يكرر اليهود في كل عام بعيد الفصح، حكاية الضربات العشر التي لحقت بالشعب المصري وقصتهم مع «فرعون»، لرفضه إطلاق سراح بني إسرائيل، والضربات العشر هي: «الدم، الضفادع، القمل، الذباب، الطاعون، الدمامل، إنزال البرد والنار، الجراد، الظلام، وموت الرضع».
التفسير التوراتي روج إلى أن إله بني إسرائيل عاقب "فرعون" على عناده وقلبه الشرير؛ لإجباره على الموافقة على طلب النبي "موسى" في إطلاق حرية العبرانيين من مصر، ومؤخرًا، بحث عدد من العلماء في قصة الضربات العشر من الجانب العلمي، في محاولة لتقديم رؤى أخرى تظهر أن تلك الضربات العشر لم تكن فقط معجزات.
ونشرت الصحيفة البريطانية "تليجراف"، بحثا حول الجانب العلمي للضربات العشر، والذي أفاد بأن عهد "رمسيس الثاني" جاء تمامًا في فترة من الاضطرابات المناخية التي ضربت دلتا النيل، من طقس رطب وحار تحول إلى طقس جاف، ووفقًا لتقديرات بعض الباحثين، فإن هذا التغيير الحاد كان السبب وراء الضربات العشر.
وجاء في التقرير » أنه وفقا للتقاليد اليهودية، حدثت الضربة الأولى عندما تحولت كل مياه النيل إلى دم، ولكن وفقا للتفسير العلمي، يبدو أن الطحالب الحمراء، لونت مياه النيل بالأحمر، فهناك عدة أحداث معروفة في التاريخ ظهرت فيها هذه الظاهرة.
وعقب ذلك ظهرت الضفادع في جميع أنحاء مصر، ويمكن تفسير سبب ذلك بواسطة الظاهرة السابقة، الطحالب الحمراء التي غيرت التوازن البيئي في النيل، وقتلت الأسماك التي سبحت فيه، وسمح موت الأسماك بالتكاثر السريع للضفادع، دون حدود.
القمل.. ظاهرة شائعة حتى اليوم، وليس فقط في مصر، ويبدو أن وباء الضفادع جلب وراءه وباء القمل، الذي تغذى على جثث الضفادع التي طفت على نهر النيل، وتكونت ضربة الذباب يبدو أنها تغذت على جثث الضفادع الميتة والأسماك، والطحالب التي ملأت النيل.
الطاعون.. كان وباء الطاعون هو أيضا شائعًا، وتفشى بواسطة الجرذان، وخصوصا في أوروبا، ومن المحتمل جدًا أن تكون الحشرات الكثيرة التي جاءت إلى مصر في تلك المرحلة، هي التي نقلت مرض الطاعون الذي أدى إلى الموت الجماعي لحيوانات المزارع.
الدمامل.. هي مرض جلدي مقترن بالجذام، نقل كما يبدو عن طريق حشرات حملت هذا المرض، أما إنزال البرد والنار فيمكن تفسيره، وفقا للباحثين، من خلال حدث واحد، وهو انفجار جبل بركاني في إحدى المناطق المجاورة لمصر، كما يبدو في إحدى جزر اليونان، والانفجار البركاني أدى إلى ظروف جوية قاسية، تسببت في هطول البرد الكثيف الذي دمر حقول الحبوب في مصر، أما بالنسبة إلى إنزال النار فهو لا يزال غامضًا.
الجراد.. لا تزال ضربة الجراد شائعة في العالم، وفي الشرق الأوسط أيضًا، عام 2013، حطت أسراب من الجراد في السودان، مصر وإسرائيل، وقد تكون ضربة الجراد أيضا نتيجة للتغييرات المناخية المتطرفة التي حدثت جراء الانفجار البركاني.
الظلام.. الهبوط التام للظلام على وجه المنطقة لفترة مستمرة هو ظاهرة من الصعب تفسيرها، ولكن يمكن ربطها هي أيضا بالانفجار البركاني، حيث من المعروف أن تراكم الرماد البركاني في الهواء قد يتسبب بالظلام.
موت الرضع.. هذه هي الضربة الأكثر صعوبة للتفسير من بين جميع ضربات مصر، ووفقا للقصة، فإن الرضع ماتوا في ليلة واحدة، بينما نجا أبناء اليهود، وتحكي التوراة أن الله بنفسه انتقل من باب إلى باب، وذبح أبناء المصريين، وقد نجا اليهود لأنهم حفظوا وصايا الله بأن يضعوا علامة على أبواب بيوتهم بدماء حمل ضحوا به لله.
لكن.. ما تفسير هذه الضربة؟، يقول العلماء إنه من الممكن أن أطفال مصر قد ماتوا لأنهم تناولوا حبوبا ملوثة، والتي امتلأت بالعفن بعد ضربة الطاعون والجراد، ويقول آخرون إن المصريين أنفسهم كانوا هم من قتل أبناءهم وضحوا بهم لإلههم، لأنهم اعتقدوا بأنه هكذا فقط سينجون من الشرور التي حلت بهم.