قال
زعيم حزب بريكست البريطاني، نايجل فراج، إن مهمة حزبه في إعادة تشكيل سياسات المملكة
ابتدأت للتو ولا يزال أمامها شوط طويل.
وفي
مقال بصحيفة التلجراف، رأى فراج أن السياسات في بريطانيا تشهد تحولا دراماتيكيا سريعا
لا تخطئه العين، سواء أقرّ بذلك الحزبان الرئيسيان (المحافظين الحاكم والعمال المعارض)
أم لا.
ونوه
زعيم بريكست عن مكاسب انتخابية وشعبية حققها حزبه الذي لم يتجاوز عمره ثمانية أسابيع،
مستشهدا بنتائج استطلاع رأي أجراه مركز يوجوف عن توجهات الناخبين البريطانيين، وإلى
انتخابات البرلمان الأوروبي قبل أسبوعين، وإلى انتخابات فرعية على مقعد مدينة بيتربورو
شرقي انجلترا في البرلمان البريطاني، أمس الخميس.
وكانت
النائبة العمالية عن بيتربورو في البرلمان قد عُزلت بعد سجنها لارتكابها مخالفة مرورية.
وفي سباق الخميس كاد مرشح حزب بريكست أن يحرز أول مقعد له في برلمان المملكة المتحدة
لولا تفوق المرشحة العمالية بفارق ضئيل، فيما حل المنافس من حزب المحافظين الحاكم في
المركز الثالث.
وقال
فراج في التلجراف إن حزبه الصاعد في غضون ثمانية أسابيع فقط من ولادته استطاع نسْف
ما كان يُنظر إليه في الماضي على أنه ثوابت سياسية، وإن هذه ليست سوى مجرد بداية.
ونوه
فراج عن أن بريطانيا ستشهد في الأسابيع القليلة المقبلة حشدا من مرشحي حزب المحافظين
المتنافسين على القيادة ممن سيؤكدون للناس خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي وفاءً بالوعد
في ميقاته المحدد يوم 31 أكتوبر المقبل.
وأكد
فراج بدوره أن هذا التاريخ (31 أكتوبر) سيتضخم في وعي العامة على مدى الأشهر القليلة
المقبلة؛ وفي حال لم يتم الوفاء مرة أخرى بوعد الخروج (بريكست) في هذا الموعد، فلن
يخطر على بال أحد ما سيحققه الحزب الصاعد (بريكست) من مكاسب جماهيرية وبالتالي انتخابية
في المستقبل.
ورأى
فراج أن بزوغ حزب بريكست كالشهاب، على حد تعبيره، في سماء المملكة المتحدة ترك الملايين
من الناخبين المحافظين في ورطة؛ إذ بات التنافس الحقيقي على العديد من المقاعد البرلمانية
منحصرا بين حزبي العمال وبريكست، تماما كما حدث في الانتخابات الفرعية على مقعد مدينة
بيتربورو أمس الخميس.
وقد
بات واضحا أمام الناخبين، بحسب فراج، أن التصويت لصالح المحافظين يعني أن المقعد البرلماني
سيذهب لحزب العمال وعلى رأسه جيريمي كوربين مما يعني التصويت لاستفتاء ثان؛ بمعنى آخر:
"الشيء الوحيد الذي لن يحصل عليه المصوتون لصالح المحافظين هو الخروج الواضح لبريطانيا
من الاتحاد الأوروبي".
وقال
زعيم بريكست إن المرشحين المتنافسين على قيادة المحافظين الحاكم سيصرون على جدارتهم
بالثقة في قدرتهم على الوفاء بـبريكست؛ ولكن بعد تأكيد تيريزا ماي 108 مرات على أن
"الخروج يعني الخروج" وفي 29 مارس – بعد ذلك لماذا يصدق الناخب البريطاني
ما سيقوله هؤلاء المرشحين؟
وتابع
فراج قائلا: إنه وبينما يمزق الحزبان الرئيسيان (المحافظين والعمال) نفسيهما حول بريكست،
فإن الحزب الصاعد سيعقد يوم الأحد الموافق الثلاثين من يونيو الجاري أول مؤتمر وطني
له تحت عنوان "الرؤية الكبرى" وذلك في مقر المركز الوطني للمَعارض في برمنجهام.
وقال
فراج إن هذا المؤتمر سيشهد وضع استراتيجية الحزب لخوض انتخابات عامة، فضلا عن الكشف
عن أول 100 مرشح للحزب.
ووصف
زعيم بريكست النظام السياسي البريطاني القائم بأنه لا يمثل الناخبين، وقال إنه دشن
حزبه الصاعد بالتزام: "تغيير السياسات للأفضل"، وتحدي الطبقة السياسية المنعزلة
عن جمهور الناخبين، واستبدال النظام القديم الثنائي الحزب، والدفع صوب إصلاح ديمقراطي
جذري في النظام السياسي للبلاد.