادرة الاتحاد الأوروبي هذا الصيف.
وفي كلمة أمام مجلس العموم قالت ماي "فرصة بريكست كبيرة جداً وتبعات الفشل خطيرة جداً ولا تحتمل اي تأجيل".
وأضافت "اذا رفضتم (الخطة) لن يعود أمامكم سوى الانقسام والمأزق".
وكان النواب البريطانيون رفضوا اتفاق بريكست ثلاث مرات.
وسبق أن قالت ماي إنها ستقدم استقالتها بعد فترة قصيرة من طرح الإجراءات التي اقترحتها على التصويت في مطلع الشهر المقبل، مهما كانت النتيجة.
وعرضت ماي الثلاثاء مجموعة من "إجراءات التسوية" التي تهدف إلى الحصول على دعم النواب من حزب العمال المعارض تضمنت منح البرلمان فرصة التصويت على اجراء استفتاء ثان على البريكست.
إلا أن زعيم حزب العمال جيريمي كوربن قال: "لا يمكن أن ندعم مشروع القانون هذا لأن ذلك بشكل أساسي هو إعادة صياغة لما تمّت مناقشته سابقاً".
وأضاف أن "الكلمات تغيرت لكن الاتفاق لم يتغير".
وكان حزبه انسحب من محادثات حول بريكست مع حزب المحافظين استمرت أسابيع، بسبب ما قال انه عدم استعداد الحكومة للتوصل إلى تسوية.
ووسط المعارضة القوية من زملاء ماي في حزب المحافظين للخطوة الجديدة، قال إيان بلاكفورد زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي في وستمنستر أن رئيسة الوزراء "لا تخدع سوى نفسها".
وأضاف "حزبها لا يريد اتفاقها (...) لقد انتهى وقتها".
وفي مؤشر على حجم الغضب داخل حزبها، ألمح وزير البيئة المؤيد لبريكست مايكل جوف إلى أن التصويت المقرر في الثالث من يونيو قد لا يحصل.
وقال زعيم "حزب بريكست" نايجل فاراج أمام تجمع انتخابي أخير الثلاثاء إن "الأمر بات الآن أبعد بكثير من الخروج من الاتحاد الأوروبي. إنها مسألة أكبر وأعمق متعلقة بالديمقراطية".
وأضاف "إذا حققنا فوزاً كبيراً الخميس، سنقضي على أي احتمال أن يفرض البرلمان علينا إجراء استفتاء ثان لأنهم يعلمون أنهم سيخسرون!".