السبت 1 يونيو 2024

أبو الغيط: الإعلان الأمريكي حول المستوطنات الإسرائيلية بالضفة مجرد رأي فردي

25-11-2019 | 14:37

قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ان اجتماعنا الطارئ اليوم باعثه الإعلان، غير القانوني والمرفوض شكلاً وموضوعاً، الذى أعلنه وزير الخارجية الأمريكي قبل أيام.. والذى أشار خلاله إلى أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية مخالفة للقانون الدوليّ.

جاء ذلك فـي الدورة غير العادية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لبحث القرار الأمريكي غير القانوني بشأن الاستيطان

وأضاف إننا نعتبر هذا الإعلان تطوراً بالغ السلبية وتحولاً مؤسفاً فى الموقف الأمريكي نشك فى أن الإدارة الحالية تقدر تبعاته وآثاره على المدى الطويل حق قدرها، مشيرا إلى أننا لا نقول هذا الكلام لأن الإعلان يُغير شيئاً من وضعية المستوطنات بوصفها كياناتٍ غير شرعية ولا قانونية.
 
وأوضح ان القانون الدولي يصيغه المجتمع الدولي كله، وليس دولة واحدة مهما بلغت أهميتها، مضيفا أن الاحتلال الإسرائيلي يظل احتلالاً مداناً من العالم أجمع والاستيطان يظل استيطاناً، باطلاً من الناحية القانونية وعاراً على من يمارسه أو يُقر به من الزاوية الأخلاقية. 

وتابع ما يُثير الانزعاج حقاً فى شأن هذا الإعلان هو تأثيره السلبي على أى أفق لتحقيق السلام فى المستقبل، لافتاً إن الإقرار بشرعية الاستيطان يعني ضمنياً إقراراً بواقع الاحتلال.


وتساءل أبو الغيط فعلى أى شئ يتفاوض الفلسطينيون مع الإسرائيليين إذن إن لم تكن هناك أرض محتلة، أو مستوطنون مغتصبون للأرض؟ 

وأكد أبو الغيط  أن الإدارة الأمريكية جاءت بوعود كبيرة بتحقيق "صفقة كبرى" تُنهي الصراع وتجعل حلم السلام واقعاً، مضيفا أن ما رأينا منها إلا تماهياً كاملاً مع رغبات وتصورات اليمين الإسرائيلي فى نسخته الليكودية المتطرفة.

وشدد أبو الغيط أن ما نجحت فيه هذه الإدارة حقاً بعد ثلاث سنوات من المواقف الأحادية والضغوط الهائلة على الطرف الواقع تحت الاحتلال؛ أي الفلسطينيين هو إنهاء دور الولايات المتحدة كوسيط أو مرجع في أي عملية سلمية، مضيفا هو أمرٌ يحدث للمرة الأولى منذ أربعة عقود لعبت خلالها إدارات أمريكية متعاقبة هذا الدور، بدرجات متفاوتة من النجاح والفشل. 

ولفت أن الحقُ أن تبعات الإعلان الأمريكي تتجاوز حتى الدور الأمريكي فى الشرق الأوسط أو فى عملية السلام، مشيرا إلى أن ذلك أن الاستخفاف بمبدأ مستقر نص عليه القانون الإنساني الدولي – وبالذات فى اتفاقية جنيف الرابعة – والذى يحظر على القوة القائمة بالاحتلال نقل سكانها إلى الأراضي الواقعة تحت احتلالها.


وقال أبو الغيط إن الاستخفاف بهذا المبدأ المستقر يضرب ما تبقى للولايات المتحدة من شرعية أخلاقية فى هذا الملف، مؤكدا على انه يخصم من مصداقيتها كقوة عالمية يُفترض أن تحترم القانون وأن تعمل على تنفيذه. 

وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية بأشد العبارات الإعلان المؤسف الذى يضرب عرض الحائط بفكرة القانون الدولي ذاتها، داعيا  كافة دول العالم إلى التصدي لمثل هذا النهج.

ورحب أبو الغيط  بحالة الإجماع الدولي المناهض للإعلان الأمريكي والتى تشكلت تلقائياً بعيد الإعلان، وعبرت عنها جلسة مجلس الأمن المنعقدة فى 20 الجاري حيث أكدت الدول الأربع عشرة الأعضاء فى المجلس – باستثناء الولايات المتحدة – أن الاستيطان يُمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي،  مشبرا الى أن مندوبة المملكة المتحدة، تلت نيابة عن الدول الأوروبية، بياناً واضحاً فى هذا الصدد.

وأكد  أبو الغيط على إن الإجماع العالمي يجعل من الإعلان الأمريكي مجرد رأي فردي يكرس مبدأ أن القوة هى التى تصنع الحق، مضيفاً انه مفهوم خطير ومرفوض يكشف عن خلل قيمي لدى من يتبناه أو من يدافع عنه.