الثلاثاء 4 يونيو 2024

المخرج داود عبد السيد: المسيحيون لا يهاجرون إلا «فى الشديد القوى»

12-4-2017 | 12:48

حوار: راندا طارق

المخرج داود عبد السيد، يمتلك وجهة نظر واقعية للأمر، يتحدث وفقا للمعطيات، التى يتابعها على أرض الواقع، ولا يقبل التعامل مع سيناريو «الصورة حلوة»، فبعد ساعات قليلة من حوادث التفجير، التى شهدتها البلاد الأحد الماضى، تحدثت «المصور» مع «عبد السيد»، حول الأحداث التي وقعت الأحد الماضى، وكان الحوار التالى:

من وجهة نظرك.. هل يمكن أن تسهم زيادة معدلات العمليات الإرهابية، التى يتعرض لها الأقباط فى تزايد معدلات هجرتهم خارج مصر؟

الأقباط يعلمون أنهم مستهدفون من الجماعات المتطرفة، وفى الوقت ذاته يعرفون أن كل ذلك ليس إلا عرض لمرض، لأنهم كانوا يعيشون مع المسلمين فى أفضل حال ودون مشكلات، لكن الطارئ حاليًا هو مرض جديد، يمكن تشخيصه بعبارة «غياب العمل السياسى والاعتماد على الأمن فقط فى مواجهة الأزمات».

إذن.. هل يمكن القول بأن الأقباط لا يزالون أكثر تماسكا وتمسكاً بالوطن؟

الأقباط متمسكون بالوطن ولم يهاجروا إلا فى الشديد القوي، لم يهاجروا إلا والسكين على رقابهم، وعند اختفاء أكل العيش، فهل عندما يحاول شخص مسلم الهجرة بواسطة مراكب غير شرعية ويتعرض للغرق هل هذا عدم وطنية؟.. مطلقا، لكنه يتجه لهذا الفعل عندما يصبح غير قادر على المعيشة.

هناك من يشير إلى أن الأقباط يدفعون فاتورة انحيازهم للدولة وثورة ٣٠ يونيه.. إلى أى مدى تتفق مع هذا الرأى؟

فى جزء منها ولكن ليس هو السبب كاملا، للأسف نحن نحارب فصيلا جاهلا وغير إنساني، تنظيمات متطرفة تريد إحراج الرئيس فماذا تفعل؟.. تضرب الأقباط، وهناك فصائل تريد إحراج النظام، وللأسف هم ناجحون فى ذلك.

وأتساءل هنا.. ماذا فعلت الحكومة بعد تعرية سيدة عجوز فى الصعيد؟.. ماذا تفعل الحكومة فى منع بناء الكنائس والصلاة؟.. وماذا فعلت عندما تم تهجير أقباط؟.. الأقباط والمسلمون كانوا يعيشون فى سلام منذ، وما حدث أنه يتم التعامل مع المجتمع تعاملا أمنيا غير سياسي، والأمن غير قادر وحده على حل الأمور بشكل صحيح.

هل قرب زيارة بابا الفاتيكان سبب العمليات الإرهابية، التى شهدتها البلاد مؤخرا؟

هذا وارد للغاية.. بالفعل قرب قدوم بابا روما قد يكون سببًا من الأسباب، وكل الأسباب، التى دارت فى رأس كل شخص قد تكون سببا، ولكن هذا كله يصب فى بؤرة واحدة هدفها إحراج النظام سياسيًا.

إذن.. هل ترى أنه هناك عجز فى مواجهة الإرهاب؟

لا بد من الاستفادة من الخطأ قبل الصواب، أصبح هناك تحالف واضح بين الدولة وبين السلفيين، بدليل أن السيد ياسر برهامى يصدر فتاوى ضد الوحدة الوطنية وضد المسيحيين وأحيانا ضد المسلمين ولم يوقفه أحد، وهناك تهمة يطلق عليها ازدراء أديان، ويتم تنفيذها على بعض المثقفين أو بعض من الأقباط ولا يطبق هذا القانون على السلفيين، «اللى قاعدين يبعبعوا بهذه الكلمات».

ولكن بعيدًا عن مدى قدرة الأمن أو كفاءته، فإذا رصدنا عددا تقريبيا للأقباط فى مصر نجد أقل تقدير ٦٪ وأقصى تقدير ١٨٪، فإذا أخذنا متوسط نسبة نجد عددهم نحو ١١٪ من بين ٩٠ مليونا وهو عدد ليس بالقليل، فكيف تستطيع وزارة الداخلية تأمين هذا العدد بمفردها؟ نحن نسير فى طريق خطأ، ويجب البحث عن الطريق الصحيح، لدينا حصانة اجتماعية ممن يفعل هذه الجرائم، ولا يتناسب معها الأمن، ولكن يتناسب معها الفكر.

وأين دور القوى الناعمة فى محاربة الإرهاب؟

أى قوى ناعمة؟!.. ما يقال عن القوى الناعمة كلام دعائى فى السينما والتليفزيون، هل ما يقدم حاليا ينال إعجاب الجمهور، هل الإعلام يقوم بدوره الحقيقي، هل فى التليفزيون شيء جدير بالمشاهدة، نحن لا نملك قوى ناعمة، ومن جانبى لا أراها ومن يرى قوى ناعمة ليقل، الحديث عن القوى الناعمة كلام فارغ.