ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الأربعاء أنه من المقرر أن يشهد الرئيس دونالد ترامب، ونظيره الإيراني حسن روحاني، اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر المقبل، مشيرة إلى أن هناك تكهنات بأن الخصمين قد يلتقيان على هامش الحدث في محاولة لتهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، غير أنه من المتوقع رفض كل من حلفاء وأعداء واشنطن، على السواء، لعقد مثل هذا الاجتماع.
وقالت الصحيفة ـ في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني ـ إن مثل هذا الاجتماع سيكون بمثابة استراتيجية نموذجية لزعيم أمريكي يبدي تركيزا أكبر على عقد الصفقات أكثر من التعامل بروح العقيدة السياسية، حتى أنه أصبح مستعدا لتغيير سياسته بشكل مفاجىء إذا كان ذلك سيساعد في التفاوض.
وأشارت إلى لقاء ترامب بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بعد أشهر من قيام الأخير بإجراء تجارب صاروخية ونووية، كما أبدت إدارته استعدادا للتحدث مباشرة مع مجموعات تافهة وغير مهمة مثل طالبان الأفغانية وحتى ميليشيات الحوثيين التي تدعمها إيران في اليمن.
وأضافت الصحيفة" إذا استمر ترامب في متابعة فكرة إجراء محادثات مباشرة مع نظيره في طهران، فسوف يواجه ردة فعل خطيرة - ليس فقط من المتشددين في كل من إيران والولايات المتحدة، ولكن سوف يكشف مثل هذا القرار مرة أخرى عمق المسافة بين رئيس انتهازي ومؤيديه الأيديولوجيين".
وأشارت إلى أن ترامب وروحاني ناقشا إمكانية عقد اجتماع في الأيام الأخيرة، حيث بدا الرئيس الأمريكي إيجابيًا بشكل خاص، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة مجموعة السبع في مدينة بياريتز الفرنسية" إذا كانت الظروف مواتية، فبالتأكيد سأوافق على ذلك".
ويأمل المدافعون عن هذا الاجتماع في أنه قد يوفر ثمة استراحة في مسار التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، ففي العام الماضي، أعلن ترامب خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية الأخرى، والذي هدف إلى الحد من برنامج إيران النووي، ثم قرر إعادة فرض عقوبات على طهران بعدها في وقت لاحق..فيما ردت طهران على ذلك بانتهاك بعض بنود القيود الرئيسية المفروضة على معدلات التخصيب النووي، فضلا عن تعطيل مسار سفن الشحن الدولية في منطقة الخليج.
وأوضحت (واشنطن بوست) أن الاقتصاد الإيراني عانى في هذا الصيف من وطأة العقوبات الأمريكية، بينما أعلنت واشنطن نيتها في تعزيز قواتها العسكرية في المنطقة، حتى بدا في الأفق احتمالا حقيقيا لنشوب صراع آخر في الشرق الأوسط، ربما يكون أكثر تدميراً من حرب العراق، وحتى الآن، لا يزال الوضع محفوفًا بالمخاطر...على حد قول الصحيفة.
وتابعت:" لكن في حين أن دعوة ترامب للتحاور مع روحاني قد تقلل من خطر الصراع، إلا أنها قد تتعارض مع وجهات نظر بعض حلفائه المقربين في الداخل والخارج".
فمن جانبه، عزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعد من أقرب أصدقاء ترامب من الأجانب، على التعامل مع هذه المستجدات بطريقته الخاصة: حيث استهدفت غارات جوية يُشتبه في أن تكون إسرائيلية أهدافًا في لبنان وسوريا والعراق في الأيام الأخيرة؛ ما أثار مخاوف بشأن اندلاع حرب بين أقرب حلفاء واشنطن وقوات مرتبطة بإيران، وذلك قبل أسابيع قليلة من إجراء انتخابات إسرائيلية جديدة، ومن ثم ستكون أية مصالحة بين الولايات المتحدة وإيران بمثابة ضربة كارثية لنتنياهو.
وذكرت الصحيفة أنه إذا حدث اجتماع بين ترامب وروحاني، فسيكون ذلك بفضل جهود الرئيس الأمريكي..فترامب كان واضحا منذ فترة طويلة عندما أعلن رغبته في لقاء الرئيس الإيراني دون شروط مسبقة، ويظهر اجتماع العام الماضي مع زعيم كوريا الشمالية استعداد ترامب لتجاهل نصيحة مؤيديه المحليين والدوليين بشأن تداعيات مثل هذه الاجتماعات.
ومع ذلك، رجحت الصحيفة الأمريكية أن العقبة الكبرى أمام إتمام مثل هذا الاجتماع لن تكون في واشنطن، ولكن في طهران، حيث رفض المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، مرارًا وتكرارًا التواصل الدبلوماسي الشخصي مع ترامب.