تنطلق غدا
في العاصمة الروسية موسكو فعاليات اجتماعات (2+2) بين وزيري الدفاع والخارجية في
الجانبين المصري والروسي، وهي اللقاءات التي وصفها خبراء بأنها تأكيد للشراكة
الإستراتيجية بين الدولتين، وتستهدف توحيد الرؤى والمواقف وتطوير التعاون الثنائي
في كافة المجالات، موضحين أن الدولتين يربطهما علاقات قوية وهناك العديد من
المشروعات القومية الكبرى التي تنفذ في مصر كأحد أوجه التعاون بين البلدين.
وغادر الفريق
أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والسفير سامح
شكري وزير الخارجية، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة، في زيارة رسمية لجمهورية روسيا
الاتحادية، لحضور اجتماعات بصيغة (2 + 2) بين الجانبين المصري والروسي.
وتستهدف الزيارة
بحث أوجه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في العديد من المجالات، ومن المقرر حضور
القائد العام للقوات المسلحة المنتدى الدولي العسكري/ الفني (الجيش - 2019)، وتشهد
الزيارة إجراء عدة مباحثات مع كبار المسؤولين بوزارة الدفاع الروسية، لمناقشة عدد من
الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء علاقات الشراكة والتعاون العسكري بين
القوات المسلحة في البلدين.
الشراكة الإستراتيجية بين البلدين
اللواء سمير
فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، قال إن مباحثات 2+2 بين وزيري الدفاع والخارجية
في مصر وروسيا تكتسب أهمية كبرى في ظل العلاقات الوطيدة والشراكة الإستراتيجية بين
البلدين، مضيفا إن روسيا لها دورا كبيرا في الملف السوري باعتبارها لاعبا هاما في المنطقة
وسيكون هذا أحد القضايا المطروحة في المباحثات.
وأوضح فرج،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر وروسيا يستهدفان حل الأزمة الليبية التي
تمثل جزءا من الأمن القومي لمصر، حيث أنهما يتفقان في الرؤية لحل المشكلة هناك والقضاء
على الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار الليبي، مؤكدا أن أمن باب المندب والتهديدات
التي يتعرض لها أيضا أحد الملفات الهامة في المباحثات، إلى جانب التهديدات التركية
لشمال المتوسط ومحاولاتها التنقيب عن الغاز في المياه الاقتصادية لقبرص.
وأكد أن الجانب
الثنائي أيضا أحد المحاور البارزة في المباحثات حيث أن مصر وروسيا بينهما تعاون عسكري
وتدريبات مشتركة وصفقات للتسليح، مضيفا إن المباحثات بين وزيري الدفاع والخارجية في
القاهرة وموسكو مهمة وتخدم قضايا الأمن القومي المصري.
وأشار إلى
أن العلاقات المصرية الروسية خلال الخمس سنوات الماضية تطورت بشكل كبير وتعتبر في أوج
حالاتها، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سبع مرات
خلال تلك الفترة، والدولتان يتفقان في وجهات النظر بشأن معظم القضايا في المنطقة فضلا
عن التعاون الثنائي بينهما في كافة المجالات مما يؤكد عمق العلاقات.
وأضاف إن مشروع
محطة الضبعة النووية من أبرز المشروعات المشتركة بين مصر وروسيا، كما أن العلاقات المصرية
الروسية عادت بقوة بعد رفع الحظر عن بعض المحاصيل الزراعية المصرية لروسيا، مشيرا إلى
أن ملف عودة الطيران الروسي العارض إلى المدن السياحية المصرية سيتم حله قريبا حسب
تأكيد المسئولين الروس.
تطوير التعاون
ومن
جانبه، قال اللواء محمد زكي الألفي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الاجتماعات
التي ستعقد غدا في موسكو بين وزيري الدفاع والخارجية في كل من مصر وروسيا والمعروفة
باسم مباحثات (2+2) هي الدورة الخامسة لهذه اللقاءات في إطار التشاور المصري الروسي
لبحث عددا من الموضوعات أهمها الارتقاء بالعلاقات الثنائية.
وأوضح الألفي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه المباحثات تبحث أوجه التعاون في شتى المجالات
السياسية والاقتصادية والثقافية، وتستهدف التأكيد على عمق ومتانة العلاقات الثنائية
بين البلدين وتطويرها على كافة الأصعدة، ومتابعة تطورات المشروعات التي تقام في مصر
حاليا كالمنطقة الصناعية في شرق التفريعة في بورسعيد أو محطة الضبعة النووية.
وأكد أن المباحثات
ستعمل على توحيد الرؤى والمواقف حيال القضايا الإقليمية والعربية الراهنة، مضيفا إن
العلاقات المصرية الروسية عميقة وقوية وقديمة، وكانت موسكو شريك للقاهرة في بناء السد
العالي وإعادة تسليح القوات المسلحة المصرية بعد حرب 1967، واستمرار وتنمية هذه العلاقات
في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة أمر ضروري.
توحيد الرؤى والمواقف
ومن
جانبه، قال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن اجتماعات
وزيري الدفاع والخارجية في الجانبين المصري والروسي غدا هي اجتماعات دورية طبقا لم
تم الاتفاق عليه في إطار الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، مضيفا إن الأوضاع
الإقليمية تستلزم المتابعة الدقيقة والحثيثة لكل ما تشهده المنطقة.
وأوضح
العمدة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه المباحثات تعمل على استعراض وتوحيد
الرؤى والمواقف بين البلدين لآخر المستجدات الراهنة كالأوضاع في اليمن أو ليبيا أو
السودان أو سوريا، مضيفا أن المباحثات ستعمل على بحث كل القضايا ذات الاهتمام المشترك
والتفاهم بشأنها.
وأكد أن
المباحثات ستعمل على تعميق التعاون الثنائي في كافة المجالات العسكري والسياسي
والاقتصادي وكذلك مواجهة التحديات المشتركة، مضيفا إن البلدين بينهما مصالح مشتركة
وتدريبات عسكرية واستثمارات إلى جانب عدد من المشروعات الكبرى التي تنفذها روسيا
على أرض مصر وأبرزها مشروع الضبعة والمنطقة الصناعية في قناة السويس.
وأضاف إن
هناك نقاط تلاق في وجهات النظر وأوجه اتفاق بن البلدين بما يوجب المتابعة الدورية
عبر هذه اللقاءات في إطار الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.