قال
الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشئون الأفريقية، إن قمة الاستثمار البريطانية
الأفريقية هي الأولى من نوعها في العمل الأفريقي مع دولة بحجم بريطانيا وتمثل نقلة
نوعية في علاقات الجانبين، مضيفا إن هناك رسالتين أرادت بريطانيا أن توجههما
للقارة الأفريقية وهما، الأولى أن بريطانيا شريك استثمار المفضل لأفريقيا.
وأوضح في
تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرسالة الثانية والتي أكدها رئيس الوزراء
البريطاني بوريس جونسون اليوم في كلمته خلال القمة أن أفريقيا يمكنها إعادة
الاستثمار البريطاني إلى مساره الصحيح، وهما رسالتين اتضحتا سواء قبيل القمة أو
خلال كلمة جونسون اليوم، مضيفا إن جونسون أكد مجموعة من المحاور الرئيسية اليوم.
وأضاف إن
أول هذه المحاور هي أن بريطانيا هي شريك اليوم والغد والمستقبل للقارة الأفريقية
في مغازلة واضحة للقارة وتأكيد علاقات الجانبين، والرسالة الثانية هي أن أفريقيا
من خلال لندن عاصمة المال العالمية ستكون في قلب العالم، حيث أكد جونسون ذلك بوضوح
وأشار إلى أدوات القوى الناعمة في العلاقات البريطانية الأفريقية حيث أشار إلى
التعليم والتكنولوجيا ودور رأس المال في إحداث نقلة نوعية في أفريقيا ضاربا العديد
من الأمثلة سواء في بريطانيا أو أوغندا أو إثيوبيا والمشروع القاري القاهرة كيب
تاون.
وأشار إلى
أن هناك العديد من الدوافع لعقد بريطانيا هذه القمة في التوقيت الحالي، ومن بينها
قرب خروجها من الاتحاد الأوروبي والبحث عن أسواق جديدة، وأفريقيا هي سوق كبيرة
وواعدة، وكان هناك رغبة بريطانيا أن تكون أفريقيا هي بديل عن وجودها داخل الاتحاد
الأوروبي، فضلا عن مشروعات أخرى كمشروعات الطاقة النظيفة بحديثها عن مشروعات تقدر
ب،8 مليارات استرليني، والتي ستكون ذات أولوية كبرى، خاصة أن بريطانيا تحتل
المرتبة الثالثة في عدد الشركات العاملة في أفريقيا بعد الولايات المتحدة وبعد
فرنسا.
وأشار
خبير الشئون الأفريقية إلى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم شملت عدة
محاور، الأول هي إشارته إلى أن التعاون الأفريقي البريطاني هو إضافة للعمل الدولي
المساند لجهود التنمية في أفريقيا، مضيفا إن ذلك هو ما تأكد أكثر من مرة سواء في
قمة التيكاد أو قمة الصين أفريقيا أو مجموعة السبع، بما يعكس النظرة المصرية إلى
دور أفريقيا في العلاقات الدولية.
وأكد أن
هناك رغبة مصرية في تفعيل موقع أفريقيا في العلاقات الدولية، كما أن الخطاب
السياسي المصري اليوم وفي كل المحافل الدولية أكد 4 قضايا أساسية تطرحها مصر دائما
أمام المجتمع الدولي، وهي البنية الأساسية وتفعيل منطقة التجارة الأفريقي ودور
القطاع الخاص في التنمية وكذلك تمكين المرأة والشباب.
وتابع: إن
مصر لم تكتف فقط بعرض قضايا القارة الأفريقية وإنما قدمت التوصيات المصرية أمام
صانع القرار الدولي وخاصة فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الاستثمار، كضمانات
الاستثمار وتعزيز المبادلات على أسس أكثر عدالة، مضيفا إن قمة بريطانيا تضاف إلى
القمم الدولية التي شاركت فيها مصر بدءا من قمة "الفوكاك" الصينية
والتيكاد ومنتدى سوتشي وغيرها لوضع أفريقيا على أجندة صانع القرار الدولي.