أكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي ، :"أن الوضع في ليبيا ما زال للأسف مترديا، وهناك عمل كبير يجب القيام به لدى الفرقاء الليبيين، مشيرا إلى أن تواصل الحرب والمواجهات العسكرية في ليبيا ستكون له عواقب وخيمة، ليس فقط على أهالي مدينة طرابلس والشعب الليبي، وإنما أيضا على كامل المنطقة".
وقال الجهيناوي - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وغسّان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، عقب لقائهما الذي تم اليوم بمقر وزارة الخارجية-
إن اللقاء جاء لإعطاء صورة واقعية حول الوضع في ليبيا، وكذلك حول الجهود الكبرى لوقف إطلاق النار في ليبيا، واسترجاع حظوظ المسار السياسي في البلد الشقيق.
ونوه بأهمية عودة دور الأمم المتحدة، نظرا لأنها المظلة الوحيدة التي تمكن الشعب الليبي من التوجه نحو الحل السياسي، واسترجاع حظوظه في الاستقرار، على غرار كافة الشعوب.
ولفت الجهيناوي، إلى اللقاء المهم الذي جمعه أول أمس بصبري بوقدوم وزير الشؤون الخارجية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وسامح شكري وزير خارجية جمهورية مصر العربية، والذي نتج عنه بيان مشترك، تم التأكيد خلاله على التزامهم بالعمل سويا، من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وإقناعها بوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، وأنه لا حلّ عسكريا للأزمة الليبية، وأيضا أهمية الحفاظ على المسار السياسي ودعمه كسبيل وحيد لحل الأزمة الليبية تحت رعاية الامم المتحدة ومن خلال بعثتها إلى ليبيا.
من جهته، قال غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، إن الوضع في المجلس الدولي ليس مثاليا، ويشوبه قدرا من الانقسام والتنافر بين الأطراف الفاعلة في النظام الدولي، ولكن على الدول الأخرى أن تدفع للأفضل، مؤكدا أن الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية تونس ومصر والجزائر خطوة مهمة، ودول الجوار لديها مصالح حيوية للوصول إلى الاستقرار في ليبيا.
وأكد غسان، أن الوضع في ليبيا تراجع كثيرا في الفترة الأخيرة، رغم العديد من اللقاءات التي حصلت سابقا بين الفرقاء للعودة للاستقرار، ولكن التدخل العسكري عقد الوضع.
وأوضح أن العملية السياسية لا يمكن أن تستمر في ليبيا مثلما كانت بعد الاشتباكات والتدخل العسكري، الذي أودى بحياة 670 قتيلا وأكثر من 3 آلاف جريح و91 ألف نازح، لافتا إلى أن هناك جهودا للبعثة الأممية لنقل الليبيين وتأمين دراسة الطلاب ووضعهم في أماكن أكثر أمانا من تلك التي تشكل خطرا على حياتهم، مبينا أن كل هذا لا يكفي أذ يجب عودة الحوار السياسي في ليبيا، وأن الحوار هو الكفيل بإخراج ليبيا من المأزق الذي تمر به.