الأربعاء 26 يونيو 2024

بعد سقطات رويترز لإثارة الأزمات في مصر.. خبراء الإعلام: تقارير الوكالة استمرار للمعالجات السلبية غير المهنية.. وتتعمد تشويه صورة مصر لضرب الاستقرار بالتعاون مع الجماعة الإرهابية

تحقيقات16-12-2019 | 15:49

سقطات متواصلة وقعت فيها وكالة رويترز للأنباء، كان آخرها خلال الأيام الماضية بنشرها تقارير لا أساس لها من الصحة عن تدخل المجلس الأعلى للإعلام في الأعمال الدرامية وعن البورصة المصرية، وهي تقارير وصفها خبراء الإعلام بأنها استمرار للمعالجات السلبية غير المهنية للأوضاع في مصر، مؤكدين أن رويترز تتعمد تشويه صورة مصر لضرب الاستقرار بالتعاون مع الجماعة الإرهابية.


وفند المجلس الأعلى للإعلام، في بيان له، ما نشرته رويترز من أكاذيب، قائلا إنه تم بناؤها على معلومات كاذبة منقولة من صفحات التواصل الاجتماعي، مضيفا إن التقرير نسب للمجلس أفعالًا وإجراءات وقرارات لم تصدر من الأساس، ولم تناقش أصلًا ولا يعقل اتخاذها، بل وتخالف القانون، الذي يحكم عمل المجلس والدستور، الذي حدد سلطاته وصلاحياته.


وأوضح أن التقرير يزعم أن المجلس يشرف على الإنتاج الدرامي، وهو أمر بعيد تمامًا عن عمل المجلس، ويخالف قواعد العمل الفني، التي لم تتغير منذ عشرات السنين، مشيرًا إلى أن التقرير زعم أن لجنة الدراما منعت الأعمال السياسية وأعدت تقريرًا عن مشاهد التدخين والألفاظ السوقية ومنعت المشاهد الجنسية وتناول موضوعات الإلحاد والمِثلية.


وأكد المجلس أن لجنة الدراما لم تصدر تقريرها أساسًا، كما أنها لا تملك أي سلطات لمنع تناول موضوعات بعينها في الأعمال الدرامية، وإنما تقوم بإعلان رأيها في الأعمال، التي تعرض على الشاشات بعد العرض وليس قبله، مشيرا إلى أن اللجنة تضم شخصيات نقابية منتخبة من جموع المبدعين، ولا يعقل أن تفرض قيودًا على الإبداع بسلطات لا تملكها أصلًا، مؤكدًا أنه لم يلتق أي استفسارات من معدي التقرير بعكس ما ذكر فيه.


وأضاف إن التقرير خالف المعايير المهنية العالمية حيث تم بناؤه على أكاذيب تم نسجها بعناية مع تصريح للمنتج جمال العدل يتحدث فيه عن واقعة سمعها من منتج صديقه بأنه أوقف التصوير لعدم حصوله على الترخيص اللازم للتصوير، قبل أن ينتقل التقرير لنسج قصص أخرى نسبها لمجهولين.

 

ضرب الاستقرار

وقال الإعلامي حمدي الكنيسي، مؤسس نقابة الإعلاميين ورئيسها السابق، إن ما صدر عن وكالة رويترز وغيرها من القنوات والصحف ووكالات الأنباء العالمية يستحق التفكير فيه بعمق وأيضا في كل ما تنقله هذه الوسائل الإعلامية، مضيفا "ندرك جيدا ونرى بأعيننا كيف أن هذه الوسائل ومن بينها رويترز وغيرها تتعمد محاولة تشويه صورة العمل في مصر".

 

 

 

وأضاف الكنيسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن الهدف من ذلك هو ضرب الاستقرار لصالح مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يستهدف تمزيق الدول العربية وتفتيتها، أو التنسيق والتعاون مع الجماعة الإرهابية التي لا تستطيع أن تتقبل حتى وقتنا هذا أن الشعب المصري أسقط حكمها في زمن قياسي.

 

 

 

وأكد أن ما نشرته رويترز خلال الأيام الماضية عن التدخل في العمل الإعلامي أو الدرامي ومحاولة الانتقاص من التوازن الواضح في التعامل مع الدراما، وكذلك محاولة تشويه نجاح سياسة الاستثمار في مصر هدفه إرباك الدولة وضرب الاستقرار.

 

 

 

وأوضح أن رد المجلس الأعلى للتنظيم الإعلام هو خطوة وتكتمل بالتحرك قضائيا على المستوى الدولي، فهناك أكثر من جهة يمكن التقدم أمامها بما يظهر حقيقة هذه الوكالات والوسائل الإعلامية الدولية.

 

معالجات سلبية غير مهنية

ومن جانبها، قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن تقارير وكالة رويترز للأنباء بشأن مصر خلال الفترة الأخيرة تدخل في إطار المعالجات السلبية التي تقدمها للوضع في البلاد، مضيفة إن هذه التقارير تفتقد إلى المهنية التي تقتضي عرض الموضوع من كل زواياه وجوانبه والتوازن في التناول.

 

 

 

وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المهنية تتطلب الاعتماد على مصادر موثوقة لها وجهات نظر متعددة، لكن نشر تقرير يستند إلى وجهة نظر واحدة وغير معروف مصدرها أو إلى واقع يستند إليه فيؤكد أن هذا التقرير مسيس وليس صحفيا أو إعلاميا، مضيفة إن هذا ليس جديدا بل تواجهه مصر منذ سنوات وتحديدا منذ 2013.

 

 

 

وأكدت أن معالجات الإعلام الدولي للوضع في مصر تفتقر إلى المهنية، ويجب أن نملك أدوات إعلامية تقدم الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر، موضحة أن النقد مفترض أن يقدم الجوانب الإيجابية والسلبية، لكن التحيز يبرز السلبيات فقط، وهو ما قامت به رويترز بصورة تعكس عدم المهنية.

 

 

 

وأشارت إلى أهمية الرد على الإعلام الخارجي في ظل وجود ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات التي تتيح لمصر فرصة فريدة للتواجد ومخاطبة العالم من خلال تلك الوسائل بالمنطق واللغة التي يفهمها، موضحة أن هذه الوسائل الإعلامية الغربية قد تعتمد على مصادر لها توجهات سلبية تجاه مصر وتقدم من خلالها صورة مغلوطة عن بلادنا.