أكد سياسيون أن عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي شهد العديد من النجاحات من بينها وضع أفريقيا على رأس أجندة الاهتمام الدولي وعرض أولوياتها وقضاياها الملحة أمام كل القوى الدولية، بدءا من الصين وروسيا واليابان وألمانيا وإنجلترا وفرنسا، وكذلك تدشين منطقة التجارة الحرة الأفريقية، موضحين أن مصر اهتمت بكل الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية وتمكين الشباب وتحقيق التنمية وستواصل دورها لخدمة القارة خلال الفترة المقبلة.

ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم السبت، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا؛ للمشاركة في القمة الأفريقية العادية الـ33، التي ستعقد يومي الأحد والاثنين، التاسع والعاشر من فبراير، تحت شعار "إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا".

ومن المقرر، أن يترأس الرئيس السيسى جلسة مغلقة، غداً الأحد، لمناقشة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، فضلاً عن إجراء مباحثات مع عدد من زعماء دول القارة، والتي ستتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى كافة المجالات والقضايا الإفريقية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وسيلقى السيسي كلمة في القمة يستعرض فيها الإنجازات التي تحققت بالقارة الأفريقية خلال رئاسة مصر للاتحاد، التي بدأت في فبراير 2019، ومن بينها منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي دخلت حيز التنفيذ في الثلاثين من مايو.

 

وسيبحث الزعماء ورؤساء الدول الأفريقية المشاركين بالقمة عدداً من القضايا المهمة من بينها مبادرة إسكات البنادق التي أطلقها السيسي خلال كلمته في القمة الأفريقية بأديس أبابا فبراير من العام الماضي، وستشهد القمة تسلّم دولة جنوب أفريقيا رئاسة الاتحاد الأفريقي من مصر لمدة عام.

 

أفريقيا خريطة الاهتمام الدولي

وعن عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن أهم ما تميزت به فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال العام الماضي هو قدرتها على نقل صوت أفريقيا كقارة ذات إمكانيات وطموحات وأزمات إلى كل القوى المؤثرة في العالم من خلال مجموعة كبيرة من القمم.

وأوضح العرابي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه القوى ضمت الصين واليابان وروسيا وألمانيا وفرنسا وإنجلتر، عبر مؤتمرات وقمم دولية رفيعة إلى جانب الأمم المتحدة، مضيفا إن مصر استطاعت أن تضع أفريقيا على رأس أجندة وخريطة الاهتمام الدولي للاستثمار والتنمية في أفريقيا.

وأكد أن هذا الجهد الذي بذلته مصر في عام رئاستها سيسهل عمل أية رئاسة مقبلة للاتحاد القاري، لأن أفريقيا وضعت بالفعل على الخريطة الاستراتيجية لكل القوى الدولية بما سيسهل عمل جنوب أفريقيا خلال فترة رئاستها، مضيفا إن النشاط الذي شهده عام رئاسة مصر للاتحاد سيعد أساسا متينا للتحركات خلال السنوات القادمة لتستفيد القارة الأفريقية.

وأشار إلى أن القمة الأفريقية المرتقبة غدا إلى جانب أنها ستشهد تسليم السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي لجنوب أفريقيا ستناقش عددا من الملفات، وهي وضع تصور واضح لمكافحة تغلل القوى الإرهابية في القارة، ومبادرة إسكات البنادق ووقف النزاعات المسلحة داخل حدود كل دولة لتأثيرها على التنمية والاستقرار في القارة.

وأضاف إن القمة ستتناول أيضا ملف البنية التحتية وآليات الربط بين الدول الأفريقيا برا وبحرا وجوا، وهو ملف تهتم به مصر خلال السنوات الماضية، مؤكدا أن التقدم في ملف البنية التحتية سيسهل تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية التي دخلت حيز التنفيذ خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.

 

السيسي قدم أولويات القارة

ومن جانبه، قال اللواء حاتم باشات، عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال عام رئاسته الاتحاد الأفريقي نجح في خلق رأي عام داخلي في مصر يبحث عن أفريقيا ويهتم بقضاياها وينتمي إليها، كما أنه اكتسب شعبية جارفة على مستوى الشعوب الأفريقية، فكل شعوب القارة أصبحت تعرفه.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن السيسي اكتسب ثقة القادة والزعماء الأفارقة وشعوبهم لأنهم كانوا يبحثون عن قائد يتحدث باسمهم، فكان السيسي دائما يتحدث باسم القارة حتى قبل توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، موضحا أنه طوال هذا العام لم يستغل هذا المنصب لبحث أزمة سد النهضة.

 

وأكد أن مصر خلال فترة رئاستها استطاعت أيضا لفت نظر القارة الأفريقية لملفات الأمن القومي كالإرهاب الدولي والقضايا الملحة في الشرق الأوسط كالأوضاع في ليبيا، مضيفا إن السيسي نجح في تمثيل القارة الأفريقية أمام كافة المحافل والقمم الدولية وعرض أولوياتها وبحث قضاياها الملحة.

 

وأشار إلى أن القمة المقبلة غدا في أديس أبابا بمشاركة السيسي تعقد تحت شعار إسكات البنادق وهي المبادرة التي أطلقها الرئيس في كلمته خلال القمة الأفريقية العام الماضي، مؤكدا أن هذه المبادرة تكتسب أهمية خاصة والجميع يأمل أن ترعاها جنوب أفريقيا الرئيس المقبل للاتحاد القاري.

 

وأوضح أن مصر ستواصل دورها القاري فهي ستكون عضوا في "الترويكا"، وستتابع هذا الملف كما أنها انتخبت أمس عضوا في مجلس السلم والأمن الأفريقي بأغلبية ساحقة، وستستمر في ممارسة مهامها تجاه القارة.

 

مصر ستواصل دورها لخدمة القارة

فيما قال ماجد أبو الخير، وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة الأفريقية غدا في أديس أبابا سيسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي لجنوب أفريقيا بعد عام من العمل المستمر من قبل القيادة المصرية، مضيفا إن الرئيس خلال هذا العام عرض كل مشاكل القارة ورصدها لتوجيه رؤى العالم تجاه أفريقيا والاستثمار العادل لمواردها.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الجهد الذي بذلته مصر على مدار العام الماضي لن يتوقف بانتهاء رئاستها للاتحاد بل سيستمر خلال الفترة المقبلة، مضيفا إن مصر بدأت نشاطها برغبة في الإصلاح الهيكلي للاتحاد الأفريقي وقاد السيسي عملية إصلاح داخل مؤسسات الاتحاد لتوفير مناخ أفضل للعمل.

 

وأضاف إن السيسي خاطب العالم باسم القارة الأفريقية لتعزيز التعاون مع القارة لتحقيق التنمية وزيادة الاستثمار، موضحا أنه إلى جانب مشاركة السيسي في عدد كبير من القمم الدولية ممثلا للقارة، فإن من أبرز ما تحقق خلال رئاسة مصر للاتحاد هو تفعيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية في قمة نيامي بالنيجر الماضية.

 

وأكد أن مصر بعد انتهاء رئاستها للاتحاد الأفريقي انتخبت عضوا في مجلس السلم والأمن الأفريقي لمدة عامين حيث ستستكمل دورها في خدمة قضايا القارة، مضيفا إن الرئاسة المصرية ركزت على كل الملفات في أفريقيا كالاستثمار والبيئة والتنمية والبنية التحتية والأوضاع الأمنية وتمكين الشباب حيث استضافت أسوان الشباب العربي الأفريقي.

 

وأشار إلى أسوان كانت عاصمة للشباب الأفريقي وجمعت شباب القارة جميعا وبحثت كافة القضايا المهمة بالنسبة لهم كريادة الأعمال والتنمية في أفريقيا والتحديات التي تواجه القارة، مضيفا إن المرحلة السابقة كانت هي البداية والفترة المقبلة هي استكمال لهذا الجهد سواء عبر "الترويكا" أو مجلس السلم والأمن الأفريقي أو اللقاءات الثنائية.