قال أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، إن إطلاق الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان مبادرة وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي تلقى ترحيبا كبيرا، ويشارك فيها المجتمع اليهودي، يعد أمرا أقرب للحلم"، مؤكدا أن الوثيقة تعد نموذجا إيجابيا لمكافحة خطاب الكراهية، ووسيلة جديدة للحد من الاضطهاد الديني، وتطبيقا عمليا لاحترام الأديان، ورسالة مباشرة ومقصودة إلى جميع المؤمنين مفادها أن التنوع والاختلاف في الدين هو حكمة إلهية كالاختلاف في اللون والجنس واللغة.
وأشار جوتيريس - خلال اجتماعه الليلة الماضية بأعضاء اللجنة الدولية للإخوة الإنسانية بالمقر الرئيسي للمنظمة بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث عقدت اللجنة اجتماعها الرابع بحضور الأمين العام للأمم المتحدة - إلى أن توقيع هذه الوثيقة من قبل أكبر رمزيين دينيين في العالم، يعكس عالمية الرسالة التي تشتمل عليها من ضرورة احترام مبدأ حرية الأديان وحمايته، كما عبر عن إعجابه بالتنوع الموجود داخل اللجنة المنوط بها تحقيق أهداف الوثيقة، مرحباً بالتعاون والتنسيق المشترك مع أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بالتصدي لخطاب الكراهية ونبذ الآخر، مطالبا بضرورة تحويل نص الوثيقة إلى مجموعة من التشريعات تساعد على سهولة تطبيقها وتنفيذها.
من جانبهم ، استعرض أعضاء اللجنة الجهود التي تقوم بها اللجنة الدولية للإخوة الإنسانية، والمبادرات التي تبنتها وتعمل على تنفيذها في المرحلة المقبلة، وعالمية الرسالة التي تسعى اللجنة لتحقيقها بسبب تركيزها على الإنسان، وعدم اقتصارها على حوار الأديان والحضارات، مؤكدين أن الهدف الرئيسي للجنة هو توفير بيئة صحية تسمح للجميع بالعيش سويا كأسرة واحدة وتنحية الأيدولوجيات والعمل على إبراز الإيجابيات المشتركة بين الأديان، كما تم استعراض التصور المقترح لبيت العائلة الإبراهمية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بهدف تشجيع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وأكد أعضاء اللجنة على أهمية تحويل الوثيقة إلى منهج علمي عالمي، يتم تدريسه لكافة الطلاب حول العالم في المراحل التعليمية المختلفة، وإتاحة الوثيقة للبحث العلمي في مرحلة الدراسات العليا بالجامعات والمراكز البحثية بمختلف اللغات، مؤكدين أن تواجد اللجنة اليوم بالأمم المتحدة سوف يفتح مجالات للعمل سويا في المستقبل القريب، خاصة فيما يتعلق بالتعاون مع مؤسسة اليونسكو في مجالات تعليم وتدريب الطلاب والمعلمين على قبول الآخر والإخاء الإنساني.
وسلم الكاردينال ميجيل أنخيل أيوسو، رئيس جلسات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالكرسي الرسولي ، أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، رسالة مشتركة هي الأول من نوعها، من أكبر رمزيين دينيين، بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر الشريف، وتضمنت الرسالة، التي سلمها أعضاء اللجنة الدولية للإخوة الإنسانية ، إعلان الرابع من فبراير يوما عالميا للأخوة الإنسانية، إحياء لذكرى توقيع الوثيقة في نفس اليوم من عام 2018 بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، ودعوة لعقد قمة تجمع القادة الدينيين والقادة السياسيين، للمشاركة في التوصل إلى حلول عملية لتنفيذ مبادئ الأخوة الإنسانية، وتبني تحقيق أهدافها على أرض الواقع، كما تضمنت الرسالة إشارة إلى أهمية العمل سويا لترجمة مبادئ الأخوة الإنسانية وثقافة التسامح والعيش المشترك إلى واقع ملموس في حياة البشر.
وفي نهاية اللقاء، أعرب أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية عن تقديرهم لمنظمة الأمم المتحدة، ودعم المنظمة لوثيقة الأخوة الإنسانية، مؤكدين أن هذا الدعم يضع على عاتقهم مسئولية كبيرة تجعلهم على استعداد لبذل أقصى الجهود من أجل سرعة ترجمة بنود الوثيقة على أرض الواقع لتحقيق الأمن والسلام العالمي، مؤكدين عزمهم الكامل لبذل كافة الجهود وتحويل كل التوقعات إلى نتائج ملموسة في المجال الإنساني .