استقبل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم 11 يونيو، "جيمس جيفري"، الممثل الخاص للولايات المتحدة المعني بالأزمة في سوريا والذي يقوم حالياً بزيارة إلى القاهرة.
وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن اللقاء شهد تناول أخر تطورات الأزمة السورية والجهود والاتصالات الجارية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية لها، حيث عرض "جيفري" لنتائج الاتصالات التي يضطلع بها مع مختلف الأطراف، سواء فيما يتعلق بالجوانب السياسية للأزمة أو جوانبها الأمنية، مشيراً إلى حرص بلاده في هذا الإطار على التعرف على رؤية الجامعة العربية تجاه تطورات الأزمة وسبل التعامل معها، خاصة في ظل التعقيدات المختلفة التي تشهدها، وتداخل العديد من الأطراف الإقليمية والدولية في أبعادها المختلفة، وأيضا وجود مصلحة مشتركة لكافة الأطراف التي ترغب في عودة الاستقرار إلى سوريا في تصفية وإنهاء كافة نشاطات الجماعات والتنظيمات الإرهابية على الأرض السورية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن أبو الغيط حرص بدوره على تأكيد ترحيبه بالتواصل مع الجانب الأمريكي في هذا الصدد، أخذا في الاعتبار أن الأزمة السورية هي في الأساس أزمة عربية، وأنه حرص شخصيا منذ تولى مهام منصبه على إعادة تنشيط دور الجامعة العربية في التعامل معها. وجدد الأمين العام الإشارة إلى ثوابت الموقف العربي من الأزمة في سوريا وعلى رأسها ضرورة الحفاظ على الوحدة الإقليمية للأرض السورية، وأهمية احترام السيادة السورية، و العمل على تحقيق تسوية سياسية بين الأطراف السورية تتأسس على مقررات مؤتمر "جنيف 1"، ومخاطبة آمال وطموحات كافة أبناء الشعب السوري باعتبارهم أصحاب الحق الأصيل في تقرير مستقبل بلدهم، وذلك بما يكفل الوقف الكامل لنزيف الدماء الذي طال مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري على مدى السنوات الثماني الأخيرة.
وأشار عفيفي إلى أن الأمين العام حرص أيضاً على أن ينبه في هذا الخصوص إلى الأبعاد والتداعيات السلبية لاستمرار التدخلات الخارجية في الأزمة السورية، خاصة وأن هذه التدخلات كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء إطالة أمد الأزمة وتعقيدها بحيث أصبحت أكبر وأوسع الأزمات الدولية نطاقا خلال السنوات الأخيرة. ونوه أبو الغيط إلى خطورة التدخلات الإيرانية والتركية على وجه التحديد، بما في ذلك ما يتعلق بالمسعى التركي لإقامة ما يسمى بمنطقة آمنة في شمال سوريا ومنطقة إدلب، وهو ما يؤثر على الوحدة الإقليم السوري ويمثل انتهاكاً في ذات الوقت للسيادة السورية، مع التأكيد في ذات الوقت على رفض أية صورة من صور التدخل الإسرائيلي في أية ترتيبات تتعلق بمستقبل الأوضاع في سوريا، ومع الأخذ في الاعتبار استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الأرض السورية.