عيد جديد عم وزارة الآثار المصرية بالأمس، بعدما افتتحت هرم سنفرو بدهشور والمعروف بالهرم المنحني أو "المنكسر الأضلاع" أو "الهرم الجنوبي بدهشور"، كما أنها أذاعت للعالم عن كشف أثري جديد، الأمر الذي يصب في صالح الاقتصاد المصري بشكل عام، والسياحة المصرية وجه خاص.
يقول عماد محمود، خبير الآثار المصرية، إن الهرم المنحنى، يقع في منطقة دهشور بالجيزة، والتي تقع على بعد 11 كم إلى الجنوب من سقارة، ويُمثل الهرم المرحلة قبل الأخيرة من مراحل تطوير المقبرة الملكية، وصولًا بها إلى الشكل الهرمي الكامل.
أضاف "محمود" في تصريحات خاصة، أن انكسار الهرم وتواجد زاويتان له جاء نتيجة الخطأ في تقدير الزاوية التي جاءت كبيرة إلى حد كبير، الأمر الذي اضطر المهندسين إلى تغيير الزاوية عند منتصف الهرم تقريبًا، ليبدو وكأنه هرم مبني فوق مصطبة، لافتًا إلى أن ميل الزاوية الأولى 54 درجة، حتى ارتفاع 49 والثانية 48 درجة حتى ارتفاع 52م.
وللهرم مدخلان الأول في الناحية الشمالية على ارتفاع 12 م، يؤدي إلى ممر هابط بطول 79.5، ومنها إلى صالة عرضية ذات سقف جمالوني، ثم ممر غير منتظم تؤدي الجهة اليمنى منه إلى المدخل الغربي للهرم، أما الجهة اليسري فتؤدي الي غرفه الدفن غير المكتملة السقف والتي يوجد بها دعامات خشبية من خشب الأرز المستورد من لبنان، وإلى الجنوب من الهرم، يتواجد هرم صغير والذي يُعرف بهرم العبادة أو هرم "الكا" أي "القرين".
ولأول مرة يتم افتتاح هرم سنفرو المنحني وهرم الكا العقائدي الخاص به للجمهور منذ عام ١٩٦٥، أي منذ 54 عامًا كما أكد خالد العناني، وزير الآثار، موضحًا أن الهرم المنحني يمثل مرحلة انتقالية في عملية بناء الأهرامات، بين هرم زوسر المدرج وهرم ميدوم والهرم الأحمر الذي بناه الملك سنفرو في جهة الشمال من دهشور أيضاً بعد اكتشافه أن الهرم المنحي مائل.
حفائر أثرية واكتشافات
وشهد الهرم العديد من أعمال الحفائر كان أولها عام 1839 على يد البريطانيين برنج وفيز، حيث قاما بتنظيف الأجزاء الداخلية للهرم، ثم عام 1894 و 1895 جاءت بعثة "دى مورجان" وهي أول بعثة علمية تقوم بعمل حفائر في المنطقة.
وفي عام 1945 تمكن المهندس عبدالسلام حسين من الكشف عن اسم الملك سنفرو، مكتوبا أكثر من مرة مع العلامات التى كان يكتبها عمال المحاجر على الكتل الحجرية للهرم وخاصة تلك الموجودة فى أركانه,
وفي عام 1951 استطاع عالم الأثار الدكتور أحمد فخري باكتشاف المدخل الغربي للهرم أثناء أعمال تنظيف كل الممرات الداخلية له كما قام بتنظيف جزء من الطريق الصاعد المؤدي إلى معبد الوادي.
وتم اكتشاف هرم "الكا العقائدي" بواسطة الدكتور أحمد فخري عام 1956 ويبعد حوالي 55 مترا من منتصف الضلع الجنوبًي للهرم المنحني ومدخله من الناحية الشمالية عبارة عن ممر هابط بطول 25 م يؤدي إلى غرفة الدفن ذات السقف الجمالوني، وقد تم غلق هذا الهرم منذ اكتشافه حتًي تم فتحه اليوم للزائرين، وقام فريق المرممين بوضع سلم خشبًي ونظام للإضاء داخل الهرم.
فريق عمل الترميم
أما عن القائمين بالترميم، يقول قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن أعمال ترميم وتطوير كل من الهرم المنحني وهرم الكا تمت بواسطة قطاع المشروعات بالوزارة، لافتًا أنها تضمنت عمل سلالم داخلية وخارجية ومشايات لتسهيل حركة الزوار داخلهما، كما تم عمل شبكة للإضاءة داخل وخارج الهرمين، بالإضافة إلى الانتهاء من كافة أعمال الترميم الدقيق من تقوية وتدعيم لبعض أحجار الممرات وترميم غرفة الدفن بالهرم المنحني.
وأعلن وزير الآثار المصري خالد العناني، يوم السبت، عن كشف جديد بمنطقة دهشور في محافظة الجيزة، يحتوي على عدد من المعالم الأثرية، حيث يتألف الكشف الجديد الذي يقع جنوب شرقي هرم "أمنمحات الثاني" في دهشور، من جدار أثري متعرج يمتد بطول 60 مترا تقريبا باتجاه الشرق، ويعتبر هذا الجدار أحد العناصر المعمارية الهامة في عصر الدولة الوسطى.
كما أعلنت الآثار أنه تم العثور أيضا على عدد من التوابيت الحجرية والفخارية والخشبية التي يوجد بداخل بعضها مومياوات في حالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى عدد من الأقنعة الخشبية بعضها غير مكتمل.
وعن هذا الكشف الأثري، يقول "وزيري"، أن البعثة الأثرية بدأت أعمال الحفائر بالموقع منذ شهر أغسطس من العام الماضي 2018، واستمرت حتى أبريل الماضي، مشيرا إلى أن اختيار البعثة لعمل حفائر في هذا الموقع يرجع إلى ظهور بعض الكتل الحجرية الكبيرة الحجم وكذلك ظهور بعض كسرات الحجر الجيري والجرانيت مما يدل على وجود دفنات أثرية في تلك المنطقة.
انتعاش السياحة
وكما كان الافتتاح عيدًا للآثار، كان ذلك الأمر أيضًا للسياحة، الأمر الذي أكده علي غنيم، رئيس مجلس إدارة غرفة السلع والعاديات السياحية،ب الاتحاد المصري للغرف السياحية، ويقول إن افتتاح هرم سنفرو والمعروف بالهرم الأحمر، الذي تم، سيكون له أثر إيجابي على النشاط السياحي المصري.
أضاف "غنيم"، في تصريحات خاصة أدلى بها لـ"الهلال اليوم"، أن أي افتتاح أثري يتم بمصر، له مردود إعلامي كبير بالخارج، حيث أنه يدل تغيير الصورة الذهنية عن مصر، واثبات أن تمتع مصر تتمتع بالاستقرار والأمن والأمان عكس ما كان متواجد قبيل ثورة 30 يوليو.
أشار رئيس مجلس إدارة غرفة السلع والعاديات السياحية، أن الانطباع الجيد عن مصر يعمل على زيادة المعدلات السياحية الوافدة بمصر، إضافًة إلى رواج الحركة بالعاديات السياحية.