الأحد 16 يونيو 2024

ميقاتي: ينبغي ألا تُستخدام حادثة الجبل وقودا يؤدي إلى انفجار لبنان

9-8-2019 | 11:38

أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي ضرورة عدم استخدام أحداث العنف الدامي والاشتباكات المسلحة التي وقعت في منطقة الجبل قبل نحو 40 يوما، وقودا يؤدي إلى انفجار البلاد، داعيا إلى "التعالي على الجراح" والعودة إلى القضاء والحرص على نزاهة التحقيق في الحادثة.

وقال ميقاتي - في حديث لصحيفة (النهار) اللبنانية في عددها الصادر اليوم - إن "ثمة انقسام عمودي في البلاد، لكن كفانا جبهات، وأنا مع نشر الروح الوطنية، ويجب على الرئيس ميشال عون، جمع اللبنانيين بدل أن يصبح طرفا في المشكلة القائمة، الأمر الذي يؤدي إلى مخاطر، فالمأزق يكمن عندما يتحول رئيس الجمهورية طرفا بدلا من أن يغدو حكما".

وشدد على عدم وجود نية لدى رئيس الحكومة سعد الحريري للاستقالة أو الدخول في مشكلة حكومية جديدة.

وأشار إلى أن الزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي "ليس بحاجة إلى سفارات أجنبية تحميه، فهو من ركائز الطائفة الدرزية، ويخطئ من يفكر في إلغاء الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية وإضعاف رئيس الوزراء سعد الحريري".. في إشارة إلى كلمة وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل أول من أمس التي شن فيها هجوما حادا على الحزب الاشتراكي وحزب القوات على خلفية حادثة الجبل والخلاف حول العمل الحكومي.

وأكد أن زيارة رؤساء الحكومة السابقين (فؤاد السنيورة وتمام سلام وميقاتي) إلى المملكة العربية السعودية مؤخرا، لم يتم خلالها التطرق إلى إعادة إحياء محور 14 آذار (القوى السياسية اللبنانية المناوئة لإيران وسوريا) .

واعتبر أن بيان السفارة الأمريكية الصادر قبل يومين والداعي إلى معالجة قضائية عادلة وشفافة من دون تدخل سياسي لقضية أحداث عنف الجبل، جاء نتيجة "استشعار الولايات المتحدة الأمريكية أن الحادثة اتخذت طابعا سياسيا وأدت إلى محاولة ضرب القضاء، فرأت ضرورة التشديد على الفصل بين المسارين القضائي والسياسي".

وأضاف: "بيان السفارة الأمريكية لا يصب في خانة دعم أطراف داخليين، بقدر ما يشير إلى دعم الدولة اللبنانية والحفاظ على نزاهة القضاء، وضرورة الاحتكام للقضاء وعدم تسييسه، إذ أن واشنطن تهتم بدعم الجيش والمؤسسات الدستورية في لبنان، ويتلمس الأمريكيون ملامح انهيار في لبنان تستدعي التدخل".

ووقعت في منطقة الجبل في 30 يونيو الماضي، أحداث عنف مسلحة أودت بحياة شخصين وإصابة أشخاص آخرين، على نحو تسبب في توتر سياسي شديد في عموم لبنان، وذلك على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى عدد من قرى الجبل، حيث اندلعت اشتباكات نارية مسلحة بين أعضاء الحزب الديمقراطي اللبناني الحليف لباسيل، وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، بعدما اعتبر الفريق الأخير أن "باسيل" أدلى بتصريحات من شأنها إشعال الفتنة الطائفية بين المسيحيين والدروز من سكان الجبل.

وتعد الأزمة السياسية الناتجة عن أحداث الجبل، هي الأخطر على لبنان منذ تشكيل الحكومة برئاسة الحريري في 31 يناير الماضي، وسط مخاوف أن تتسبب في الإطاحة بالحكومة، جراء التصاعد الكبير في حدة المواجهات بين القوى السياسية الرئيسية، وفشل كافة المبادرات التي قادها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومسئولون آخرون، للتوصل إلى حلول ومصالحة تنهي الأزمة.