أكد سياسيون أن كلمة الرئيس عبد
الفتاح السيسي اليوم كانت صريحة ودعا لحوار شامل لكل أطياف المجتمع، وشملت مجموعة
من القضايا على رأسها تجديد الخطاب الديني والاقتداء بالنبي محمد في مسيرة البناء،
موضحين أن الرئيس يستهدف تحقيق التوعية وتجديد الخطاب الديني لمواجهة الأفكار
المتطرفة.
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي،
اليوم الخميس، احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، في مركز المنارة
للمؤتمرات، كما كرم 8 كوادر خدموا كتاب الله مصريين وعرب وأفارقة وسط حضور عربي
وإفريقي، وذلك بمشاركة رئيس الوزراء مصطفى مدبولى وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور
أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، ورئيس مجلس النواب على عبد العال ووكيليه ومفتى
الجمهورية ووزير الأوقاف، والوزراء والنواب وسفراء وممثلو الدول العربية
والإسلامية ووكلاء الأوقاف ورموز الإعلام.
وأكد الرئيس في كلمته أن التطرف والإرهاب،
والتشكيك الكاذب، والافتراء على الحق وجميع محاولات التدمير والتخريب المادية والمعنوية
التي نواجهها، لن تثني هذا الشعب ذي الإرادة الحديدية.. عن المضي في طريقه نحو المستقبل
الأفضل، مضيفا "سنواجه الشر بالخير.. والهدم بالبناء.. واليأس بالعمل.. والفتن
بالوحدة والتماسك."
التوعية وتجديد الخطاب الديني
قال إبراهيم الشهابي،
عضو تنسيقية شباب الأحزاب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استعرض خلال كلمته اليوم باحتفالية
المولد النبوي الشريف عدد من القضايا الهامة، وتحدث بشكل صريح مع الشعب المصري في الكثير
من الأمور من بينها قضية ترشحه للرئاسة وعدم رغبته بذلك ومحاولة إقناعه المستشار عدلي
منصور بالترشح على المنصب.
وأكد الشهابي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الرئيس يمتلك رؤية تجاه مكافحة الإرهاب وتجديد الخطاب الدين، وأن مواجهة
الإرهاب لن تكون بالتعامل الأمني فقط وإنما بتجديد الخطاب الديني، بعدما كان يتم تصدير
خطابا مسيسا يحض على الكراهية ويقدم الدين على أنه مشروع سياسي.
وأضاف أن الرئيس في كل خطاباته يؤكد
أهمية مجابهة الفكر المتطرف بالفكر الأكثر اعتدالا والتعبير عن هوية الإسلام الحقيقية
وليست المشوهة التي حاولت الجماعات الإرهابية تصديرها، مشيرا إلى أن الرئيس جدد التأكيد
على أهمية أن يلعب الأزهر الشريف دورا في تجديد الخطاب الديني ونبذ العنف والتطرف والتمييز
والكراهية.
وأشار إلى أن الأزهر بدوره التنويري
باعتباره من أهم المرجعيات الإسلامية في العالم لا بد أن يضطلع بدور أكثر قوة، مضيفا
إن الرئيس السيسي يستهدف تحقيق التوعية وتنقية الخطاب الديني من شوائب الجماعات التي
حاولت تحويل الدين إلى أيديولوجيا سياسية.
وأوضح أن الرئيس دائما ما يمتلك شجاعة
الحديث في هذه القضايا ويعلم أن مصر كان أحد إشكالياتها الأساسية هو تطرف هذه التيارات،
ووصفها بأنها تحد كان يواجه مصر منذ العشرينيات، مضيفا إن الرئيس يرى أن تجديد الخطاب
الديني وسيلة للخروج من مربع العنف والفوضى الذي دخلت فيه المنطقة واستخدام الإرهاب
لتنفيذ مخططات هذه التيارات.
دعوة
لحوار شامل
ومن جانبه، قال الدكتور سعيد صادق،
أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بعقد ندوات ولقاءات
وطنية برعاية الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف يحمل أهمية كبرى، لأن هذا اللقاء بمثابة
حوار وطني شامل يجمع كل أطياف المجتمع من رجال السياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة
والاجتماع.
وأكد صادق، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن هذه اللقاءات تبحث العديد من القضايا في نطاق الشأن العام المصري ومن
بينها قضية تجديد الخطاب الديني، مشيرا إلى أهمية تكامل الرؤى والآراء في هذه القضية،
برعاية رجال الدين وبمشاركة كافة أطياف المجتمع.
وأشار إلى أن الرئيس تناول العدد من
القضايا في كلمته اليوم بالاحتفالية، وبعث برسائل عديدة للشعب المصري، مضيفا إن هناك
أولويات دائما ما يركز عليها الرئيس السيسي ويعيد التأكيد عليها ومن بينها تجديد الخطاب
الديني باعتباره أحد السبل لمواجهة الفكر المتطرف.
وأضاف أن الرئيس تحدث اليوم بشكل صريح
كعادته مع الشعب المصري، وركزت كلمته على ضرورة تجديد الخطاب الديني والتمسك بالمفهوم
الصحيح للدين والاقتداء بسنة رسول الله في البناء.