كشفت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن توصيات مسئولي وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، بالالتزام بضبط النفس بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو في السعودية، بحجة التكلفة الباهظة للمواجهة مع إيران، التي حملتها الإدارة الأمريكية مسئولية الهجمات الأخيرة في السعودية، أحد حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - أن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولي الأمن القومي الرئيسيين في البيت الأبيض، بعد يومين من سلسلة الهجمات التي استهدفت منشأتين نفطيتين في المملكة العربية السعودية، والتي أدت إلى انخفاض إنتاج السعودية من النفط إلى النصف وأثار حدة التوترات المتصاعدة بشكل كبير مع منافسها الرئيسي، إيران.
وأشارت إلى أنه على الرغم من إعلان جماعة الحوثي اليمنية مسئوليتها عن الهجمات، إلا أن مسؤولي إدارة ترامب قالوا إنهم يعتقدون بأنه تم إطلاق الجزء الأكبر على الأقل من الغارات التي استهدفت منشأتين تابعتين لشركة النفط السعودية الحكومية، من داخل إيران - وهو ادعاء إذا ثبت صحته، فسيمثل تصعيدا كبيرا بين القوى الإقليمية الرائدة في الشرق الأوسط.
ونقلت عن تغريدة كتبها إسبر، الذي تولى منصب وزير الدفاع في خضم مواجهة سابقة مع إيران يونيو الماضي، على موقع /تويتر/ للتواصل الاجتماعي، إن الجيش الأمريكي والهيئات الحكومية الأخرى "تعمل مع شركائنا للتعامل مع هذا الهجوم غير المسبوق والدفاع عن قواعد النظام العالمي التي تحاول إيران تقويضها".
واستدركت الصحيفة الأمريكية قائلة إن المسؤولين العسكريين يحثون أيضا على توخي الحذر والسعي لنزع فتيل التوترات التي يعتقدون أنها قد تدفع الولايات المتحدة إلى صراع دموي محتمل مع إيران، في وقت تسعى فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى إنهاء الصراعات في الشرق الأوسط وتركيز جهودها على المنافسة مع الصين.
ووفقا للصحيفة، يسعى مسئولون أمريكيون - تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم - إلى التأكيد أن الهجمات الأخيرة لم تستهدف أفراد أو منشآت أمريكية، مما يشير إلى أن الأمر لا يستدعي أي رد عسكري أمريكي مباشر. وأضاف المسؤولون أنه إذا تبين أن العمل العسكري المباشر ضروري، فستحتاج الإدارة الأمريكية حينها إيجاد مبرر قانوني صحيح لاتخاذ إجراء مماثل.
وفي السياق ذاته، حذر مسئولو البنتاجون أيضا من المخاطر التي ستواجه ما لا يقل عن 70 ألف جندي أمريكي متمركزين في المنطقة تحت القيادة المركزية الأمريكية، إذا خرجت التوترات مع إيران عن السيطرة.
ويتوقع مسؤولون أمريكيون أنه مع استمرار المناقشات، قد يقترح مسؤولو البنتاجون اتخاذ تدابير ردع جديدة دون الاستخدام المباشر للقوة، مثل زيادة عدد القوات في المنطقة وتعزيز الدفاعات الأمريكية.