تعدد نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، حيث قام بجولة تفقدية لأعمال التطوير بمنطقتي عزبة الهجانة ومصر الجديدة، وشارك في أعمال القمة الأفريقية بأديس أبابا، والتقى خلالها بعدد من زعماء الدول الأفريقية، وافتتح مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول "إيجبس 2020"، واستقبل على هامشه عددًا من شركات الطاقة العالمية، كما استقبل وفد مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية بمجلس الشيوخ الفرنسي، وعقد اجتماعا لاستعراض السياسة النقدية، وآخر لاستعراض استراتيجية عمل هيئة المحطات النووية.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالقيام بجولة تفقدية لمتابعة الموقف التنفيذي، الخاص بتطوير منطقة عزبة الهجانة بمنطقة الكيلو ٤,٥ بطريق السويس بواسطة الشركة الوطنية للطرق، واستغلال المناطق المتاحة أسفل كوبري الجيش لصالح رفع المعناة عن قاطني المنطقة والبالغ تعداد سكانها ما يقرب من ثلاثة ملايين نسمة.
وتتم أعمال التطوير، من خلال إنشاء مواقف السيارات والنقل العام والجماعي ومحال تجارية بأنشطتها المختلفة، ومناطق ترفيهية ورياضية لخدمة شباب المنطقة، بالإضافة إلى إنشاء نقاط شرطة عسكرية ومدنية ومرورية لخدمة أهالي المنطقة، وقوبل الرئيس السيسي بالترحاب الشديد من أهالي المنطقة، ووجه بتدبير مطالب الأهالي وسرعة الإنجاز الفوري لمشروعات التطوير.
وتابع الرئيس السيسي كذلك الموقف التنفيذي للطرق والمحاور الممتدة من حي مصر الجديدة إلي أحياء الزيتون وميدان ابن الحكم، وكذا شارع جسر السويس ومنطقة التجنيد، وحي حدائق القبة وميدان ابن سندر.
وتوجه الرئيس إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للمشاركة في القمة الأفريقية العادية الثالثة والثلاثين، التي عقدت تحت شعار "إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا".
وترأس السيسي الجلسة المغلقة للقمة الأفريقية التي ناقشت التحديات التي تواجه القارة الأفريقية، وعددا من التقارير الهامة المتعلقة بآليات عمل الاتحاد الافريقى والاصلاح المؤسسى للاتحاد وقضايا السلام والأمن.
كما شارك في قمة منتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء، والتي استعرضت - إلى جانب تقارير من دول أفريقية أخرى - تقريرا حول مصر وما شهدته خلال السنوات القليلة الماضية من تقدم، فيما يخص موضوعات حقوق الإنسان والصحة والحوكمة والتنمية الاقتصادية والتعليم، وتم الإشادة بالتجربة المصرية وبما حققته خلال السنوات القليلة الماضية.
وشارك الرئيس السيسي في جلسة مجلس السلم والأمن الإفريقي حول ليبيا والساحل، حيث ألقى كلمة هامة أكد فيها أن الترابط بين الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل يحتم علينا العمل على التوصل إلى مقاربة شاملة من خلال جهد مشترك لدعم الجهود الوطنية لدول الساحل الخمس لمعالجة التحديات المركبة التي تواجهها تلك المنطقة الحيوية من قارتنا .. مشيرًا إلى أنه على الرغم من الجهود المقدرة التي تبذلها دول المنطقة، إلا أنها لاتزال تواجه تحديات كبيرة علي رأسها محاولات توغل الجماعات الإرهابية.
وترأس الرئيس السيسي أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية العادية الثالثة والثلاثين، وألقى فيها كلمة تناولت الجهود المصرية في تعزيز الاستقرار والتنمية بالقارة الأفريقية، خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي لعام 2019، والإنجازات التي تحققت بالقارة الأفريقية خلال رئاسة مصر للاتحاد، ومن بينها منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي دخلت حيز التنفيذ في الثلاثين من مايو الماضي، وتهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا، وكذلك رؤية مصر تجاه العمل الأفريقي المشترك والتكامل التجاري والتنمية بالقارة، وما تم من اجتماعات أفريقية سواء في مصر أو في دول القارة لدفع القضايا الأفريقية، وكذلك عرض رؤية مصر فيما يخص خريطة الطريق الأفريقية التي تم تدشينها خلال العام الماضي.
كما أكد الرئيس السيسي، في كلمته، أن القضية الفلسطينية ستظل حاضرة في قلوب وضمائر الشعوب والدول الأفريقية التي ستستمر في تضامنها مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وعرض الرئيس السيسي مقترح استضافة مصر لقمة أفريقية تخصص لبحث إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب، وذلك من واقع مسؤوليات مصر تجاه القارة وإيمانا منها بأهمية ذلك المقترح لتحقيق السلم والأمن في القارة الأفريقية.
ودعا الرئيس السيسى الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي للتشاور المستفيض حول كل الأبعاد التنظيمية والموضوعية لتلك القمة وهذه القوة المقترحة بمعرفة مجلس السلم والأمن الأفريقي واللجنة الفنية للدفاع، علي أن يعرض الأمر علي هيئة مكتب القمة في أقرب وقت.
وعلى هامش القمة الأفريقية التقى الرئيس السيسي بعدد من زعماء الدول الأفريقية وكبار المسئولين الدوليين، حيث استقبل بمقر إقامته جاستن ترودو رئيس وزراء كندا، وأكد الرئيس خلال مباحثاتهما أهمية العمل على ترسيخ العلاقات مع كندا على كافة الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والتجارية، بما يصب في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين.
وشهد اللقاء استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما على صعيد التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، بالإضافة إلى المجال الاقتصادي في ظل الجهود المصرية لتحسين مناخ الأعمال وتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
كما التقى الرئيس السيسى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، حيث أكد السيسي تطلع مصر لتطوير العلاقات الثنائية مع الجزائر، والدفع قدماً بأطر التعاون المشترك في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
كما أكد الرئيس موقف مصر الداعم للجزائر في مواجهة الإرهاب، خاصةً في منطقة الساحل، ودعم الإجراءات التي تتخذها القيادة الجزائرية في سبيل الحفاظ على الأمن.
والتقى الرئيس السيسي مع أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، حيث أكد حرص مصر على مواصلة تعزيز التعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة في مختلف المجالات، لدعم السلم والأمن الدوليين، وكذا التنسيق مع المنظمة الأممية لتعزيز دورها الأساسي في معالجة الملفات ذات الأولوية للدول النامية.
وافتتح الرئيس السيسي مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول "إيجبس 2020"، الذي عُقد تحت شعار "شمال أفريقيا والبحر المتوسط، تلبية احتياجات الغد من الطاقة"، والتقى على هامش المؤتمر مع رئيس مجلس إدارة شركة بكتل الأمريكية بريندان بكتل، حيث أكد حرص مصر على الاستفادة من خبرات الشركة ليس فقط في قطاع البترول والغاز، وإنما أيضا في قطاع النقل والتشييد في ضوء المشروعات التنموية الكبري الجارية في ربوع مصر، وكذلك في مجال معالجة وتحلية المياه الذي يمثل أحد المجالات ذات الأولوية الحيوية في إطار استراتيجية الدولة لحسن إدارة وتعظيم مواردها المائية.
كما التقى الرئيس مع أوليفيه لوبوش رئيس شركة شلمبرجيه العالمية المتخصصة في مجال البترول والغاز، حيث أكد على دعم أنشطة الشركة في مصر مع التطلع لتعزيز مجالات الشراكة بين قطاع البترول والغاز وشركة شلمبرجيه، وكذلك تعظيم الاستفادة من الإمكانيات والتكنولوجيات المتقدمة التي تمتلكهاالشركة فى تطوير ورقمنة قطاع البترول، والمشاركة في تأهيل وتدريب الكوادر البشرية المصرية العاملة في هذا المجال.
والتقى الرئيس أيضا مع الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بتروليوم (بي بي) البريطانية برنارد لوني، حيث أعرب عن التطلع لمزيد من أنشطة الشركة واستثماراتها في مصر سعيا لزيادة الاستكشافات في مجال الغاز والبترول ولتعظيم استفادة الدولة من مواردها الكامنة لصالح الأجيال الحالية والقادمة.
واستقبل الرئيس السيسي وفد مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية بمجلس الشيوخ الفرنسي، برئاسة السيدة كاترين موران، حيث أعرب عن التقدير للتطور المستمر في العلاقات المصرية الفرنسية، وزيادة وتيرة التنسيق بين البلدين في مختلف المجالات.
واستعرض الرئيس خلال اللقاء الجهود المصرية المبذولة لمكافحة الفكر المتطرف وترسيخ ثقافة قبول الآخر وحرية الاعتقاد، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية الفهم الصحيح للدين، وتصويب الأفكار الخاطئة ومواجهة عملية استغلالها الممنهجة لتوظيفها لتحقيق أهداف سياسية، فضلا عن إعلاء قيم المساواة وقبول الآخر.
كما أشار الرئيس إلى دور المرأة المصرية في البرلمان ومشاركتها الفعالة في أنشطته، وكذلك في العمل التنفيذي والقيادي، مشيدا في هذا الإطار بما تحملته المرأة في مصر من مسئوليات، وما تبذله من جهد في سبيل الحفاظ على وطنها ومجتمعها وأسرتها، فضلا عن التنويه باستراتيجية الدولة لتمكين الشباب وإعداد كوادر مؤهلة علميا وإداريا لتبوء المناصب القيادية في الجهاز التنفيذي للدولة.
كما تم التطرق خلال اللقاء إلى بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في عديد من المجالات، خاصة فيما يتعلق بالرعاية الصحية وتطوير منظومة التعليم في مصر وتعزيز حركة السياحة بين البلدين.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع طارق عامر محافظ البنك المركزي، وجمال نجم نائب محافظ البنك المركزي، تناول استعراض السياسة النقدية وما يقوم به البنك المركزي من إجراءات للحفاظ على الاستقرار النقدي في إطار العمل داخل منظومة العمل المصرفي.
ووجه الرئيس بالاستمرار في اتخاذ كافة الإجراءات لتحسين المؤشرات الاقتصادية والحفاظ على الاستقرار النقدي والمصرفي، والتنسيق بين كافة أجهزة الدولة المعنية لمواصلة العمل على خفض الدين العام والحد من التضخم، مؤكدا ضرورة مراعاة الفئات الأكثر احتياجا والتخفيف من أعبائهم، بالتوازي مع شبكات الحماية الاجتماعية.
وشهد الاجتماع كذلك عرض آخر تطورات أعمال اللجنة المختصة ببحث أوضاع آلاف المصانع والشركات والأشخاص الاعتبارية المتعثرة بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بنشاطها جراء الانفلات الأمني عام 2011، وذلك في ضوء توجيهات الرئيس باتخاذ الإجراءات الفورية التي تدعم تلك الكيانات الاقتصادية المتعثرة وتمكنهم من استعادة ممارسة نشاطهم.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء.
وتناول الاجتماع استراتيجية عمل هيئة المحطات النووية وجهود الميكنة بها، فضلا عن خطوات إعداد وتأهيل الكوادر البشرية بالمدرسة الفنية لتكنولوجيا الطاقة النووية، كما تم استعراض النتائج الإيجابية للزيارة الأخيرة لفريق خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراجعة تطوير البنية التحتية لبرنامج الطاقة النووية في مصر والوقوف على معايير الأمن والأمان النوويين.
وفي إطار المشروعات المستقبلية للدولة في القطاع النووي؛ وجه الرئيس بضرورة ضمان أعلى معايير السلامة والأمان النووي وفقا للقواعد الدولية في هذا الشأن، مؤكدا أهمية الطاقة النووية كمجال مستقبلي للمساهمة في توليد الكهرباء في مصر على نحو يدعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة والاحتياجات الحالية والمستقبلية.
ووجه الرئيس السيسي بمواصلة تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار، بالإضافة إلى التوسع في المشروعات القومية لاستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، فضلا عن الانتهاء من تنفيذ المشروعات الجديدة للطاقة الكهربائية ورفع كفاءة المشروعات القائمة، مع الالتزام بالبرنامج الزمني المحدد في هذا الخصوص، بما يضمن استيعاب زيادة الاستهلاك وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين في كافة أنحاء الجمهورية.