بناء مجتمع المعرفة يستلزم البحث لاكتشاف المجهول وتطوير الذات وتطوير التقنيات.. وهو ما تضعه دول العالم ضمن أولويات خططها لاستشراف للمسـتقبل، ومن هنا كان تطلع أي مجتمع لبناء المعرفة يرتبط بتميز مؤسسات التعليم العالي لإنتاج الأفكار من خلال الكوادر المؤهلة لمعالجة كل قضايا المجتمع.
في دبي اجتمع أكثر من 5 آلاف مشارك بـ"قمة المعرفة 2019" من مختلف دول العالم، ليضعوا روشتة تصف الحاضر وتضع خارطة طريق نحو مستقبل افضل.. 120 متحدث في 50 جلسة تحدثوا في 200 موضوع نحو تحقيق التنمية المستدامة التي ينشدها العالم، أبرزهم: أولافور رغنار غريمسون الرئيس الخامس لأيسلندا، وهيلين كلارك رئيسة الوزراء السابقة لنيوزيلندا، وفرانشيسكو لا كاميرا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وخوان كارلوس رئيس بنما السابق، وغيرهم.
تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبتوجيهات الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، انطلقت الدورة السادسة لقمة المعرفة، التي تحمل عنوان "المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة"، والتي اقيمت في مركز دبي التجاري العالمي نهاية الأسبوع الماضي.
قدمت القمة منصة معرفية عالمية من الخبراء والمتخصصين وصناع القرار من مختلف دول العالم تحت سقف واحد، نحو كيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومواجهة التحديات العالمية، كالفقر والجوع وعدم المساواة، إلى جانب التغير المناخي وتعزيز الابتكار، والاستهلاك المستدام، عبر تقديم الحلول المناسبة لحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الشعوب بالازدهار والسلام والعدالة بحلول عام 2030.
وتناولت جلسات "قمة المعرفة 2019" موضوعات واسعة بمجال التنمية المستدامة أبرزها قضايا الطاقة والتعليم والشراكة العالمية، فضلاً عن الصحة والمياه وتمكين المرأة والتعليم المستدام وسبل تحقيق المساواة في الفرص بين الجنسين وتطوير مجتمعات صحية.
كذلك طرحت القمة خطط الدول للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، وسبل بناء اقتصاد قائم على الموارد وتحقيق مستويات إنتاجية عالية، من خلال التنويع وتبني الابتكار، إضافة إلى مناقشة دور الابتكار في بناء المدن المستدامة ومكافحة التغير المناخي.
تكمل دورة هذا العام من قمة المعرفة خمس ققم سبقتها، وركزت جميعها علي قضايا ثقافية علمية ابتكارية استشرافية للمستقبل، وهدفت في المقام الأول إلي توعية المجتمعات والافراد بأهمية امتلاك المعرفة وتوطينها لبناء مجتمعات مستدامة.
وقال الدكتور جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، إن "قمة المعرفة" في عامها السادس، ومن خلال سعيها المتواصل للتجدد ومواكبة ما يمر به العالم من قضايا ومستجدات في نقاشاتها وطروحاتها، تسلط الضوء على رؤية وخطط قيادتنا الرشيدة في مسيرة الإمارات التنموية ورحلة بناء الإنسان، هذه الرحلة التي امتدت لعقود بفضل رؤية وحكمة مؤسس دولة الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي جعل من الإنسان محور التقدم التنموي الشامل، عبر دعمه وتمكينه في جميع القطاعات.
وأضاف "بن حويرب" أن دولة الإمارات حققت إنجازات لافتة بهذا المجال من خلال دعمها لعدد كبير جدا من المبادرات والمشاريع التنموية في مختلف المجتمعات، لتصبح اليوم من أكبر الدول المانحة للمساعدات التنموية على مستوى العالم، وأن القمة تطرح الرؤية والسياسات العالمية لتحقيق التنمية المستدامة، والتي وضعت لها الأمم المتحدة نهجاً متكاملاً يتمثل في "خطة التنمية المستدامة 2030"، هذا النهج الذي يشكل خارطة طريق لجميع المجتمعات، للوصول إلى رفاه وتقدم الشعوب في كافة المجالات.
فيما أكد الدكتور مراد وهبة الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ان العالم بأكمله يستشعر اليوم أهمية التكنولوجيا المتطورة في جعل العالم أفضل، وأن "تقرير استشراف مستقبل المعرفة 2019" الذي أصدرته المؤسسة بالتعاون مع البرنامج ذكر في نتائجه لهذا العام أن هذه التكنولوجيا هي خير استثمار للمستقبل، وتقدم الحلول لتحدياته، وبالتالي تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لتوفر تقنيات الثورة الصناعية الرابعة فرص غير مسبوقة للبشرية وتدعم تطوير مهارات المستقبل.
فيما كشف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة النقاب عن نسخة 2019 من مؤشر المعرفة العالمي، تزامنًا مع إطلاق النسخة الثانية من تقرير استشراف مستقبل المعرفة في العالم، كدراسة رائدة حول المجالات المستقبلية للمعرفة والتي سوف تشكّل التحول في مجتمعات المعرفة.
وفي نظرة سريعة على نتائج مؤشر المعرفة العالمي، حافظت سويسرا وفنلندا على مركزهما الأول والثاني، تليهما الولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورة ولكسمبرغ. كما حافظت الإمارات العربية المتحدة على مركزها ضمن أفضل 20 دولة عالميًا، متقدمة سبع مراتب في غضون عامين، محتلة المرتبة 18، والأولى على مستوى الدول العربية، مع احتفاظها بالمركز الثاني عالميًا على مستوى الاقتصاد للعام الثالث.
بالإضافة إلى مؤشر المعرفة العالمي 2019، أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة نسخة 2019 من تقرير استشراف مستقبل المعرفة. يقدم هذا التقرير أحدث النتائج التي توصلت إليها سلسلة "مستقبل المعرفة،" والتي تستخدم أداة مبتكرة لقياس المعرفة تعتمد على تحليل البيانات الضخمة وتقييم الوعي بالمهارات والتكنولوجيا في 40 دولة.
تهدف هذه الدراسة إلى تنبيه صُناع السياسات إلى أنه في غياب برامج شاملة للتدريب وتطوير المهارات ستكون الاقتصادات معرضة لخطر الركود وربما الانهيار في المستقبل القريب، ويساعد التقرير قادة الدول في إعداد مواطنيهم للمشهد المعرفي المستقبلي وتزويدهم بمهارات كافية، من خلال إعادة تحديد وتطوير مهارات القوى العاملة.
كما تقدمت مصر 17 مركز عن ترتيبها السابق في مؤشر عام 2018، إلي المركز 82 في مؤشر المعرفة العالمي للعام الحالي 2019 والصادر عن قمة المعرفة بالشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم للمعرفة.
وقفزت مصر 10 مراكز في محور التعليم العالي لتحتل المرتبة 49 من 136 دولة بالإضافة الي تقدمها 25 مركزاً في قطاع البحث والتطوير والابتكار لتحتل المرتبة 83 عالمياً.
و مؤشر المعرفة العالمي 2019 يمثل مقياس للمعرفة كمفهوم شامل وثيق الصلة بمختلف أبعاد الحياة الإنسانية المعاصرة في 136 دولة حول العالم، ويعتمد المؤشر على قياس مدى التطور في 7 مؤشرات قطاعية فرعية هي التعليم قبل الجامعي، والتعليم التقني، والتدريب المهني، والتعليم العالي، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد، والتمكين.
ومن أهم جلسات القمة الجلسة الحوارية التي ركزت على الشراكة التي جمعت برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومنهجيات تحقيق التنمية المستدامة حتى عام 2030.
ورصد المتحدثون في الجلسة، التي جاءت بعنوان «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم: شراكة للتنمية المستدامة»، التي أدارتها الإعلامية نوفر رمول، وشارك فيها المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب، ومدير المركز الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، خالد عبدالشافي، ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الانمائي، الدكتور هاني تركي، عدداً من التحديات التي تواجه الحكومات للارتقاء بالمستوى المعرفي في بلدانها.
وتصدرت صعوبة الحصول على البيانات وتحديثها، والتأكد من دقتها، قائمة التحديات، وذهبت النقاشات إلى أبرز المسارات المستقبلية للارتقاء بالوضع المعرفي عربياً، وآليات وضوابط إعداد مؤشر المعرفة العالمي ونتائجها وانعكاساتها على الشعوب مستقبلاً، ومدى ارتباط البيانات والإحصاءات بالواقع الفعلي لكل الدول المستهدفة.
وقال بن حويرب إن الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أفرزت عدداً من النتائج المهمة، لاسيما خلال الفترة التي أطلق عليها "الربيع العربي"، إذ أظهرت الوضع المعرفي الحقيقي في مختلف الدول، معتبراً أن مؤشر المعرفة أداة فاعلة في قياس مكانة كل دولة في مسيرة المعرفة التي تعوّل عليها كل المجالات للارتقاء بسواعدها وكوادرها.
وأكد أن الإمارات سخرت الإمكانات كافة لرفعة الوطن العربي في شتى المجالات، وركزت على دعم وإصدار مؤشر المعرفة، لتمكين الحكومات من معرفة نقاط الضعف ومكامن القوة في مجال المعرفة. واليوم تمكن المؤشر من تحقيق العديد من أهدافه، ونرى ذلك جلياً في المتغيرات التي حدثت في مستويات بعض الدول المعرفية، حيث قفزت الإمارات من المرتبة الـ25 إلى المرتبة 18 عالمياً، وكذا جمهورية مصر العربية التي ارتقت بمستواها، وقفزت 17 مستوى ضمن نتائج المؤشر 2019.
من جانبه، ركز خالد عبدالشافي على الأهداف التي تتطلع إليها الشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة خلال السنوات الـ10 المقبلة، لتحقيق تنمية مستدامة تستند إلى بيانات وإحصاءات دقيقة حول الوضع المعرفي لمختلف دول العالم، لاسيما أن المؤشر منذ انطلاقته حقق العديد من الإنجازات، وبدأ يؤسس لمسارات فاعلة لتحسين الوضع المعرفي في مختلف البلدان.
وأفاد بأن برنامج الأمم المتحدة يركز على عرض نتائج المؤشر سنوياً على المنظمات الدولية التي تعرضه بدورها على كل دولة، للاستفادة من التوصيات، وسبل التحسين في المراحل المقبلة، وفق إجراءات ممنهجة ومدروسة، ونلاحظ من خلال نتائج المؤشر، العام الجاري، العديد من المتغيرات والتعديلات التي حققتها بعض الدول، وهذا تأكيد على أن المؤشر يرسم الطريق للدول لتحسين وضعها المعرفي.
وتطرق هاني تركي إلى منهجيات إعداد المؤشر، التي تعزز الدور الاستراتيجي للمعرفة في المجتمعات، وأهمية توفير أدوات لقياسها وحسن إدارتها، لاسيما أن المؤشر يركز على قياس المعرفة كمفهوم شامل وثيق الصلة بمختلف أبعاد الحياة الإنسانية المعاصرة، وتكريس ذلك في سياق مقاربة مفاهيمها.
وفي مواجهة واقعية لتحديات الطاقة المستقبلية، رصد أولافور رغنار غريمسون، رئيس دولة آيسلندا خلال الفترة 1996-2016، النموذج الآيسلندي في استخدام الطاقة الحرارية الجوفية حل لتحدي الطاقة في المناطق الحضرية، واستعرض عدداً من الحلول المستحدثة لمجابهة تحديات الطاقة المستقبلية، معتبراً أن الطاقة الجوفية، أحد أهم المسارات الفاعلة للحفاظ على الطاقة وتقليص التلوث المناخي، مشيراً إلى أهمية إعادة هيكلة منظومة النقل في مختلف المجتمعات، والاستفادة من وسائل الطاقة وفق منهجيات مدروسة تواكب احتياجات المستقبل.
وأوضح رئيس دولة آيسلندا السابق، أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الإنسان في المستقبل القريب، لاسيما في مجال الطاقة؛ إذ يعيش مليارات الأشخاص في مختلف دول العالم، ما يعادل "ثلثي" سكان العالم، في المدن الحضرية، التي تشكل نطاقاً ضيقاً مقارنة بباقي المساحات الأخرى في كل دولة، وهناك طاقة للتدفئة في تلك المدن واستهلاك متوالٍ، يقابله ذوبان مستمر للجليد في بلدان أخرى مثل القطب الشمالي وأمريكا اللاتينية، دون التفكير في سبل توفير الطاقة والحفاظ عليها، الأمر الذي يؤثر سلباً في متغيرات المناخ، ويجعل فرص التلوث كبيرة، مما ينعكس بالسلبية ذاتها على الإنسان.
مضيفا أن 40% من سكان الإمارات يستهلكون الطاقة في عمل المكيفات فقط، وهذه نسبة كبيرة جداً، وتعد هدراً أمام التحديات المستقبلية في قطاع الطاقة "التدفئة والتبريد"، لافتاً إلى أهمية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، واستحداث مسارات أخرى للحصول على الطاقة، فضلاً عن سبل توظيف الطاقة بالشكل الصحيح في مختلف المجالات، في خطوة جادة لمجابهة تحديات الطاقة المستقبلية.
واستعرض غريمسون التجربة الآيسلندية في الطاقة الجوفية، مستعرضاً كيفية توظيفها لتوفير سبل متنوعة للطاقة النظيفة، معتبراً إياها نموذجاً واقعياً بارز حقق نجاحات متوالية، استفادت منه العديد من الدول، مثل الإمارات، والصين والفلبين وأوروبا وأمريكا الوسطى وكازاخستان، كما أن مشكلة الطاقة هي التحدي الأكبر، حيث من المتوقع زحف أكثر من 4 مليارات شخص في إفريقيا إلى المدن الحضرية، مما يزيد من الآثار السلبية المتوقعة على الإنسان، مشدداً على أهمية التركيز على توظيف الطاقة الجوفية في المجالات كافة، فضلاً عن أهمية إيجاد وسائل جديدة للحصول على الطاقة المتجددة النظيفة التي تحافظ على المناخ بلا تلوث.
وللمرة الأولى، شهدت القمة تنظيم "معرض المعرفة"، الأوَّل من نوعه، والذي يطرح الخدمات والتقنيات المبتكرة والأبحاث بمجال الاستدامة في معظم القطاعات ولمختلف الجهات من القطاعين الحكومي والخاص بالدولة، ويشكِّل منصَّة مثالية لتعريف جمهور القمة المتنوع الذي يضمُّ صنّاع القرار والمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال والباحثين والإعلاميين والأكاديميين، بهذه الخدمات والتقنيات.
وفي إطار إسهاماتها المتقدمة في تعزيز المعرفة عالمياً عبر إطلاق مجموعة من التقارير المعرفية المتخصصة واهتمامها بتعزيز هذا الجانب، أطلق مجموعة من الخبراء المتخصصين في البحث والتطوير مبادرة "مدن المعرفة" وتم اختيار "دبي مدينة للمعرفة" لعام 2020 بالتعاون مع مؤسسة pcw وتحت مظلة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
وتحدث عن الهدف من إطلاق المبادرة، البرفيسور لورانت بروبست، مدير وحدة البحث والتطوير في pcw، قائلاً: "دبي مدينة عالمية، ونتيجة للمبادرات الكبيرة التي تنفذها في خلق المعرفة فقد أطلقنا هذه المبادرة بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وشركائنا الفاعلين في القطاعين الحكومي والخاص".
وأضاف: "بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تعمل دبي على تنمية المعرفة بما يتماشى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وفي إطار فعاليات "قمة المعرفة" وجلساتها التفاعلية عقدت جلسة نقاشية بعنوان "الابتكار: طريقنا إلى بناء مدن مستدامة"، وناقشت الجلسة سبل بناء المجتمعات التكافلية من خلال التصميم الاجتماعي الجديد، وأهمية تغيير الديناميكيات وهندسة المجتمعات لتحقيق الوفرة.
واستعرض الدكتور محمود البرعي المستشار الدولي في برنامج الأمم المتحدة للمدن، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للعقاريين العرب خلال الجلسة، عن العناصر الأساسية لتحقيق الاستدامة، والتي تتمثل بجودة الحياة والمرونة في الحكومة وتقليل التكلفة، إضافة إلى دور التكنولوجيا والابتكار، والشراكات بين القطاعات المختلفة وتفعيل الشفافية والمرونة في بناء المجتمعات المستدامة.
كما ناقش التحديات الديموغرافية والبيئية والاضطرابات السياسية التي تواجه الاستدامة في العديد من المدن حول العالم. مشيداً برؤية دولة الإمارات في الاستدامة وتحقيق النمو الاقتصادي وبناء مجتمعات مزدهرة مستدامة وسعيدة قائمة على الإنسان. كما أكد أن تحقيق الوفرة يتطلب تشجيع الناس على تبني الممارسات المستدامة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، ووضع الاستدامة والبيئة في قائمة الأولويات لما تحققه من مكاسب اقتصادية طويلة الأمد وتوفير في الموارد.
وشارك كريم الجسر المدير التنفيذي لمعهد الابتكار في المدينة المستدامة في دبي، تجربته في بناء "المدينة المستدامة" في دبي، التي تشكل نموذجاً فريداً للمدينة السعيدة الذكية والمستدامة، حيث تحتضن مساحات خضراء واسعة وأراضي زراعية، وتعتمد على الطاقة الشمسية بشكل أساسي. كما أكد ضرورة التكامل بين القطاع العام والخاص والأكاديمي لتحقيق الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لمختلف طبقات المجتمع. وأشار أيضاً إلى ضرورة الاعتماد على الأرقام والإحصائيات في وضع سياسات وآليات ومنهجيات تحقق أهداف التنمية المستدامة.
وتناولت جلسة " النساء الرائدات ودورهن في تمكين النساء والفتيات الأخريات" ضمن جلسات قمة المعرفة 2019، مواضيع دور المرأة في القيادة والمشاركة السياسية، وكسر الصورة النمطية عنها، وغيرها من الموضوعات.
وتحدثت جاسلين كوينتانا سفيرة الفلبين لدى الإمارات العربية المتحدة، عن مكانة الفلبين بين دول قارة آسيا، كونها من أكثر الدول مساواة بين الرجل والمرأة. كما تطرقت إلى طرق وآليات تمكين المرأة وأهمها إيقاف العنف ضدها. كما نوهت بأهمية الحفاظ على مكانة المرأة في مكان العمل مما يساعدها على إطلاق العنان لطاقتها وموهبتها. كما أشادت كوينتانا بالإجراءات التي تتخذها دولة الإمارات لضمان الحفاظ على حقوق المرأة وتمكينها لتكون عضواً فعالاً في المجتمع.
كما تحدثت الدكتورة موزة الشحي مديرة مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي عن دور هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المعنية بالمرأة، وذلك ضمن أربع أولويات هي: زيادة الدور القيادي للمرأة ومشاركتها؛ وإنهاء العنف ضد المرأة؛ وإشراك المرأة في جميع جوانب عمليات السلام والأمن؛ وتحسين التمكين الاقتصادي للمرأة. كما شرحت عن البرامج التي تصممها المنظمة والتي تهدف إلى تأهيل المرأة و إشراكها في الجيش وعمليات السلام.
وعلي هامش "قمة المعرفة 2019" كرم الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزين بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بنسختها السادسة لعام 2019، والتي حصدها كل من "شركة أرامكو السعودية " عن فئة المؤسسات، وتسلم الجائزة الدكتور جميل البقعاوي، كبير المهندسين، ورئيس مجلس إدارة المعرفة ورئيس مجلس إدارة الابتكار في أرامكو. وعن فئة الحكومات حصد "المعهد الوطني للتعليم في سنغافورة" الجائزة التي تسلمتها، البروفيسورة كريستين جوه، مدير المعهد الوطني للتعليم في جامعة نانيانغ للتكنولوجيا في سنغافورة، أما عن فئة الافراد فحصل عليها هينريك فون شيل، مؤسس الجيل الرابع للصناعة.
وخلال كافة جلسات القمة تم استعراض نتائج "مؤشر المعرفة العالمي 2019"، الذي غطى في نسخة هذا العام نتائج 136 دولة حول العالم، واظهر أن 75 مليون وظيفة حول العالم سوف تختفي في المستقبل لتحل محلها 133 مليون وظيفة جديدة في مجالات المستقبل.