أصدرت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، بيانا، أكدت خلاله على رفضها لتلك الجريمة وتصديها الكامل للقضاء عليها، باعتبارها أقسى أنواع العنف، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث.
وجاء نص البيان كالتالى: في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث والذي يوافق السادس من شهر فبراير من كل عام، تؤكد اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للمرأة، وبعضوية ممثلين من كافة الوزارات المعنية والجهات القضائية المختصة والأزهر الشريف والكنائس المصرية الثلاثة ومنظمات المجتمع المدني المعنية ، بالإضافة الى تعاون اللجنة مع شركاء التنمية، رفضها الكامل لجريمة ختان الإناث، وتؤكد عزمها التصدى بكل قوة للقضاء عليه باعتباره أقسى أشكال العنف ضد المرأة والطفلة ، وتؤثر سلباً على حاضر ومستقبل الفتيات، فضلا عن كونها خطراً يهدد حياتهن.
وتؤكد اللجنة الوطنية أنها اخذت على عاتقها منذ تشكيلها فى مايو من العام الماضي مسئولية التصدى لجريمة ختان الإناث، فاللجنة جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 والمنبثقة من رؤية مصر 2030 ، وتتضمن الاستراتيجية محوراً خاصأ بالحماية من جميع أشكال العنف ضد المرأة يتضمن تدخلا واضحاً لقضية ختان الإناث ، واحد اهم عناصره التمتع بصحة بدنية ونفسية سليمة ولا تكون ضحية الجهل والعادات والممارسات الضارة المتوارثة، كما تعد اللجنة الوطنية جزءاً محورياً من الإطار الاستراتيجي والخطة والوطنية للطفولة والأمومة 2018 – 2030، والإطار الاستراتيجي الوطني للقضاء على العنف ضد الأطفال في مصر، ومن أهم محاورهما القضاء على كل الممارسات الضارة التي تلحق بالفتيات من عنف وإيذاء وتمييز.
هذا وقد أسفر التعاون بين جميع أعضاء اللجنة الوطنية عن تنظيم أكثر من 700 نشاط نجحت في الوصول إلى مايقرب من 20 مليون سيدة وفتاة ورجل وطفل في القرى والنجوع على مستوى محافظات الجمهورية على مدار 9 أشهر فى مختلف المجالات ، مثل تنظيم قوافل طبية وتثقيفية وحملات اعلامية توعوية ، واستقبال شكاوى ، ورفع كفاءة البناء المؤسسى، وحملات طرق الأبواب تحت شعار " احميها من الختان" من خلال فروع المجلس القومي للمرأة ولجان حماية الطفولة التابعة للمجلس القومي للطفولة والأمومة بالمحافظات لتوعية السيدات والأهالي في المراكز والقري والنجوع بخطورة هذه الجريمة واضرارها على مستقبل الفتيات وعلى فرصهن في الحياة بصورة طبيعية ، كما تم تخصيص حملة ال16 يوم من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة التى أطلقت خلال الفترة من 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر الماضي للتوعية بهذه القضية .
كما استقبل خط نجدة الطفل على الرقم 16000 عدد ( 1589) استشارة وشكوى وبلاغ خاص بإجراء ختان الاناث باعتباره الآلية القانونية لاستقبال جرائم ختان الإناث أو الاستشارات من الأسر عن الرأي الديني والطبي والأضرار والمخاطر الخاصة بختان الأنثى ، وفي هذا الصدد استقبل الخط الساخن استشارات من الفتيات أنفسهن بينما كانت النسبة الأكبر للاستشارات من الآباء حيث كانوا الأكثر اهتماما بالسؤال عن الختان وأضراره للبنت.
وفى إطار الجهود الدولية فقد نظمت اللجنة المؤتمر الإقليمي حول القضاء على الزواج المبكر وختان الإناث بالتعاون مع وزارة الخارجية و مفوضية الإتحاد الافريقي ، والذى أسفر عن نداء القاهرة للعمل من أجل القضاء على الزواج المبكر وختان الإناث فى افريقيا ، هذا و تقوم اللجنة باستكمال العمل على الجهود الوطنية العديدة المبذولة في هذه القضية.
وتشدد اللجنة على أن جميع المبررات التي تساق للترويج لهذه الجريمة لا تمت للحقيقة بصلة والدليل على ذلك أن القرآن الكريم لا يتضمن أي نص يشير إلى ختان الإناث، وخلت السنة النبوية من أي ذكر عن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بختان بناته أو زوجاته أو أيا من أهل بيته، وأصدرت دار الإفتاء المصرية بياناً يؤكد ان ختان الإناث من قبيل العادات وليس من قبيل الشعائر ، وللأزهر الشريف العديد من الاصدارات بشأن هذه القضية منها كتيب صدر عام 2005 نحو القضاء على عادة ختان الإناث ، وكتب مقدمته فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي مؤكدا أن ختان الإناث ليس له أي سند شرعي، كما أظهرت وزارة الاوقاف المصرية موقفها تجاه القضية من خلال كتيب " ختان الإناث ليس من شعائر الاسلام" عام 2010، وتضمن كلمة لوزير الاوقاف المصري الأسبق محمود حمدي زقزوق، وحكم الختان الشرعي لفضيلة الامام الاكبر محمد سيد طنطاوي، وغيرها من الادلة الدينية التى تؤكد أن ختان الاناث ليس له اى سند اسلامى شرعى.
ومن المنظور المسيحى فقد أكد ممثل البابا شنودة الثالث أنه لا توجد لهذه الممارسة اية أسس دينية مهما كان نوعها ، ولا توجد آية واحدة فى الانجيل ، أو فى العهدين القديم والجديد.
وفى هذا الإطار تتعهد اللجنة الوطنية بأنها سوف تتصدى بكل حزم وقوة لكل من يشارك فى ارتكاب هذه الجريمة فى حق بناتنا بالعمل على توقيع أقصى العقوبة عليهم، وإزالة الثغرات القانونية التى تساهم فى افلات الجناة من العقاب، وتؤكد أنها سوف تكون المدافع الأول عن حق الفتاه المصرية فى أن تحيا حياة طبيعية خالية من هذه الجريمة ، وسوف تواصل جهودها بالتعاون مع الجهات المعنية للقضاء نهائياً على تطبيب ختان الإناث ، ونشر التوعية برأى الطب وما استقر عليه اجماع علماء الطب فى هذا السياق .
كما تؤكد اللجنة عزمها استكمال مابدأته فى خطة التوعية للوصول الى جميع سيدات ورجال واطفال جميع قرى ونجوع مصر من خلال حملة طرق الأبواب كما تعمل على الوصول برسائلها الى المدارس والجامعات.
وفى الختام تكرر اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث تأكيدها على أن عفة الفتاة فى التربية السليمة على الأخلاق الحميدة وليست فى قطع أجزاء من أجساد الفتيات والنساء.