الجمعة 17 مايو 2024

خط نجدة الطفل يتلقي لأول مره بلاغات الأباء لحماية بناتهم من الختان

أخبار4-7-2019 | 12:28




شاركت الدكتورة عزة العشماوي،الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والامومة، فى ندوة نظمها النشاط الثقافي بدار الأوبرا المصرية مساء أمس الأربعاء بعنوان احميها من الختان.


جاء ذلك بحضور الفنانات القديرات سميحة أيوب وسميرة عبد العزيز و مديحة حمدي وتحدثن عن حاجتنا كمجتمع لقوة الفن الناعمة لنشر الوعي وثقافة الجمال والاخلاق بين المواطنين.


ويأتي ذلك في اطار الحملة التي اطلقتها اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الاناث في 13 يونيو الماضي تزامنا مع اليوم الوطني للقضاء على تلك الظاهرة السلبية والتي تتزامن مع ذكرى مقتل الفتاة بدور في عام 2007 اثناء عملية ختان تعرضت لها.


وأكدت "العشماوي" خلال كلمتها أثناء الندوة أنه في إطار الجهود المبذولة من اللجنة الوطنية للقضاء علي ختان الإناث التي تم تشكيلها برئاسة المجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للمرأة ومنظمات المجتمع المدني والخبراء المعنيين ، أطلقت اللجنة حملة " شهر بدور " والتي بدأت من يوم 13 يونيو وتستمر الي 14 يوليو 2019  في جميع محافظات الجمهورية ، وكذلك تم عقد المؤتمر الإقليمي للقضاء علي زواج الأطفال وختان الإناث بمشاركة 30 دولة إفريقية ، تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية مما يؤكد أن هناك إرادة ودعم من القيادة السياسية للقضاء علي ختان الإناث في مصر.


وأشارت "العشماوي" إلي أن الطفلة المصرية لها حقوق كفلتها الإتفاقيات والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية متمثلة في الدستور المصري وقانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 وقانون العقوبات الذي غلظ عقوبة تشويه الأعضاء التناسلية للأنثي " ختان الإناث " لتصبح جناية وليس جنحة ، مشيرة إلي أن الممارسات الضارة التي تتعرض لها الطفلة مثل ختان الإناث وزواج الأطفال أو حرمانها من التعليم يدمر مستقبلها وتجعلها عليلة هي وأسرتها المستقبلية مما يؤثر سلبا علي بناء المجتمعات ، وأن عفت البت من التربية وتنمية مهارتها ودعم أفكارها وإتاحة الفرصة لها للتعبير عن آرائها .


وقالت "العشماوي" خلال كلمتها ان الدستور والقوانين المصرية كفلت كافة الحقوق للفتاة والمرأة وجرمت تلك العادة بل و شددت العقوبة فيها بتوصيفها كجناية عقوبتها السجن لمدة تتراوح بين ٣-٧ سنوات.


وأضافت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة إن احتفالنا بيوم 14 يونيو والذي واكب وفاة الطفلة بدور والتي قتلت جراء عملية ختان إناث علي يد طبيبة بمركز مغاغة محافظة المنيا عام 2007 ، يجعلنا ندق ناقوس الخطر لنحمي فتياتنا من هذه العادات والممارسات الضارة التي يتعرضن لها ، والتي تعتبر خرقا وإنتهاك جسيم لحقوق الطفلة المصرية ، مشيرة الي أنه منذ إنطلاق حملة " شهر بدور " ومن خلال متابعتنا للبلاغات الواردة علي خط نجدة الطفل 16000 أتضح أنه ولأول مرة يقوم الاباء والإخوة الذكور أنفسهم بالإتصال بخط نجدة الطفل للتعرف علي أضرار عادة ختان الإناث وهو مايعكس أهمية الدور الفعال للحملات في إحداث وعي حقيقي لدي المواطنين ، وجاءت بعض البلاغات علي خط نجدة الطفل من فتيات يبلغن أن صديقاتهن سيتعرضن لهذه الممارسة الضارة .


ولفتت " العشماوي" الى أن تلك المكالمات تضمنت بلاغات عن مراكز واطباء يقومون بالختان وتم احالتها جميعها للنيابة التي تولت التحقيق واتخاذ اجراءات غلق تلك المراكز والعيادات في حال ثبوت التهمة واحالة المتهمين للمحاكمة. 


وأشادت "العشماوي" بدور وسائل الإعلام، خاصة إذاعة القرآن الكريم في بث التنويهات الخاصة بالحملة ، وكذلك القنوات التليفزيونية ، وأهمية الدور الهام والفعال لوسائل التواصل الإجتماعي بإعتبارها من القوي الناعمة في دعم وتأييد ومناصرة القضايا المجتمعية الشائكة ، وطالبت الفنانات الحضور بضرورة توجيه رسائل قوية للقضاء علي عادة ختان الإناث من خلال الأعمال الفنية والحملات الإعلانية التوعوية التي يشاركون فيها ، أسوة بحملة الفنانة القديرة كريمة مختار لمعالجة جفاف الأطفال والتي مازالت محفورة في أذهاننا حتي الآن وساهمت بشكل كبير في خفض نسب وفيات الأطفال. 


ومن جانبه أشار الدكتور نبيل أبادير عضو المجلس القومي للمرأة أن العادات التي تمارس في المجتمعات تصبح جزء من حياتهم ويعتقد البعض أنه لايمكن التخلي عنها ، وهذا ما نواجهه الآن عند مواجهة ختان الإناث بالإضافة إلي أن نظرة المجتمع إلي المرأة بإعتبارها الكائن الأضعف ومن ثم تمارس عليها كافة أشكال العنف ، كما أن البعض أتخذ المدخل الديني زريعة لإقناع المجتمع بضرورة إجراء ختان الإناث وهو مانعاني منه أئناء حملات التوعية التي نقوم بها ، موضحا أن الختان تدخل سافر في خليقة الله الجميلة ، وأن القوانين فقط لا تعد رادعا لمثل هذه العادات ولكنها تدعم وتساند الجهود المجتمعية في القضاء علي هذه الممارسات. 

 

كما أكد الدكتور نبيل أبادير خلال الندوة أن تغيير السلوك والثقافة يستلزم سنوات لابد فيها من العمل من خلال التعليم والتربية واستعادة الدولة لدورها المؤسسي مشددا على أن أهمية القانون ليست في اصداره ولكن في تطبيقه لانه جزء أساسي من إعادة صياغة مفاهيم المجتمع. واضاف أن ختان الإناث عادة قديمة متوارثة لا علاقة لها بأي عقيدة دينية...ولكن رجال الدين لم يعارضوها ولم يسعوا الى رفضها خوفا من التغيير المجتمعي وإثارة التوتر  فدعموا فكرة ان المرأة هي سبب الغواية وعليها ان تتحمل تبعات ذلك.


وقالت الكاتبة نشوى الحوفي خلال إدارتها للندوة ان المجتمع المصري يواجه اليوم ختان العقول قبل ختان الإناث واننا بحاجة الى اعادة فتح الباب امام التفكير بالمنطق والأدلة لتجديد الفكر والخطاب الديني والمجتمعي و التعامل مع المرأة والرجل كإنسان دون أي تمييز، مشيرة إلى أن المجتمع حمل الفتاة المسؤلية عن  التحرش لسنوات طويلة بفكر خاطيء، ولذا نواجه اليوم ظاهرة ختان الإناث لمنح الفتاة ارادة ادارة قرارات حياتها بأمان.


وعرضت الدكتورة  زينب النجار عضو المجلس القومي للمرأة تجربة مناهضة عادة ختان الإناث في حي الأسمرات والتي جاءت من خلال الوحدات الصحية وتوعية السيدات بالأضرار البدنية والنفسية التي سيتعرض لها بناتهن من إجراء هذه العادة الضارة ، حتي أصبحت الأسمرات  من ختان الإناث وذلك نشر مفاهيم الصحة النفسية والجسدية واقناع الامهات بضرورة التوقف عن التحرش النفسي ببناتهن وعدم تمييزهن في المعاملة و منحهن الامان، مشيرة الى ان نساء الاسمرات كن بحاجة لادراك ثقافة الجمال التي فرضها عليهن المكان بعد انتقالهن من العشوائيات. وهو ما استلزم توعيتهن بمخاطر قضايا كثيرة لحماية بناتهن.


وأثنت الفنانة  مديحة كامل علي دور المجلس القومي للطفولة والأمومة في التواصل الفعال مع الجمهور حيث سبق وأن شاركت مع المجلس في العديد من الفعاليات في القري المختلفة وأتضح أن الفنان له دور هام في التأثير المباشر علي الجمهور وطالبت بضرورة تكاتف كافة الجهود لحماية حقوق الفتيات والحد من الإنتهاكات الجسيمة التي يتعرضن لها .


 وحملت الفنانة سميحة أيوب الكتاب مسئولية تضمين أعمالهم الفنية رسائل غير مباشرة للتوعية من مثل هذه الممارساة الضارة التي تؤثر سلبا علي تقدم ونمو المجتمع .


وناشدت الفنانة  سميرة عبدالعزيز عضو اللجنة الوطنية للقضاء علي ختان الإناث بضرورة مخاطبة التليفزيون المصري ووزير الثقافة لإنتاج أعمال هادفة تحمي المجتمع من أخطار هذه الممارسات الضارة حيث أن التليفزيون سلاح هام موجود في كل مكان مما يساهم في نشر الرسائل بشكل سريع