تمر اليوم الذكري الـ 116 لافتتاح متحف الفن الإسلامي بباب الخلق الذي يعد درة المتاحف الإسلامية في العالم، حيث يضم مجموعات أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
وفى هذا الإطار، ينظم المتحف اليوم معرضا للآثار الإسلامية بعنوان "من ذاكرة المتحف" يقدم عرضا لأهم وأقدم القطع الأثرية الموجودة بداخله إلى جانب تنظيم عدد من الورش التعليمية للأطفال والعديد من الفقرات الفنية.
وبدأت فكرة إنشاء المتحف الإسلامي في عصر الخديوي إسماعيل وبالتحديد في عام 1869، عندما قام "فرانتز باشا" بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي، في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله، وفي عام 1881 صدر مرسوم من الخديوي توفيق بإنشاء لجنة حفظ الآثار العربية برئاسة "ماكس هيرتس باشا"؛ حيث تولت الإشراف على جمع المقتنيات وتوفير مبنى مستقل لعرضها بعدما ضاقت بها أروقة جامع الحاكم، إلى جانب عملها الأساسي في صيانة وترميم الآثار الإسلامية بالقاهرة، واختير الموقع الحالي في ميدان باب الخلق تحت مسمي "دار الآثار العربية".
ووضع حجر الأساس للمتحف عام 1899، وانتهى البناء عام 1902، ليكون ثاني مبنى شيد بالخرسانة المسلحة بعد المتحف المصري، ثم نقلت التحف إليه، وافتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر 1903، وكان يعرف جزء المتحف الشرقي بـ"دار الآثار العربية" والغربي باسم "دار الكتب السلطانية أو الكتبخانة".
وفى عام 2003، اتضح أن المتحف بحاجة لتطوير أكبر بسبب تكدس التحف والآثار، فتم غلقه لمدة 7 سنوات لحين انتهاء أعمال التطوير، وتم افتتاحه في أكتوبر 2010، وفي ٢٤ يناير ٢٠١٤ طالته يد الإرهاب الغاشم بعد الانفجار الذي وقع أمام مديرية أمن القاهرة ، وامتدت آثاره المدمرة للمتحف ومقتنياته النادرة.
واستغرقت عملية تطوير المتحف بعد العملية الإرهابية 3 سنوات، وقام بها فريق من المرممين المصريين على أعلى مستوى من الخبرة والمهنية؛ حيث نجحوا في ترميم مقتنيات المتحف التي تعرضت للتدمير، والتي بلغ عددها 179 قطعة تضررت من الانفجار؛ وتم ترميم 160 قطعة أثرية، وبالنسبة للقطع التي فقدت بشكل تام وأغلبها من الزجاج - لا يتجاوز عددها 10 قطع - تم عرض قطع مماثلة لها.
وعقب عملية التطوير، تم زيادة عدد القطع الأثرية المعروضة بالمتحف إلى حوالي 4400 تحفة، مع إخراج أهم كنوز المتحف من المخازن، حيث تم عرض 400 تحفة لأول مرة بالعرض الجديد، وإضافة 16 فاترينة جديدة للعرض المتحفي موزعة بطريقة مدروسة، وتم إضافة 3 قاعات جديدة للمتحف وتعديل كبير لثلاث قاعات أخرى، أهمها مدخل المتحف، كما تم استخدام مادة "البلكسي جلاس" التي تتميز بعدم تفاعلها مع الآثار، كمادة أساسية في أكسسوار العرض المتحفي، كما ضم لأول مرة مقتنيات من أسرة محمد علي، وقاعة للأطفال، وقاعة للحياة اليومية، وقاعة مخصصة لأعمال ترميم التحف التي تعرضت للتلف أثناء التفجير الإرهابي الذي وقع في عام 2014.
وفى يناير ٢٠١٧ افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، متحف الفن الإسلامي، بعد إعادة تطويره وترميمه، وكانت تلك هي المرة الثالثة التي يتعرض لها المتحف لعملية تطوير وترميم منذ افتتاحه عام 1903؛ حيث شهد عمليات توسعة وترميم عام 1983، واستغرقت عاما واحدا.