الأحد 24 نوفمبر 2024

40 عاماً على انطلاق فرقة الأصدقاء .. هاني شنودة: كنت وما زلت أكبر نصيرا للمرأة

  • 13-4-2017 | 09:41

طباعة

حوار: طاهــر البهــي

تحتفل الأوساط الثقافية والفنية هذا العام بمرور أربعة عقود على ميلاد "الأصدقاء" التى أسسها الموسيقار هانى شنودة والتى تعد أول فرقة جماعية مصرية تتغنى بالتراث والكلمات المصرية الخالصة، وإن سبقتها فرقة أخرى إلا أنها كانت تعتمد على الكلمات والألحان اللبنانية ما جعل للكلمات التى تتغنى بها "الأصدقاء" مكانة فى قلوب الجمهور العربى والمصرى، والأجمل أن ما يربو عن نصف أغانيها تتحدث بلسان حال الفتاة المصرية في أشد أوقات اضطهادها وممارسة التمييز القبيح ضدها..

الموسيقار هاني شنودة يسترجع ذكريات بداية فرقة الأصدقاء وكيف تبنت قضايا المرأة ومشاكها فى ذلك الوقت، وكيف كانت الفرقة سببا فى انتشار موسيقاه ودخوله مجال الموسيقى التصويرية فى هذا الحوار..

كيف ترى هذا التاريخ .. 40 عاماً على مولد "الأصدقاء"؟

أصارحك أنني لست معتاداً على النظر إلى الخلف ولا حتى الحاضر؛ فأنا مشغول دوما بالمستقبل وأن أسبق العصر ولا أجاريه، وأتذكر هنا ما قاله معارضو أينشتاين: إنك لا تستطيع قياس الزمن، فعندما يشير مؤشر الساعة إلى التاسعة، يتحرك بعدها مباشرة إلى زمن آخر، وأرى أن الحاضر خدعة من خداع اللغة، ولذلك أنا سعيد هذه الأيام لكنني لست متفاجئاً من إقبال الشباب على أغاني الفرقة بعد مرور كل هذه السنوات، ويظهر ذلك من خلال التحميلات على الإنترنت، أنا أشغل نفسى دائماً بالمستقبل كما أدخلت العلوم الموسيقية في العديد من ألحان الفرقة.

قالوا إنك تقدم القالب الغربي في ألحانك للفرقة؟

علوم الموسيقى ليست غربية ولا شرقية فعظماء الموسيقى المصرية استفادوا من التطور الغربي الذي حدث للآلات والألحان، "الأصدقاء" نجحت لأن عيونها كانت مصوبة تجاه الجمهور فالألبوم الأول "بحبك لا" نجح عندما آمن بنا الشاعر العظيم صلاح جاهين وقال إن ما قدمناه كان ثورة في الأغنية المصرية لأن ما كان سائداً وقتها أن الحبيب يتعذب بحبه ويتذلل لمحبوبه، ويتغزل بمنديل حبيبه، لكننا انتقلنا إلى أرض الواقع ووضعنا حقوق الأحباء والتقاليد المجتمعية فى ميزان واقتنع الجمهور بهذا التصور.

قضايا نسائية:

ولكن عيونكم كانت على "بنات حواء" بشكل واضح؟

طبعاً لأن البنت المصرية عانت الظلم في تلك الفترة وما بعدها، وأذكر أنى لحنت أغنية أعتبرها دستورا للفتاة في هذه الفترة يقول مطلعها: بنات كتير كدة من سني/ بيغيروا مني / مع أني / مش أحلى منهم بصراحة / لا عندي لبس آخر موضة / ولا في الأوضة صورة لنجم عينيه سودا.. من كلمات الشاعر العظيم صلاح فايز.. وأغنية ثانية تقول / حرية والدنيا حرية / لا أتحكم في حبيبي ولا يتحكم في..

ثم يلتفت إليّ وتلمع عينيه قائلاً: إنت تعرف إننا اتكلمنا عن الخلع قبل القانون بثلاثين سنة! تقول الغنوة على لسان المرأة: أنا باديك الحق تسيبني / وقت ما قلبك يسلى / الحب مسئولية .. ثم يصفق هاني شنودة قائلاً: هذا هو صلاح جاهين.

 ولماذا تبنيتم قضايا المرأة؟

يا صديقي نحن كنا أكبر الداعمين للمرأة في وقت كنا نغرد فيه وحدنا، ليس المرأة وحدها بل والأسرة، فقلنا: الفرق ما بيني وما بين والدي / مسألة السن، بيقولوا لما كان قدي / كان زي الجن.

وعن العلاقات الإنسانية قلنا: الحب ده إحساس / والكره ده إحساس / في علاقتي بكل الناس.

ظهوركم كان في قمة انفراد المطرب النجم بجمهوره، وكان على الساحة عبد الحليم حافظ لا يزال صوته يتردد بشدة.. أنتم انتصرتم للعمل الجماعي.. هل كان هذا سهلا؟

احنا درس في العمل الجماعي، لأننا كنا مطلب جماهيري وشبابي.

سوء حظ:

الملاحظ أنك تبنيت عددا كبيرا من المواهب خاصة من البنات اللائى انفصلن عن الفرقة بعد زواجهن؟

يقول ضاحكاً: احنا عندنا أغنية تعتبر فأل خير لكل فتاة تغنيها وهى "متحسبوش يا بنات إن الجواز راحة" كل ما تغنيها مطربة تتجوز وتقعد في البيت!!

وأنا كنت أقول من غير انزعاج: إن فرقة المصريين مثل القطار، اللى عايز يكمل مشواره معاها يتفضل، وأيضاً اللى عايز ينزل في أي محطة يتفضل برضه، إحنا أكاديمية مصغرة لتعليم العمل الجماعي، واحترام المواعيد عندي أهم من الموهبة، يأتي بعد ذلك الثقافة العامة ثم التدريبات الصوتية، ومن تريد لنفسها مكاناً آخر تسيب مكانها.

وأظن أن مراكز الإبداع والأكاديميات خطت نفس خطانا، مين كان يعبر عن شقاوة البنت بهذه الصورة: ماشية السنيورة / كده كده هو / عايزالها صورة / بصت للعدسة / راحت مكسورة!!

فاتن حمامة:

دخولك مجال الموسيقى التصويرية كان له قصة، فما هى؟

 بدأت بمكالمة من منتج قال لي الست "تونة" عايزاك تكلمها، ولأنني أعلم أن الست "تونة" هي الرائعة فاتن حمامة فلم أصدق لكنني ذهبت للموعد لأجد المونتيرة العظيمة رشيدة عبد السلام والمخرج القدير هنري بركات ينتظران مع السيدة فاتن حمامة التى حددت لى 16 ملاحظة عليَّ أن أتجنبها في موسيقاي لفيلمها، وحددنا أماكن الموسيقى في الفيلم، وانتهيت من عملي، لأفاجأ بترحيب كبير من سيدة الشاشة العربية كان نتيجته أنني قدمت الموسيقى التصويرية لنحو عشرين فيلما لها.

وما حلمك حالياً؟

القضاء على القرصنة الإلكترونية، ولو جائتني حقوقي عما تم سرقته سوف أصبح مليارديراً، ولن يأتي هذا إلا بتدخل قوى من الدولة، فأغنية واحدة لحنتها تحقق لي الثراء وهي "زحمة يا دنيا زحمة" التي أعيد توزيعها عالمياً في دول كثيرة.

    الاكثر قراءة