تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، حيث شهد الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، كما شهد الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات العسكرية والمعهد الفني، وألقى كلمة بهذه المناسبة، وأيضا بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو 1952
ونعى رئيس الجمهورية التونسية، واستقبل كل من وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، ووزير الطاقة الأمريكي، ووزير الخارجية الإثيوبي، والوزراء رؤساء الوفود المشاركين في الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى غاز شرق المتوسط.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بحضور الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة؛ وذلك بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.
حضر الاحتفال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول محمد زكي واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وألقى اللواء الدكتور أحمد إبراهيم مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة كلمة، أكد فيها عزم الخريجين الجدد من طلبة كلية شرطة على تحقيق التضحيات فداء للوطن فخورين بحمل الأمانة وشرف الرسالة، مضيفا إنها لحظات فارقة تلك التي يجني فيها المجتهدون ثمار جهدهم في يوم يسجل عيدا سنويا لأكاديمية الشرطة حيث يحرص خلاله الرئيس السيسي على مشاركة الأبناء من الضباط الجدد فرحة تخرجهم من شباب تم إعداده بحرص وعناية على مبادئ العمل الوطني فأصبحوا جندا وطنيا لمصر وشعبها.
وأضاف أنه اتساقا مع ما يفرضه الواقع الأمني من ضرورة تبادل الخبرات، تم اعتماد التدريب المشترك بين طلبة كلية الشرطة والكلية الحربية حتى يتحقق التناغم المطلوب بين طلبة الكليتين ليقفا سويا جنبا إلى جنب في خندق واحد لاقتلاع جذور الإرهاب وترجمة لهذا التعاون، يسجل التاريخ في صفحاته مشاركة طلبة الكلية الحربية احتفال طلبة كلية الشرطة بيوم تخرجهم، مشيرا إلى أن هذا العام شهد قبول دفعة من الحاصلين على شهادة ليسانس في الحقوق بكلية الشرطة يشاركون زملاءهم في حضور حفل تخرجهم .
وصدق وزير الداخلية اللواء محمود توفيق على منح خريجي كلية الشرطة درجة الليسانس في القانون والشرطة مع تعيينهم برتبة ملازم تحت الاختبار، كما صدق وزير الداخلية على منح خريجي وخريجات قسم الضباط المتخصصين دبلومة علوم الشرطة مع تعيينهم برتبة ملازم أول تحت الاختبار في هيئة الشرطة.
وعقب ذلك كرم الرئيس عبد الفتاح السيسي أوائل خريجي كلية الشرطة وقسم الضباط المتخصصين والوافدين وقسم الدراسات العليا.
كما شهد الرئيس السيسي الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات العسكرية والمعهد الفني، وألقى كلمة بهذه المناسبة، وأيضا بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو 1952.
وقال الرئيس السيسي في كلمته إنه فى يوم مجيد من أيام مصر الخالدة .. ومن بين أروقة عرين الأبطال.. الكلية الحربية التي دأبت كل عام على إمداد الوطن بخيرة الرجال، نلتقي بخريجي الكليات والمعاهد العسكرية، شباب مصر وأملها، الذين يحتفلون ونحتفل بتخرجهم اليوم ليشكلوا أجيالا متجددة تواصل مسيرة حماية الوطن ودماء جديدة تضخ في شرايين القوات المسلحة لتنال شرف الدفاع عن مصر.
وأضاف إن احتفالنا هذا يتزامن مع احتفال مصر بالذكرى السابعة والستين لثورة 23 يوليو المجيدة تلك الثورة التى دونت بمبادئها العظيمة.. وأهدافها السامية صفحة مضيئة فى سجلات التاريخ المصرى تضاف إلى صفحات نضال شعبنا العظيم ودفاعه عن حقه فى أن يعيش في وطـن مرفوع الرأس وموفور الكرامة.
وأكد الرئيس أن ثورة يوليو استطاعت أن تغير وجه الحياة فى مصر على نحو جذرى وقدمت لشعبها العديد من الإنجازات الضخمة، كما أحدثت تحولا عميقا فى تاريخ مصر المعاصر أنهى مرحلة.. ومهد الطريق أمام مرحلة جديدة دعمت من قدرة الوطن.. على مواصلة مسيرة البناء والتقدم.
وأشار الرئيس إلى أن خطر الإرهاب البغيض يأتي على رأس ما نواجهه من تحديات على مدار السنوات الماضية، لكن بفضل تضحيات رجال جيش مصر العظيم، ورجال شرطتها الباسلة استطعنا محاصرته وتدمير بنيته التحتية.. ودحر بؤر التطرف التى تنطلق منها العناصر الإرهابية لتنفيذ مخططاتها الإجرامية، وقد كانت مصر سباقة فى التحذير من هذا الخطر وطالبنا المجتمع الدولى بالتكاتف لحماية الإنسانية من شروره.. والقضاء على مسبباته.
وقال إن شعب مصر العظيم أثبت أن لديه من قوة الإرادة والصلابة للمضى دائما للأمام، متخطيا فى كل مرحلة تاريخية مرت بمصر.. جميع الصعاب والتحديات. وفى هذا الإطار، فإننا مستمرون فى العمل على الإصلاح والتطوير إدراكا منا لضرورة مواجهة الأزمات.. التى طال أمدها فى الدولة، ولذلك اعتمدنا خطة طموحة للإصلاح الاقتصادى الشامل،ترتكز بالأساس على إعادة بناء الاقتصاد الوطنى ليصبح قائما على الإنتاج وجاذبا للاستثمارات ويعظم الاستفادة من طاقات الشباب فى خدمة الوطن، وقد حققنا فى هذا المقام إنجازات واضحة.. شهد لها العالم بأسره. وهنا لابد أن أوضح أن صاحب هذه الإنجازات.. وبطل هذه المرحلة هو شعبنا الأبى الذى لولا صبره وتحمله ما كنا نستطيع أن نسير قدما.. فى مسيرة البناء والإصلاح.
ووجه الرئيس السيسي بهذه المناسبة تحية تقدير وإعزاز إلى أرواح شهدائنا الأبرار من أبناء مصر والتى طالما ساهمت بتضحياتها وإخلاصها فى عزة الوطن ورفعته، وقال إننا نؤكد لأسر الشهداء.. أننا نتذكرهم بكل فخر وأنهم دوما فى قلوبنا أحياء، وأن تضحيات أبناء مصر محل تقدير وفخر كبير من جموع الشعب المصرى.
وأضاف الرئيس قائلا أؤكد لكم أن عزيمتنا راسخة وثابتة على أن نواصل سويا مسيرة العبور إلى المستقبل نتحمل فى ذلك المسئولية والأمانة للنهوض بوطننا العزيز مصر والحفاظ على مصالحه العليا. وأقول لكم وبكل صدق: إن الأمن والاستقرار.. هما الضمان للنمو والتقدم وإن الأمم والحضارات.. تبنى بالقيادة المدعومة بعرق وجهد سواعد أبنائها..ومن هنا أجدد اليوم العهد معكم على الاستمرار - يدا بيد - فى وضع قواعد وأسس متينة لمواصلة التقدم والبناء والانطلاق نحو المستقبل، وكلى ثقة فى وعى شعبنا.. ومخزونه الحضارى العميق والفهم الدقيق لظروف مصر للتكاتف نحو تغيير الواقع المصرى.. إلى حال أفضل مستلهمين فى ذلك.. روح ثورة يوليو الخالدة.
واستقبل الرئيس السيسي اللواء محمود توفيق وزير الداخلية.
ونعى الرئيس السيسي ببالغ الحزن رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي الذي توفاه الله، وقال بيان لرئاسة الجمهورية إنه "وإذ يتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بخالص التعازي والمواساة لأسرة الرئيس الباجي قايد السبسي وللشعب التونسي الشقيق، فإنه يؤكد أن المساهمة التاريخية للرئيس السبسي في مسيرة تطور تونس وتعزيز استقرارها سيسجلها التاريخ بأحرف من نور، وستستمر سيرته حية وفاعلة في وجدان الشعب التونسي والشعوب العربية."، ووجه الرئيس بإعلان حالة الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام.
واستقبل الرئيس السيسى الوزراء رؤساء الوفود المشاركين في الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى غاز شرق المتوسط . وأكد خلال اللقاء خصوصية المنطقة الجغرافية لشرق المتوسط في ضوء اكتشافات الغاز بها في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يفتح آفاق التعاون بين دول المنطقة في مجال الطاقة والغاز، وتحويل الموارد الكامنة في المنطقة لفرص استثمارية حقيقية لصالح الشعوب والأجيال القادمة .
كما أكد الرئيس أهمية المنتدى في تفعيل وتنسيق سياسات الدول الأعضاء به لتطوير سوق الغاز الإقليمي في شرق المتوسط من أجل إطلاق الإمكانات الكامنة من موارد الغاز في المنطقة، وتمهيدا لإيجاد مركز متكامل للطاقة إقليميا ودوليا، فضلا عن تنمية سوق غاز إقليمي يخدم مصالح الدول الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب، واستغلال الموارد على الوجه الأمثل، وتعزيز العلاقات التجارية البينية.
وأكد الرئيس أيضا أهمية الإسراع بخطوات تفعيل المنتدى، وبدء أنشطته بشكل تنفيذي علي أرض الواقع، مشيرا إلى الرسالة التي يمثلها تدشين المنتدى وبدء فعالياته، للمجتمع الدولي والشركات العالمية، بأن هناك مساعي جادة للاستفادة من ثروات المنطقة من الغاز الطبيعي، وكذا استغلال البنية التحتية المتوافرة حاليا بما يخدم كافة دول المنطقة ومصالحها التنموية ويساعد على توفير مصدر طاقة مستدام، الأمر الذي يرسخ ثقافة التعاون والبناء والسلام في المنطقة.
وأكد الرئيس في ختام اللقاء أن مصر تأخذ على عاتقها تقديم كافة سبل الدعم اللازم للمنتدى، ولمقره في القاهرة، وتوفير ما يلزم لتدشين أنشطته وبدء فعالياته، ومساندة مجموعة العمل رفيعة المستوى التي تم تأسيسها، والتي سيتم في إطارها بدء التعاون والتشاور الفني بين دول المنتدى.
واستقبل الرئيس السيسي وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري الذي أشاد بالرؤية المصرية لتعزيز التعاون الإقليمي في قطاع الطاقة، وكذلك الجهود علي المستوي الوطني بحيث بات قطاع الطاقة يشكل قاطرة أساسية لنمو الاقتصاد المصري وتحقيق خطط التنمية.
واكد الرئيس الأهمية التي توليها مصر لتعزيز العلاقات الاستراتيجية الثنائية مع الولايات المتحدة بمختلف جوانبها، بما في ذلك التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة، مرحبا بمشاركة الولايات المتحدة في الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى غاز شرق المتوسط.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو الذي نقل للرئيس السيسي رسالة من رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد أكد فيها الاهتمام الكبير الذي توليه بلاده لتطوير مختلف أوجه العلاقات الثنائية وتعزيز أواصر الصداقة مع مصر.
كما تضمنت الرسالة التطلع لتعزيز الاستثمارات المصرية في إثيوبيا وتفعيل الاتفاقيات الثنائية التي أبرمت بينهما، وأهمية استمرار التنسيق الثنائي الوثيق لتحقيق الاستقرار في القارة الإفريقية والمنطقة بما في ذلك دعم ومعاونة الشعب السوداني الشقيق لتجاوز التحديات الراهنة.
وفيما يتعلق بقضية سد النهضة، نقل وزير الخارجية الاثيوبي تأكيد رئيس الوزراء أبي أحمد بالاهتمام والعزم علي استئناف مسار المفاوضات الثلاثية التي تجمع كل من إثيوبيا، ومصر، والسودان وذلك لتنفيذ ما تضمنه اعلان المبادئ المبرم بينهم والخاص بسد النهضة من أجل التوصل الي اتفاق بين الثلاث دول بشأن قواعد ملء وتشغيل السد وعلي نحو يراعي بشكل متساوي مصالح الدول الثلاث.
وأعرب الرئيس السيسي عن التطلع نحو الارتقاء بالجوانب المتعددة للشراكة الثنائية بين الجانبين، وبالنسبة لملف سد النهضة ، شدد الرئيس السيسي علي أهمية التوصل الي إجراءات عملية لبلورة الاتفاق بشأن السد في إطار إعلان المباديء وعلي ان يراعي الاتفاق أهمية وحيوية موارد مصر المائية بالنسبة للشعب المصري ومستقبله، وكذلك الجهود التنموية للشعب الاثيوبي، وذلك في إطار الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة التي تفرض التوظيف الأمثل لطاقة وموارد الدولتين لصالح شعوبهما والأجيال القادمة.